احتدام المنافسة في انتخابات لبنان.. وإلغاء تصويت "الحريري"
"حزب الله" وحركة أمل يتقاسمان المناطق الشيعية
من المرجح فوز لائحة "البيارتة" بانتخابات بيروت، فيما يتقاسم "حزب الله" و"حركة أمل" البلديات المناطق الشيعية.
تواصلت عملية الاقتراع في الانتخابات البلدية والاختيارية اللبنانية، والتي بدأت اليوم الأحد، وتستمر إلى نهاية الشهر الجاري، وسط منافسة محتدمة بين الطوائف والأحزاب السياسية.
وأشارت الترجيحات الأولية للانتخابات الجارية في 130 بلدية بلبنان، إلى فوز لائحة "البيارتة" بانتخابات بيروت، وتقاسم "حزب الله" و"حركة أمل" البلديات في المناطق الشيعية، فيما يؤتي تحالف عون - جعجع ثماره بالمناطق المسيحية.
وتستمر الانتخابات وسط إجراءات أمن مشددة ودعم من الحكومة التي تصر على إجراء الانتخابات في ظل فراغ رئاسي مستمر منذ عامين وتمديد مرتين للمجلس النيابي.
وأصدر المكتب الإعلامي في وزارة الداخلية والبلديات بياناً أوضح فيه أن نسبة الاقتراع بلغت حتى الحادية عشرة قبل ظهر اليوم في محافظة بيروت 6%، وفي قضاء زحلة 12%، وفي راشيا 11%، وفي بعلبك 13%، وفي البقاع الغربي 12%، وفي الهرمل 15%.
وتشهد محافظتا بيروت والبقاع الانتخابات البلدية والاختيارية بين عدة لوائح محسوبة على التيارات والأحزاب السياسية اللبنانية.
وبالرغم من التنسيق بين حزب الله وحركة أمل في انتخابات البقاع حيث الأغلبية الشيعية، فإن بيروت واقعة تحت سيطرة شبه كاملة للائحة "البيارتة" التي أطلقها زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، وتحظى بالإجماع على التصويت لأنها تنص على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين.
وعلى هذا الأساس، دعا زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون حليف حزب الله وخصم سعد الحريري، وكذلك رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، إلى التصويت للائحة البيارتة لأنها تنص على المناصفة.
واليوم أدلى رئيس الوزراء تمام سلام بصوته في الانتخابات البلدية، مؤكداً أهميتها كبداية لحدوث بقية الاستحقاقات الديمقراطية في لبنان خاصة انتخاب رئيس الجمهورية والانتخابات النيابية المؤجلة.
وقال سلام: "إننا اليوم أمام لحظة وطنية بامتياز تتجسد فيها ممارسة ديمقراطية تتيح للشعب اللبناني ولأهل بيروت بالذات أن يقولوا كلمتهم وأن يدلوا بأصواتهم لما فيه خير هذه المدينة وخير هذا الوطن".
وأكد أن الانتخابات مطلب شعبي بامتياز، آملاً أن تنعكس على استحقاقات أخرى أبرزها انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
فيما قال رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بعد الإدلاء بصوته اليوم: "إن اليوم هو يوم عرس لبيروت، ويوم ديمقراطي بامتياز، وقد أدلينا بصوتنا بكل ديمقراطية وحرية وقد انتخبت لائحة البيارتة التي تضم كل المكونات السياسية في البلد، وهذه الانتخابات سياسية وإنمائية، ونحن نخوضها لإثبات أن بيروت لا تزال في مسيرة تيار المستقبل ورفيق الحريري، وغياب حزب الله عن لائحة البيارتة شيء إضافي لبيروت".
وأعلن مسؤول قلم الاقتراع في متوسطة شكيب أرسلان في منطقة فردان ببيروت أن صوت رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في الانتخابات الاختيارية غير محسوب وتم إلغاؤه، حيث صوّت بلائحة للانتخابات البلدية في صندوق الاختيارية، أي لائحتين للانتخابات البلدية في صندوق الاختيارية وصندوق البلدية.
