"فايزر" تضيق الخناق على الإعدام بالحقنة السامة
في خطوة يأمل معارضو الإعدام أن تحد من تنفيذ العقوبة، قرر عملاق الأدوية الأمريكي "فايزر" منع استخدام منتجاته في الإعدام بالحقنة السامة.
أعلن عملاق صناعة الأدوية الأمريكي "فايزر"، أنه سيحظر من الآن فصاعدا استخدام منتجاته في تنفيذ أحكام الإعدام، وهو قرار سيحرم الولايات المتحدة من آخر المصادر المتاحة للحصول على المواد الصيدلية القانونية لتنفيذ الإعدام بالحقنة السامة.
المنظمات الحقوقية المعارضة لعقوبة الإعدام، رحبت بقرار "فايزر" الانضمام إلى نحو 25 من شركات إنتاج الأدوية الأخرى التي سبقتها إلى حظر استخدام منتجاتها في إعدام المدانين حول العالم.
في بيان نشرته "فايزر" على موقعها الإلكتروني، أكدت الشركة الدوائية أنها تقوم بتصنيع منتجاتها لتحسين وإنقاذ حياة المرضى، وانسجامًا مع هذه القيم، فإنها تعارض استخدام منتجاتها في حقن قاتلة لتنفيذ عقوبة الإعدام.
وأوضحت الشركة، على وجه التحديد، أن توزيع 7 مواد من منتجاتها سيقتصر في المستقبل على مجموعة واحدة من الموزعين والمشترين الذين سوف يلتزمون بدورهم بعدم بيعها للمؤسسات العقابية، وقالت شركة "فايزر"، إنها ستطالب زبائنها من المؤسسات العمومية بالتعهد بعدم استخدام تلك المنتجات إلا لأغراض طبية.
وفي أول تعليق له على هذا القرار، نقل عن مدير مركز معلومات عن عقوبة الإعدام، قوله "إنه لمن المؤسف أن نرى المنتجات الطبية للشركات الصيدلانية يجري تحويلها من قبل الدول التي تستخدم هذه الأدوية، التي من المفترض أن تنقذ الأرواح وتحسن نوعية الحياة، لقتل سجناء".
من جانبها، وصفت مديرة جمعية مكافحة عقوبة الإعدام "REPRIEVE"، قرار "فايزر" بالمثالي، وقالت، "إنه يعني أن جميع الشركات المصنعة لمنتجات تنفيذ الإعدام المصادق عليها من قبل إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية، قد اتخذت موقفًا ضد تحويل الأدوية لاستعمالها في حقن قاتلة، واتخذت خطوات لمنع وقوع ذلك".
وتستخدم 37 ولاية من أصل 52 في الولايات المتحدة، الحقنة السامة في تنفيذ عقوبة الإعدام، وكانت تعتمد بشكل أساس على منتجات "فايزر" في الحصول على العقاقير المركبة في محلول الحقنة القاتلة.
وقد أعدمت الولايات المتحدة أكثر من 1200 سجين بالحقنة السامة، منذ استئنافها عقوبة الإعدام في السبعينات، وبلغ تنفيذ عقوبة الإعدام ذروته في الولايات المتحدة عام 1999 بإعدام 98 سجينًا.
تراجع الشركات الصيدلانية عن توفير العقاقير الكيميائية المطلوبة في تركيبة الحقنة السامة، بدأ يؤثر في تنفيد أحكام الإعدام في الولايات المتحدة، حيث لجأت ولاية أوياهو في يناير 2014 إلى استخدام عقارين جديدين لم تجرى عليهما الاختبارات اللازمة، في إعدام المدان دنيس ماجواير، ما أدى إلى تعريض الجاني إلى تشنجات قوية وصفتها الصحافة المحلية حينها بأنها كانت إعدامًا بشعًا.
وقد انخفض عدد حالات الإعدام في السنوات الأخيرة في الولايات المتحدة، بسبب النقص في المواد المستخدمة في الحقن القاتلة، ونفذ حكم الإعدام في 28 سجينًا عام 2015 في 31 ولاية تطبق فيها عقوبة الإعدام، وهو أقل عدد منذ عام 1991، حينما أعدم 14 سجينًا فقط، ويعزى ذلك النقص جزئيًا إلى حظر الاتحاد الأوروبي بيع هذه المنتجات إلى السجون الأمريكية.
يعود تاريخ الإعدام بالحقنة القاتلة إلى عهد ألمانيا النازية، حيث كان كارل براند الطبيب الشخصي للزعيم النازي أدولف هتلر، أول من اقترح حقن المحكوم عليهم بالإعدام بالسم، ثم أصبحت الولايات المتحدة الدولة الثانية التي اعتمدت الحقنة المميتة، وذلك في 7 ديسمبر/كانون الأول عام 1972 عندما نفذت عقوبة الإعدام في المدان تشارلز بروكس في ولاية تكساس.
وتطبق الصين منذ 1977 هذه الطريقة في إعدام المدانين وكذلك تايلاند، وقررت الجمعية الوطنية في فيتنام -البرلمان- في 2010 استخدام الحقن بمواد سامة وسيلة للإعدام بدلاً من الرمي بالرصاص.
aXA6IDE4LjE4OC42My43MSA=
جزيرة ام اند امز