شهيد وعشرات الإصابات وعمليتا طعن في اليوم الـ60 للانتفاضة
نتنياهو يصعّد تهديداته: لن نسلّم مترًا واحدًا للفلسطينيين
استُشهد فلسطيني على وقع استمرار عمليات الطعن التي تسببت أحدث اثنتين منها في إصابة جندي ومستوطنة إسرائيليَّين
استُشهد شاب فلسطيني وأُصيب العشرات برصاص الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية على وقع استمرار عمليات الطعن الفردية، التي تسببت أحدث اثنتين منها في إصابة جندي ومستوطنة إسرائيليَّين، عشية دخول الانتفاضة شهرها الثالث، في وقت صعّد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي من خطابه التهديدي ضد السلطة الفلسطينية.
تطورات اليوم الستين للانتفاضة بدأت صباحًا في القدس المحتلة، باستشهاد الفلسطيني بسيم صلاح (36 عامًا) من سكان مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، بعد تنفيذه عملية طعن أدت إلى إصابة جندي إسرائيلي.
وأفادت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية لونا السمري، في بيان صحفي، أن جنديًّا إسرائيليًّا أصيب بجروح متوسطة إثر مهاجمته من قبل شاب فلسطيني في شارع الواد في القدس، لافتة إلى أن جنود آخرين أطلقوا النار على الشاب فأردوه قتيلًا.
وأشارت المصادر إلى أن صلاح ظل ينزف دمًا على الأرض، حيث منع جنود الاحتلال، تقديم العلاج له، قبل أن يفارق الحياة وتنقله سيارة إسعاف إسرائيلية إلى أحد المستشفيات.
وفي وقت لاحق من ساعات الصباح، أصيبت إسرائيلية، 32 عامًا، في عملية طعن نفّذها شاب فلسطيني في شارع شمغار في القدس المحتلة.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن شابًّا فلسطينيًّا تمكن من طعن إسرائيلية على متن حافلة في شارع شمغار، وأصابها بجراح خطيرة، قبل أن يتمكن من الفرار. ولاحقا، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها تمكنت من اعتقال الشاب، بعد ساعات من المطاردة.
الحراك الشعبي
وبموازاة عمليات الطعن، بقيت نقاط التماسّ مع المواقع والمستوطنات الإسرائيلية مسرحا للمواجهات، وجاءت هذا اليوم في سياق تظاهرات حاشدة دعت لها القوى الفلسطينية بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ودخول الحراك الشعبي شهره الثالث.
وقال مصدر في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لبوابة "العين" إن طواقمها تعاملت مع 12 إصابة بالرصاص الحي والمعدني، إضافة إلى أكثر من 80 إصابة بالاختناق في المواجهات المتفرقة.
فقد شهد المدخل الشمالي لمدينة البيرة، وسط الضفة، مواجهات عنيفة، اندلعت عقب مسيرة دعت لها حركة فتح.
وأطلقت قوات الاحتلال الأعيرة الحية والمعدنية والقنابل المسيلة للدموع بكثافة تجاه المتظاهرين الذين أشعلوا إطارات السيارات ورشقوا تلك القوات بالحجارة.
وبات المدخل الشمالي للبيرة أحد معالم المواجهات اليومية في الضفة، حيث يوجد حاجز عسكري إسرائيلي مجاور لمستوطنة بيت إيل، المقامة على أراضي المواطنين في المنطقة.
وقال مصدر طبي إن عشرات المواطنين أصيبوا بالرصاص المعدني المغلّف بالمطاط، والاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال تلك المواجهات، جرى نقل بعضهم إلى المشافي بينما عولج الباقون ميدانيًّا.
وذكر المصدر أن بين المصابين مسنًّا فلسطينيًّا أُصيب بعيار معدني مغلّف بالمطاط في منطقة الرأس، وصفت جراحه بالمتوسطة.
