مهرجان زايد التراثي.. وتفاصيل الحديث عن ثقافة المكان
في الأحياء التراثية في "مهرجان زايد التراثي" فرصة للعيش في أجواء من العادات والتقاليد والطراز المعماري أو "ثقافة المكان" بكل مفرداتها.
سيوف، خيول، صقور، خيم، رمل، قش، طين، حرف يدوية، فوانيس، سفن، مأكولات شعبية، سباق الهجن، فلكلور، أشرعة، تمور، أحياء تراثية، معارض، مسابقات، ألعاب نارية، قهوة، جِمال، رسم الحنة، كلاب الصيد السلوقية، رحلات سفاري، فراسة الصحراء، تراث، ثقافة، رقص..
ربما لا تكفي هذه المفردات للحديث عن مهرجان الشيخ زايد التراثي 2015" الذي تابعت "العين" انطلاقته تحت عنوان "تراثنا هويتنا.. زايد قدوتنا"، بمثابة تحية إجلال إلى مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، والحفاظ وإحياء الموروث الإماراتي.
يحظى المهرجان برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وبدعم الفريق أول سمو الشيح محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة.
ويقول القائمون على إدارة المهرجان إن أهدافنا تتلخص في "تكريم الإرث العظيم لوالدنا زايد، وعرض ثراء التقاليد والثقافة الإماراتية عبر طرق تثقيفية وتعليمية وترفيهية".
أحياء تراثية أم ثقافة المكان؟
في الأحياء التراثية، الفرصة متاحة للزائرين للعيش في أجواء من العادات والتقاليد والطراز المعماري أو "ثقافة المكان" بكل مفرداتها، وكذلك الاطلاع على حياة الشعوب بومضات على العروض والمنتجات والحرف والمأكولات والتقاليد، وسواها.
الأحياء المشاركة في مهرجان زايد هي تسعة أحياء؛ الإماراتي والسعودي والبحريني والعُماني والمغربي والمصري والكازاخستاني والبوسني والأفغاني.
يقول سعيد حمد الكعبي، مدير جناج هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في المهرجان، إن الهيئة "ابتكرت هذا العام فكرة البيت الإماراتي التراثي، وهو بيت العين، بكل مفرداته التي تعبّر عن الثقافة الإماراتية وأهل مدينة العين تحديداً، فضلاً عن إدخال السوق الشعبي والمقهى والمتحف والمجلس والنخل والغرفة القديمة والمضافة وعروض الصقارة، وغيرها..".
من الملاحظ أن الجناح المشارك في الحي الإماراتي يحفل برقصة اليولة الإماراتية المعروفة، والتي تعتمد على رمي السيف أو السلاح وتلقفه قبل أن يسقط على الأرض، مع إيقاعات متناوبة وأغانٍ شعبية، تشكل واحدة من أهم فنون الفلكلور الإماراتي القديم.
يضيف الكعبي لـ"العين": "رقصة اليولة محبوبة لدى الشباب وغيرهم، وهي ترمز إلى الثقافة الإماراتية، ومعاني الشهامة والبطولة، كونها ذات أساس حربي، مثل استخدام السيف والبندقية والعصي وتحريك الجسد يميناً ويساراً، ما يجعلها ذات دلالات كثيرة يتم تسخيرها في أغلبية المناسبات الوطنية".
ويعتمد الحي الإماراتي على تقديم كل ما له للتراث والثقافة بصلة، ومحاولة تعريف الجيل الجديد بتراث الأجداد الراحلين والحفاظ عليه وإعادة إنتاجه وتوجيهه ونشره ونقله عبر الأجيال، وهذا ما يعتبره مدير جناح هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة جزءاً مهماً مما يقدمه المعرض والهدف الأساسي له، ألا وهو الثقافة الإماراتية.
كما يهتم الحي الإماراتي بمنتجات التمور والدبس، وكل ما للسياحة بصلة، مثل تنشيط المناطق السياحية عبر التعريف بها، كالواحات والمحميات والمقاصف وغيرها، وهذا الهدف الآخر للمهرجان التمثل في الترويج للسياحة، بحسب سعيد الكعبي.
