نائب جزائري يطالب باعتماد رقاة شرعيين في الإدارات.. لماذا؟
سؤال غريب وجهه النائب الجزائري محمد الداوي لوزير الشؤون الدينية، يطالبه فيه باعتماد رقاة شرعيين
في واقعة طريفة، طلب نائب في البرلمان الجزائري من وزير في حكومة بلاده، إيجاد حل للأشخاص الذين فقدوا مناصب عملهم بسبب ما قيل إنهم تعرضوا لمس الجن أو السحر، والتفكير في اعتماد رقاة شرعيين للتكفل بحالاتهم.
طَلَبُ النائب محمد الداوي الذي ينتمي لحزب يدعى "الكرامة"، ليس مزحة، فقد ضمنه فعلا في سؤال كتابي وجهه إلى وزير الشؤون الدينية محمد عيسى، وأودعه لدى مكتب البرلمان الجزائري، كما تظهر وثيقة رسمية تحمل نص السؤال حصلت عليها بوابة "العين" الإخبارية.
وأوضح النائب المثير للجدل، في نص سؤاله، أن "العديد من الجزائريين يعانون كغيرهم من شعوب العالم من تبعات السحر ومس الجن وهذا الموضوع ثابت بنص القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة".
وانحصر انشغال النائب في كون "العديد من هؤلاء المصابين فقدوا مناصب عملهم ومصدر رزقهم بسبب هذا الداء غير المعترف به إداريا والذي لا يمكن إثباته بالوثائق"، حيث يقول إن "الذين فقدوا وظائفهم لهذا السبب يطلب منهم إثبات الإصابة والجميع يعرف استحالة ذلك".
ولأن أغلب الأطباء النفسيين يتعذر عليهم إيجاد مبررات المرض، حسب النائب، فإنه "لا بد من التفكير في اعتماد رقاة شرعيين معتمدين من جهات مختصة (وزارة الشؤون الدينية) مثلا، مؤهلة لذلك.
وختم النائب سؤاله إلى الوزير قائلا: "هل تفكر مصالح وزارة الشؤون الدينية في إيجاد حل لهؤلاء المصابين من أجل إثبات مرضهم وحل هذه المعضلة بصفة نهاية؟".
سؤال النائب الداوي، على سذاجته، جلب عليه طوفانا من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ما اعتبر تهريجًا لا يتناسب مع وظيف النائب السامية كممثل للجزائريين في المجلس الشعبي الوطني.
وكتب أحد المعلقين ساخرا: "أقترح فتح مسابقة وطنية للرقاة وإدماجهم فورًا في القطاعات التابعة للوظيف العمومي"، بينما كتبت أخرى: "أظن أن هذا النائب فعلا في حاجة إلى رقية شرعية كي يلتفت إلى المعاناة الحقيقية للشعب الذي ينوب عنه".
ويواجه البرلمان الجزائري الحالي انتقادات لاذعة بسبب تركيبته التي يعتبرها كثير من المراقبين بعيدة عن المستوى المفترض في نواب يمثلون الجزائريين.
aXA6IDE4LjIyNC41NS4xOTMg جزيرة ام اند امز