وقال وزير الداخلية والبلديات اللبناني نهاد المشنوق بعد الإدلاء بصوته في ثانوية رياض الصلح في رأس النبع ببيروت إن العملية الانتخابية تسير بشكل سليم في بيروت والبقاع.
وبالرغم من أن لائحة "بيروت مدينتي" لا تحظى كما "البيارتة"، فإن المرشحة عن اللائحة الفنانة نادين لبكي قالت: "اليوم تاريخي وعلى كل مواطن أن يمارس حقه بالتصويت لأنه لا مجال للندم غداً، وهذه معركة إنمائية ويجب تحييدها عن أية اصطفافات سياسية".
أما في زحلة بالبقاع تشهد المعركة الانتخابية حركة نشطة بين أهل زحلة وبقية التيارات السياسية.
وقال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: "إننا لا ننظر إلى الانتخابات البلدية والاختيارية بنظرة سياسية، لأن البلدات التي نخوض فيها الانتخابات هي بشكل عام بلدات مؤيدة للمقاومة وداعمة لهذا النهج السياسي، ولسنا بحاجة أن نخوض الانتخابات تحت العنوان السياسي، وهناك بلدتان فقط لهما عنوان سياسي هما بعلبك وبريتال أما باقي البلديات فهي كلها في إطار التنمية".
وأضاف قاسم: "نخوض الانتخابات بـ 3 أشكال الشكل الاول تشكيل لوائح "التنمية والوفاء" وهذا يشمل 57 بلدة ونرعى قدر الإمكان أن يكون الأفراد ممثلين لعوائلهم وللقوى المختلفة، وتوجد في مقابلنا لوائح وأفراد لكننا لا نعتبرهم في دائرة العداء بل في دائرة التنافس ويحق لهم الترشح".
وأوضح قاسم أن حزب الله في زحلة يدعم حلفاءه أي التيار الوطني الحر ولائحة الكتلة الشعبية ولائحة نقولا فتوش، لكن بما أن اللوائح الثلاث موجودة ولم يتم التوافق فيما بينهم "ارتأينا ألا نعطي حليفا واحدا ونحرم الآخرين، لذا اخترنا من اللوائح الثلاث مرشحينا وشكلنا لائحة جامعة، ونحن ندعو من يلتزم برأينا في زحلة بأن يصوتوا للائحة التي شكلناها على قاعدة دعم حلفائنا الثلاثة".
حركة أمل الشيعية تركت حرية الاقتراع لمناصريها في الانتخابات البلدية في مدينة زحلة مع أعطاء الألولوية للائحة "زحلة تستحق" برئاسة موسى فتوش.
وفي زحلة حدثت مشكلة بين القوات اللبنانية وآل سكاف مع تضارب بالأيدي واتهامات بدفع الرشاوى، وتدخل الجيش لفض الاشتباك بين الطرفين.
أما منطقة رأس بعلبك بالبقاع فتشهد منافسة حامية بين لائحتين مكتملتين من 15 مرشحا، الأولى اعتمدت مبدأ المداورة في الرئاسة بين رفعت نصر الله لثلاث سنوات وجريس مراد لثلاث سنوات، وهي مدعومة من قبل الوزير السابق ألبير منصور وحزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي، والثانية يترأسها دريد رحّال، وهي مدعومة من قبل القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والحزب الشيوعي اللبناني.
وجرت أكثر من محاولة للتوافق بين اللوائح دون جدوى، كما أن الاصطفاف المسيحي في لائحة واحدة سببه رفض الأهالي لصبغ البلدة بصبغة حزب الله، لأن التحالف بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية في الانتخابات البلدية هو انعكاس طبيعي للتحالف الذي تم مؤخرا بين الحزبين.
وتجري الانتخابات البلدية في لبنان كل ست سنوات، وتعد هذه عملية الاقتراع الأولى في لبنان منذ 2010، إذ لم تنظم انتخابات برلمانية منذ العام 2009 وتم التمديد مرتين للبرلمان الحالي نتيجة الانقسامات الحادة في البلاد.
aXA6IDE4LjIyNC42My4xMjMg جزيرة ام اند امز