أزمة الغذاء تتفاقم في إفريقيا.. والجوع يهدد الدول الأكثر نموًّا وأقلها
عائلات كثيرة أرغمت على بيع ممتلكاتها، وأصبحت لا تملك شيئًا، وواحد من بين كل 6 نساء أو رجال أو أطفال يعانون نقصًا شديدًا في الغذاء
تعاني القارة الإفريقية من أزمة غذائية كبيرة لم يسلم منها أكثر بلدان القارة نموًّا وأقلها، وتعد إفريقيا الوسطى وجنوب إفريقيا ومالاوى وزامبيا وأنجولا ومدغشقر فى صدارة بلدان القارة تضررًا من الجفاف والجوع، حيث يشكو ما يقرب من 2,5 مليون شخص من الجوع فى جمهورية إفريقيا الوسطى وفقًا لما كشف عنه برنامج الغذاء العالمى التابع للأمم المتحدة.
وقال جاى أدوا، نائب مدير مكتب البرنامج في جمهورية إفريقيا الوسطى، عقب تقييم عام للأمن الغذائى، إن 3 أعوام من الأزمة تسببت فى اتساع دائرة الجوع فى جمهورية إفريقيا الوسطى.
وأشار إلى أن عائلات كثيرة أرغمت على بيع ممتلكاتها، وأصبحت لا تملك شيئًا، ويشير البيان إلى أن واحدًا من بين كل 6 نساء أو رجال أو أطفال يعانون نقصًا شديدًا فى الغذاء، ويفتقرون بصورةٍ مزمنة للأمن الغذائى، بينما هناك أكثر من واحد بين كل 3 لديهم أمن غذائى متوسط الدرجة، أى أنهم لا يعرفون إن كانوا سيتناولون وجبتهم التالية أم لا.
فيما أطلق برنامج الغذاء تحذيرًا مدويًا، معربًا عن مخاوفه حيال الوضع الحرج الذى بلغته الأوضاع فى جمهورية إفريقيا الوسطى، مؤكدًا أن الناس لا يعانون نقصًا فى الغذاء فحسب، بل إنهم يرغمون على تناول أغذية رخيصة، تفتقر للقيم الغذائية ولا تلبى احتياجاتهم الغذائية.
وأوصى برنامج الغذاء العالمى، فى تقريره، بضرورة مواصلة المساعدات الغذائية العاجلة لجمهورية إفريقيا الوسطى، وتعد جنوب إفريقيا أكبر ضحية للجفاف. فهى منتج الذرة الرئيسى فى المنطقة، لكن إنتاج العام الماضى انخفض بنسبة 30 % عن موسم 2014، وقد تضطر جنوب إفريقيا إلى استيراد نحو 6 ملايين طن. وبدأت زراعة محصول الحبوب فى عام 2016 متأخرة عن المعتاد بسبب تأخر الأمطار. وقد تضرر صغار المزارعين كثيرًا من الجفاف، وتم إعلان حالات الطوارئ فى خمس من أصل 9 ولايات، فضلًا عن مناطق فى اثنتان من الولايات الأخرى. وقد وردت تقارير عن انتحار مزارعين.
أما فى مالاوى فقد انخفض حصاد الحبوب فى عامى 2014 و2015 بنسبة 24 % عن متوسط الخمس سنوات الماضية، ويعانى حاليًا 2.8 مليون شخص من "انعدام الأمن الغذائى، حيث يفتقرون إلى إمكانية الحصول على الغذاء الكافى لعيش حياة صحية ونشطة" من إجمالى عدد السكان البالغ 16 مليون نسمة بسبب الفيضانات والجفاف.
ووصل متوسط أسعار الذرة إلى مستوى مرتفع فى ديسمبر 2015. وحتى الآن، لا تتجاوز نسبة تمويل خطة الحكومة للاستجابة لانعدام الأمن الغذائى، التى تبلغ قيمتها 146 مليون دولار، نسبة الـ 48 % وتعانى زيمبابوى من انخفاض حصاد الحبوب فى عامى 2014 و2015 بنسبة 42 % عن متوسط السنوات الخمس الماضية. ويعانى ما يقدر بنحو 1.5 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، ووصل 600 ألف شخص إلى مرحلة "الأزمة". مما يعنى أنهم مجبرون على تناول وجبات أقل، فضلًا عن معانتهم من معدلات عالية من سوء التغذية، فيما أقدم البعض على بيع المواشى لتغطية نفقاتهم، ويتم حاليًا إجراء تقييم جديد للضعف ومن المرجح أن تزداد الأرقام سوءًا. وتبلغ نسبة تمويل، خطة الاستجابة للجفاف في زيمبابوى، التي تبلغ قيمتها 132 مليون دولار، 44 %.
وامتد الجفاف الذي كان له أثر بالغ على ناميبيا إلى 3 مقاطعات فى جنوب أنجولا، وهي كونين وهويلا وكواندو كوبانغو. واستطاعت ناميبيا السيطرة على الأزمة إلا أن أنجولا فشلت في السيطرة عليها، على الرغم من أنها ثاني أكبر منتج للنفط في إفريقيا.
وفى كونين، عانى 800 ألف شخص، أى 72 % من السكان، من خسائر فى المحاصيل ونفوق الماشية، وتجاوزت معدلات سوء التغذية بين الأطفال نسبة 15 %. ويزداد الوضع سوءًا بسبب عدم كفاية الموارد، بما في ذلك الإمدادات الغذائية والطبية واللوجستية والبشرية والتمويل، وفقا لتقرير منظمة الأمن الغذائى التابعة للأمم المتحدة، وأصبح هناك 1.25 مليون شخص معرضين للخطر.
وكانت زامبيا تصدر الذرة إلى المنطقة، ولكن إنتاجها انخفض العام الماضى بنسبة 21% عما كان عليه في عام 2014. وقد مكنت المخزونات الوفيرة فى زامبيا من الاستمرار فى التصدير إلى زيمبابوى والدول المجاورة، ولكن لايزال ما يقرب من 800 ألف شخص فى زامبيا معرضين أيضًا لخطر انعدام الأمن الغذائى وفقدان سبل المعيشة.
وعانى ما يقرب من 1.9 مليون شخص أى 46 % من سكان مدغشقر من انعدام الأمن الغذائى في عام 2015، من بينهم 450 ألف شخص لازالوا يعانون فى المناطق الجنوبية التى ضربها الجفاف بشدة، وهى أندروى وأنوسى وأتسيمو أندريفانا، وقد تأثر 380 ألف شخص، أى 30 % من السكان.
وانخفض محصول الذرة فى ناميبيا خلال عام 2015 بنسبة 44 % عن الإنتاج المسجل في عام 2014 (فوق المتوسط). وقد شهد ما يقرب من نصف المزارعين التجاريين في الأراضي الجافة خسائر إجمالية في المحاصيل نتيجة للجفاف وارتفاع درجات الحرارة. ويعاني ما يقدر بنحو 370,316 شخصًا من انعدام الأمن الغذائى، وهم الذين يستهدفهم برنامج الإغاثة من الجفاف الذى تنفذه الحكومة.
ويؤدى القتال في شرق البلاد إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي فى جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقد أعلنت ولايات أورينتال وخط الاستواء وجنوب كيفو وكاتانجا بالفعل حالة الطوارئ، ويواجه ما يقدر بنحو 6.6 مليون شخص نقصًا فى المواد الغذائية.
aXA6IDE4LjExOS4yNDguMjE0IA== جزيرة ام اند امز