آثار ليبيا بـ"أمان" مقارنة بسوريا والعراق
يعتبر خبراء أن الخطورة الأكبر هي من عمليات التنقيب غير القانونية
الآثار الليبية لا تواجه خطراً على آثارها كالذي واجهته سوريا والعراق بحسب خبراء ليبيين، ذلك على الرغم من وجود أدلة على أن تنظيم داعش ضالع في تهريب آثار.
وقال خبراء على هامش مؤتمر بشأن كيفية حماية التراث الثقافي الليبي إن أشهر المواقع التاريخية ظلت في منأى عن الأذى إلى حد كبير برغم أن بعض القطع الأثرية المستخرجة بصورة غير قانونية يجري تهريبها خارج البلاد وبرغم أن مقاتلي الدولة الإسلامية استهدفوا مساجد وزوايا صوفية.
وفي ليبيا كمية كبيرة من المواقع الأثرية منها بعض من أفضل الآثار الرومانية واليونانية في أفريقيا وكذا منحوتات صخرية لعصور ما قبل التاريخ في منطقة فزان الصحراوية، ولكن الفوضى السياسية والفراغ الأمني اللذين أعقبا سقوط معمر القذافي عام 2011 هددت سلامتها.
وسيطر تنظيم داعش على مدينة سرت الساحلية في 2015 وأقام موطئ قدم له في عدة أجزاء أخرى من البلاد، وهو ما أثار مخاوف بأن تشن هجمات تلحق أضرارا بمواقع أثرية رئيسية مثلما حدث في سوريا وفي العراق.
وقال ستيفانو دي كارو المدير العام للمركز الدولي لدراسة الحفاظ على المقتنيات الثقافية وترميمها إنه على الرغم من أن تنظيم داعش قد يحاول مهاجمة المواقع الأثرية "سعيا للظهور" فإن الخطورة الأكبر هي من عمليات التنقيب غير القانونية وأعمال النهب وأعمال البناء غير الشرعية التي يقوم بها الأهالي، وأضاف: "الفرق الكبير عن سوريا هو أنهم يهاجمون مواقع التراث الإسلامي أكثر مما يهاجمون التراث الكلاسيكي".
وقال أحمد عبد الكريم رئيس إدارة شؤون التراث والآثار الليبي إن أعمال العنف التي يقوم بها متشددون كانت مكمن الخطورة الأول في العام الماضي ولكن بعد أن خسر تنظيم داعش في الآونة الأخيرة أراضي في مدينتي بنغازي ودرنة وحولهما فإن منع أعمال البناء غير القانونية حول المواقع الأثرية بات يمثل الاهتمام الأكبر.
وتابع أن أعمال النهب تمثل مشكلة هي الأخرى حيث تهرب جماعات دولية تنتهج نهج المافيا قطع أثرية عبر ليبيا، وعثرت قوات الأمن على تحف أثرية في الأسبوع الماضي في منزل تمت استعادته يخص قائدا في تنظيم تنظيم داعش في بنغازي.
وقال إنه جرى العثور على قطع تعود إلى حقب ما قبل التاريخ وربما يكون مصدرها منطقة فزان، وعثر أيضا على قطع رومانية وبيزنطية، وتابع أن تلك كانت مجموعة مقتنيات من أجزاء مختلفة من ليبيا جمعت لأغراض التجارة.
وقال عبد الكريم إن السلطات استعادت قطعا أثرية في مناسبتين مختلفتين من بنغازي ودرنة، وأضاف أن جميع هذه الأحداث تعطي انطباعاً بأن المتشددين ضالعون في تهريب الآثار.
وقال رمضان الشيباني المسؤول الكبير من إدارة شؤون التراث والآثار في طرابلس إن الآثار الرومانية في لبدة وصبراتة -حيث طردت فصائل محلية مقاتلي تنظيم داعش بعد غارة جوية أمريكية في فبراير شباط- لم تلحق بها أضرار، وقال إن مدير موقع مدينة سلطان الأثري الذي يبعد 30 كيلومترا شرقي سرت قال له في اتصال قبل نحو شهرين إن الموقع سليم.
ولكن الشيباني قال إن هناك "مشكلة كبرى" حيث تقع هجمات على مساجد وزوايا صوفية يعتبرها المتشددون غير إسلامية، وفي العاصمة وحدها تعرض أكثر من 20 من هذه المواقع لهجمات
aXA6IDMuMTM1LjIwOS4xMDcg
جزيرة ام اند امز