إذاً، فكرة "الأحياء التراثية" تطل برأسها في مهرجان الشيخ زايد، وتنظمها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، بغض النظر عن الفعاليات الرديفة مثل "معرض زايد الأول (الكبير)"، الذي يقدم نبذة عن أعظم حُكام أبوظبي الشيخ زايد الذي حكم بين (1855-1909) و"ركن حمامة الوطن"، الذي يستعرض مراحل تطور القوات المسلحة وسيرة الشهداء، و"معرض زايد والخيل"، و"جناح ذاكرة الوطن"، و"احتفالات اليوم الوطني"، و"معرض هجن الرئاسة"، و"معرض العادات والتقاليد"، و"معرض التمور"، وغيرها الكثير.
تراث تراكمي وأحياء أخرى
العلاقة العضوية بين الثقافة والتراث تمتد إلى اللانهاية، والمفردات التي تجمعهما تستحضر أنفسها في كل مناسبة، معبرةً عن مجموعة أفكار تحاول الجهات المنظمة للمهرجانات من هذا القبيل أن تطرح ما تريد من رؤى، تصب في الأغلب في خدمة أهداف عليا تراكمية.
هذا الكلام ينطبق على الأحياء الأخرى المشاركة، التي تحاول أن تقدم أفضل ما لديها، كي تروّج لثقافة بلدها، كالجناح السعودي الذي يعجّ بالصناعات اليدوية والعطور والأطعمة والأقمشة والسجاد والزيوت واللوحات التي تعبر عن ثقافة وتراث هذا البلد الخليجي.
الأمر نفسه مع المغربي، الذي ما إن تزوه حتى تسمع الطرب المغربي وعينك تنتقل بين الأثاث والمفروشات والأواني والمشغولات اليدوية الزاهية، ومعرض للحرفي المعروف في مجال "الزليج" سعيد بن أديبة، والذي انفرد بلوحات عدة كـ"الفسيفساء المغربي محروس بعيون الحلزون"، و"عروق المغاربة"، و"الطاووس الغضبان"، و"صهريج منارة مراكش"، وغيرها..
وفي الجناح المصري العشرات من الحرف اليدوية والمأكولات المصرية، التي تركز على إحياء صناعات تراثية شكلت عنصراً رئيساً للحياة قديماً، والتشجيع على الابتكار والأصالة في آنٍ معاً.
فيما ركز الجناج الكازاخستاني مثلاً على صناعات الصوف ومنتجات الأقمشة والملابس الشتوية، نتيجة المناخ البارد في تلك البلاد.
دول الخليج عموماً المشاركة لا تختلف فيها البيئة الصحراوية كثيراً فيما بينها، باستثناء بعض التفاصيل الصغيرة التي تميز كل دولة عن أخرى، كما هو حال العسل الإماراتي الذي يختلف عن غيره من الدول، بحسب النحّال الإماراتي عبد الله الكعبي (من العين)، الذي يعدّد لـ"العين" أنواع العسل: "سدر، سمر، عسل بالقرفة، عسل بالزعفران، عسل جبلي، عسل بالشمع.. " وغيرها، التي يعتبرها معبرة عن الثقافة الإماراتية، أو ما يمكن أن نسميه "ثقافة المأكولات".
ويضيف عبد الله الكعبي، وهو يدير "القطارة للعسل الطبيعي": "مثلاً النحل في العين يختلف عن رأس الخيمة، فطقس أبوظبي جاف، أما رأس الخيمة فرطب، وهنا يختلف المذاق، ولكل عسل خصوصيته".
يمتد المهرجان في دورته السادسة لهذا العام في الفترة بين 19 نوفمبر و12 ديسمبر 2015، في منطقة الوثبة بأبوظبي.
aXA6IDE4LjIyMC4xMTIuMjEwIA== جزيرة ام اند امز