"محفوظ" و"طاغور" يضيئان ندوات الأعلى للثقافة بالقاهرة
ندوة عن "الأدب المعاصر" أقامها المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة ضمن فاعليات مهرجان طاغور خصصت للحديث عن أعلام الأدب العربي والهندي.
بالتعاون مع مركز مولانا أزاد الثقافي الهندي وسفارة الهند بالقاهرة، أقيم بالمجلس الأعلى للثقافة، بحضور الكاتب حلمي النمنم وزير الثقافة، ندوة مهمة عن "الأدب المعاصر" ضمن فاعليات مهرجان طاغور، خصصت للحديث عن أعلام الثقافة في الأدبين العربي والهندي؛ مثل أمير الشعراء أحمد شوقي وعميد الرواية العربية نجيب محفوظ (الحائز على نوبل في الآداب 1988) وكاتب الهند الكبير وشاعرها الأشهر طاغور (الحائز على جائزة نوبل في الآداب عام 1913).
حضر الندوة سانجاي باتشاريا سفير الهند والدكتور مصطفى رياض رئيس قسم اللغة الإنجليزية بآداب عين شمس، وسوجاتا بوس عضو البرلمان الهندي. بدأت الندوة بكلمة الوزير حلمي النمنم التي رحب فيها بالحضور، وتحدث عن القامات الثلاث الكبرى في تاريخ البلدين، والتي أثرت الحياة الثقافية والإبداعية، وشكلت وعي كثير من الأجيال التي عاصرتهم، والتي جاءت من بعدهم.
ثم تحدث سفير الهند الذي قدم الشكر للمجلس الأعلى للثقافة وللدكتورة أمل الصبان أمين المجلس، على استضافة تلك الندوة، وأثنى على العلاقات الثقافية بين البلدين، وطالب بزيادة التواصل بين الحضارتين لما لهما من أهمية، وتذكر مع الحضور زيارة طاغور لمصر ومقابلته أمير الشعراء أحمد شوقي تلك الزيارة التي وصفها بالمهمة، والتي أثرت في وجدان طاغور وأرست علاقة خاصة بينهما، مما جعلت طاغور بعد ذلك يرثي شوقي عند وفاته بقصيدة خالدة تعد من أروع قصائده.
وأثنى سانجاي على المعرض التي أقامته سفارة الهند في دار الكتب والوثائق القومية بكورنيش النيل، وقال إنه اندهش من الإقبال الكبير للمعرض، الذي لم يكن يتوقعه. وعن القامات الأدبية الثلاث "محفوظ" و"طاغور" و"شوقي" تحدث الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة، والذي استهل كلمته واصفًا الندوة بالتاريخية لأنها جمعت تلك القامات التي أثرت في الإنسانية وليس الإبداع فحسب.
وأضاف أبو سنة أن الحضارة تتفاعل وتتبادل التأثير والتأثر من خلال مثل تلك الرموز التي من شأنها إعلاء شأن الإنسانية بأكملها، وأكد أن مصر عرفت طاغور هذا الشاعر العظيم عقب زيارة شوقي له في الهند تلك الزيارة التي استحوذت على اهتمام كبير في الصحف المصرية آنذاك وتركت أثرًا عميقًا على مسارات الإبداع المصري بشكل كبير، وجعلت أيضًا الجامعة العربية وقتها تصدر عدة ترجمات لأشعار طاغور.
وأوضح أبو سنة عن أن أهم ما يميز طاغور لغته الجديدة بالنسبة للشعر العالمي وقتها، والذي شعر كل من قرأه ببساطته، وبأنه قريب من الفقراء، بل ويعبر عنهم لأن طاغور كما وصفه كان يؤمن بأن البشرية تنطلق من وحدة واحدة، واختتم أبو سنة كلمته بأن أعمال طاغور حتى الآن ما زالت تواكب الحركات الحديثة بعمقه وبساطته وروحه الموجودة بقوة في ملء ما ترك من إبداع، فهو بحق مُلهم للإنسانية كلها.
وعن فضل طاغور ونجيب وشوقي بما تركوه من إبداع تحدث الدكتور مصطفى رياض رئيس قسم اللغة الإنجليزية بآداب عين شمس الذي وصف تلك الكوكبة بأنها قامات مهمة في تاريخ الإنسانية جمعهم حصول اثنين منهم (محفوظ وطاغور) على جائزة نوبل في الأدب، وثالثهما لقب عن جدارة بأمير الشعراء، وأضاف رياض بأن إبداعهم أثر في تقبل ومقاومة أزمتين ألمتا بهم: الاحتلال البريطاني للهند، والحملة الفرنسية على مصر، وبأن طاغور لم يكتفِ بالتواصل مع تراثه الهندي، بل اطلع وبعمق على الآداب الأوروبية، واستطاع أن يضع لنفسه لونًا خاصًّا به ميزه عن باقي المبدعين وقتها وإلى الآن، وأكد رياض أن مفهوم الحداثة لدى طاغور كان باختصار هو التقاء الشرق بالغرب في لقاء مثمر يستفيد منه العالم.
aXA6IDMuMTYuMTM1LjIyNiA= جزيرة ام اند امز