الطائرة الروسية.. اللغز الذي ينتظر حلا
تضارب التكهنات: التفجير ناجم عن تسريب للوقود، قنبلة أم صاروخ؟
ستة أيام مرت على سقوط الطائرة الروسية في سيناء، ما تزال التكهنات تتضارب حول السبب الرئيسي لسقوطها، وآخرها ترجيح زرع داعش لقنبلة فيها.
ستة أيام مرت على سقوط الطائرة الروسية في سيناء، لا تزال التكهنات تتضارب حول السبب الرئيسي لسقوطها، وآخرها ترجيح زرع داعش لقنبلة فيها.
ووسط هذه الأجواء من التخبط تسود حالة من الخوف والقلق بين الأجانب المقيمين في مصر حاليا، والذين يسعون لمغادرة البلاد خوفا من أن يطالهم أي عمل إرهابي، برغم عددهم الكبير والمدة الطويلة التي قضاها معظمهم في مصر دونما ضرر يذكر.
وكانت طائرة من طراز إيرباص 321-إم، قد تحطمت يوم السبت الماضي بعد قليل من إقلاعها من منتجع شرم الشيخ في طريقها إلى سان بطرسبرغ، وأدت الحادثة إلى قتل كل من كانوا على متنها وعددهم 224 شخصا.
فيما أكد مسؤولون أنهم لم يتوصلوا إلى نتائج نهائية بخصوص حادث التحطم الذي أودى بحياة كل من كان على متن الطائرة، والتي سقطت في منطقة الحسنة بمحافظة شمال سيناء المجاورة للمنطقة التي تنشط فيها جماعة ولاية سيناء.
تحليلات وردود فعل دولية:
قالت مصادر أمنية أمريكية وأوروبية أمس الأربعاء إن أدلة تشير الآن إلى أن قنبلة زرعها تنظيم تنظيم داعش هي السبب على الأرجح في تحطم طائرة ميتروجيت الروسية يوم السبت فوق شبه جزيرة سيناء بمصر.
وقال مصدر مصري قريب من التحقيقات لرويترز إنه من المرجح أن يكون انفجار وراء تحطم الطائرة الروسية في مصر لكن ليس واضحا ما إذا كان نتيجة مشكلة في الوقود أو خلل في المحرك أم قنبلة.
وقالت وزارة الطيران المصرية إن محققين استخرجوا محتويات صندوق البيانات الخاص بالطائرة الروسية التي تحطمت في سيناء هذا الأسبوع ويعكفون على دراستها وتحليلها، وهو واحد مما يطلق عليهما الصندوقان الأسودان للطائرة.
لكن الوزارة قالت في بيان إن الصندوق الأسود الثاني الذي يحتوي على مسجل الصوت داخل قمرة القيادة وجدت به بعض التلفيات وسيتطلب الكثير من العمل لاستخراج ما به من بيانات.
بينما قالت بريطانيا التي يزورها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هذا الأسبوع إن عبوة ناسفة ربما أسقطت الطائرة ، فيما نقلت شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية عن مسؤول أمريكي إن قنبلة ربما زرعت على متن الطائرة بواسطة متشددين من تنظيم داعش أو موالين لهم.
ومن جهته أصدر مكتب ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا بيانا قال فيه "بينما التحقيقات جارية فإنه لا يمكننا القطع بالسبب وراء تحطم الطائرة الروسية.. ولكن مع تكشف المزيد من المعلومات تنامى لدينا قلق من أن الطائرة ربما تكون قد أُسقطت بعبوة ناسفة."
وبعدها أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند تعليق جميع الرحلات الجوية إلى مطار شرم الشيخ.
وفي تصريح مماثل نقلت (سي.إن.إن) عن مسؤول أمريكي لم تنشر اسمه "هناك شعور مؤكد بأنها كانت عبوة ناسفة زُرعت في الأمتعة أو في مكان ما بالطائرة."