"فتح" تقود الحراك
وأكد القيادي في حركة فتح موفق سحويل، أن "هذه الفعالية تأتي تأكيدا من الحركة لاستمرار الحراك الشعبي، في كل مناطق التماس والاشتباك مع الاحتلال، ورسالة واضحة للاحتلال بأن (فتح") وأبناء شعبنا مستمرون في مواجهة الاحتلال، حتى إقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس".
وأشار إلى أن "الحراك الشعبي السلمي سيتواصل ما دام الاحتلال مستمرًا في التنكر لحقوق شعبنا التي أقرتها المواثيق الدولية، وانسداد الأفق السياسي بسبب تعنت حكومة الاحتلال وإمعانها في جرائمها ضد شعبنا".
اقتحام جامعة في طولكرم
وفي طولكرم أٌصيب ستة فلسطينيين بالرصاص الحي، اثنان منهم بحالة خطيرة، وأربعة بالأطراف السفلية، وأكثر من خمسين بالاختناق بالغاز المسيل خلال مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، تركزت في حرم جامعة "خضوري" في المدينة شمال الضفة.
وقال شهود إن قوات الاحتلال اقتحمت حرم الجامعة وسط إطلاق نار كثيف وقنابل مسيلة للدموع، بينما تصدى لها الشبان، وخلال ذلك وقعت الإصابات.
وتسيطر قوات الاحتلال على أجزاء من الجامعة، وتقتحمها بشكل متكرر مما أدى إلى تشويش في العملية التعليمية خلال الأسابيع الأخيرة.
وفي بلدة الرام بالقدس المحتلة، اندلعت مواجهات "محدودة" على المدخل الشمالي للبلدة، أطلق جنود الاحتلال خلالها وابلا من قنابل الغاز المسيل للدموع؛ مما أدى إلى الإصابات والاختناق بين المواطنين.
نتنياهو يصعّد
على الصعيد السياسي إسرائيليًّا، صعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من تهديداته وإجراءاته العقابية، معلنًا أنه لا ينوي تسليم السلطة الفلسطينية مزيدًا من الأراضي في الضفة الغربية.
وقال نتنياهو في جلسة لوزراء الليكود قبل ظهر اليوم إنه "لن يتم تسليم الفلسطينيين ولو مترًا مربعًا واحدًا من الأراضي".
وفي مستهلّ جلسة مجلس الوزراء الإسرائيلي الأسبوعية قال نتنياهو أن إسرائيل "ستهزم الإرهاب كما فعلت في الماضي ومنذ نشوء الحركة الصهيونية قبل مئة عام"، على حد تعبيره.
وتمسك نتنياهو بيهودية إسرائيل، قائلًا إنها "دولة الشعب اليهودي".
أُصيب عشرات المواطنين بجروح وحالات اختناق خلال مواجهات اليوم (الأحد 29-11)، مع قوات الاحتلال الصهيوني، على المدخل الشمالي لمدينة البيرة.
واستشهد 105 مواطنين، وأصيب أكثر من 12 ألف آخرين بجروح في مواجهات مستمرة مع قوات الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة منذ اندلاع انتفاضة القدس مطلع أكتوبر/ تشرين أول الماضي على خلفية تزايد عمليات الاقتحام التي ينفذها مستوطنون متطرفون، ومسؤولون صهاينة، تحت حراسة كبيرة من قوات الاحتلال، للمسجد الأقصى بالتوازي مع إجراءات صهيونية لفرض التقسيم الزماني كأمر واقع، إضافة إلى اعتداءات المستوطنين في الضفة.
وغير بعيد من القدس واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحام المدن والمخيمات والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية، خصوصًا في الخليل ونابلس وطولكرم وبيت لحم، واعتقلت على أثرها عددًا من الشبان الفلسطينيين، وأغلقت إذاعة محلية في الخليل، وحذرت ثانية من الإغلاق.
وفي مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم جنوب الضفة الغربية، أصيب فتى فلسطيني برصاص الاحتلال خلال مواجهات اندلعت عقب اقتحام قوة من جيش الاحتلال للمخيم فجر اليوم.