قوات سوريا الديمقراطية: أي اتفاق مع دمشق يجب أن يضمن "خصوصيتها"
القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية أكد أن أي اتفاق مع دمشق يجب أن يضمن "خصوصية" قواته بعدما تمكنت من طرد "داعش" من مساحات واسعة في شمال وشرق سوريا.
قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم كوباني إن الوجود العسكري لـ"داعش" سينتهي خلال شهر كحد أقصى، مع اقتراب المعارك في شرق سوريا من خواتيمها.
- قوات سوريا الديمقراطية تعتقل اثنين من داعش يحملان الجنسية الأمريكية
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من تهديدات تركيا ويطلب مساعدة فرنسا
وأضاف كوباني، في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية، الخميس: "أظن أننا خلال الشهر المقبل سنعلن بشكل رسمي انتهاء الوجود العسكري على الأرض للخلافة المزعومة، ونستطيع القول إن عملية قواتنا ضد تنظيم داعش في جيبه الأخير وصلت إلى نهايتها".
وأوضح كوباني أن فترة الشهر "كحد أقصى" تتضمن الوصول إلى الحدود العراقية وتطهيرها وتطهير المنطقة من الألغام وملاحقة الخلايا المختبئة فيها.
وخاضت قوات سوريا الديمقراطية وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكردية منذ تأسيسها وبدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن معارك كبرى ضد داعش، وطردته من مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا.
وفي 10 سبتمبر/أيلول 2018 أطلقت آخر المعارك لطرد "داعش" من آخر جيب له في شرق سوريا قرب الحدود العراقية، وباتت سيطرته حالياً تقتصر على قريتين تشهدان آخر المعارك.
وأوضح كوباني أن التنظيم وبعد طرده من مدينة الرقة التي شكلت معقله الأبرز في سوريا في أكتوبر/تشرين الأول 2017 أطلق استراتيجية جديدة بالتحول من "الولاية العسكرية إلى الولاية الأمنية"، وهذا ما يتضمن "تنظيم الخلايا النائمة في كل مكان وتجنيد الناس مجدداً بشكل خفي وتنفيذ عمليات انتحارية وتفجيرات واغتيالات" ضد المقاتلين والمدنيين على حد سواء.
وتابع: "نعتبر ذلك تهديدا حقيقيا، ونتوقع أن تزداد وتيرة عمليات داعش بعدما ينتهي وجوده العسكري"، موضحا أن قواته في المقابل ستواصل عمليات التمشيط لتطهير جميع المناطق من الخلايا النائمة.. كما ستعتمد بشكل خاص على تنظيماتها الأمنية والاستخباراتية، وتطوير قوات خاصة لملاحقة تلك الخلايا.
من ناحية أخرى، شدد كوباني خلال المقابلة على وجوب أن يضمن أي اتفاق سياسي خصوصية قواته "التي قاتلت داعش نيابة عن كل البشرية وحتى عن الجيش السوري" على حد وصفه، مؤكداً أنها حمت شمال شرق سوريا، وحررت هذه المناطق ومن حقها أن تستمر في حماية المنطقة.
وأضاف: "هذا هو خطنا الأحمر ولا يمكننا التنازل عن ذلك" في المفاوضات التي أكد أنها ما زالت مستمرة.
وباشرت قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على نحو 30% من مساحة سوريا، وتعدّ ثاني قوة عسكرية مسيطرة على الأرض بعد الجيش السوري محادثات رسمية مع دمشق قبل أشهر، حددت هدفها بوضع خارطة طريق تقود إلى حكم "لامركزي" في البلاد.
وانطلقت هذه المفاوضات بعدما وضع الرئيس السوري بشار الأسد الأكراد أمام خياري التفاوض أو الحسم العسكري.
ويود الأكراد في أي اتفاق مقبل مع دمشق أن يحافظوا على الحدّ الأدنى من المكاسب التي تمكنوا من تحقيقها إثر اندلاع النزاع في عام 2011، بعدما عانوا من التهميش على مدى عقود، ويصرون على الإبقاء على المؤسسات التي بنوها في مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشمال شرقي سوريا، وعلى قواتهم العسكرية التي أظهرت فعالية في قتال الإرهابيين.
وأكد كوباني أن قوات سوريا الديمقراطية تقبل أن تكون جزءاً من الجيش الوطني لسوريا المستقبل بشرط الحفاظ على خصوصيتها، معربا عن استعداد قواته مقابل ذلك الحفاظ على الحدود السورية وعلى وحدة الأراضي السورية وعلى الرمز السوري وهو العلم السوري والقبول بنتائج الانتخابات المركزية في حال حدوثها.
ولطالما كررت دمشق التي باتت قواتها تسيطر على 60% تقريباً من مساحة البلاد عزمها استعادة جميع المناطق الخارجة عن سيطرتها، وتعد مناطق الإدارة الذاتية استراتيجية كونها تضم أكبر حقول النفط والغاز في سوريا فضلاً عن حقول زراعية رئيسية.
aXA6IDMuMTQ5LjIzOS43OSA=
جزيرة ام اند امز