وقال مسؤول في قطاع الطيران الروسي إن التحقيقات تبحث في احتمال أن يكون جسم قد دُسّ على متن الطائرة وراء الكارثة.
وقال المسؤول الروسي "يوجد تفسيران تجري دراستهما: دس شيء بالداخل أو عطل فني. ولكن لا يمكن للطائرة أن تنشطر ببساطة في الجو.. لا بد أن يكون هناك مسبب. ونظرية الإصابة بصاروخ مستبعدة لأنه ما من مؤشرات على ذلك."
وسبق أن قال خبراء أمنيون ومحققون إنه من غير المرجح تعرض الطائرة لهجوم من الخارج وإنهم لا يعتقدون أن المتشددين في سيناء يملكون تكنولوجيا تمكنهم من إسقاط طائرة تحلق على ارتفاع يتجاوز 30 ألف قدم.
وقال مصدر دبلوماسي غربي في أوروبا إن زعم تنظيم ولاية سيناء الموالي لتنظيم داعش مسؤوليته عن الحادث يجري التعامل معه بجدية.
وأضاف لرويترز "يتم التعامل بجدية مع نظرية الشحنة الناسفة بالنظر للتعقيدات المحلية. لم يثبت أي شيء حتى الآن لكنه احتمال حقيقي."
روسيا وداعش:
سبق لولاية سيناء القول إنها أسقطت الطائرة" ردّا على غارات جوية روسية قُتل فيها مئات من المسلمين على الأراضي السورية."
وذكر تسجيل صوتي نُشر من خلال حساب على موقع تويتر يستخدمه مؤيدون للتنظيم يوم أمس الأربعاء إن ولاية سيناء وراء الحادث. ولم يتسن على الفور التحقق من صحة هذا الزعم.
وجاء في التسجيل "نحن بفضل الله من أسقطها ولسنا مجبرين على الإفصاح عن آلية سقوطها."
وقال "نقول للمكذبين المشككين المستهجنين موتوا بغيظكم نحن بفضل الله من أسقطها ولسنا مجبرين عن الإفصاح عن آلية سقوطها."
وأضاف "هاتوا حطام الطائرة. فتشوا وأحضروا صندوقكم الأسود وحللوا. اخرجوا علينا بخلاصة أبحاثكم وعصارة خبرتكم وأثبتوا أننا لم نسقطها أو كيف سقطت. نحن بفضل الله من أسقطها وسنفصح عن آلية سقوطها في الوقت الذي نريده وبالشكل الذي نراه."
ونشر مؤيدو تنظيم داعش في العراق تسجيلا مصورا الثلاثاء الماضي، يهنئون فيه زملاءهم في مصر بإعلان المسؤولية عن تحطم الطائرة ويتوعدون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهجمات أقسى.
وكانت روسيا وهي حليف للرئيس السوري بشار الأسد، قد بدأت بشن غارات جوية ضد جماعات معارضة في سوريا بينها تنظيم داعش في 30 سبتمبر أيلول. ودعا التنظيم المتشدد لشن حرب ضد روسيا والولايات المتحدة ردا على غاراتهما في سوريا.
وقتلت ولاية سيناء -التي كان اسمها قبل ذلك أنصار بيت المقدس وبايعت تنظيم داعش في نوفمبر تشرين الثاني الماضي- مئات من رجال الجيش والشرطة في مصر في العامين الماضيين. وشنت مصر ضربات جوية ضد الجماعة.
وقالت مصر إن الجيش قتل مئات من أعضاء الجماعة في حملة تشارك فيها الشرطة، ويقول مسؤولون إنه لا دليل على أن هجوما خارجيا أسقط الطائرة.
وكانت مواقع مؤيدة لتنظيم داعش بثت إعلان المسؤولية عن هجمات نسبتها للتنظيم ولم يثبت أنه وراءها، وقالت السلطات المصرية إن وقتا طويلا يمكن أن يمر قبل الوصول إلى استنتاج صحيح بشأن تحطم الطائرة.
aXA6IDMuMTcuMTY2LjIzMyA= جزيرة ام اند امز