ناقلة النفط الإيرانية تغادر جبل طارق بعد أيام من الإفراج عنها
بيانات ريفينيتيف لتعقب حركة السفن تؤكد أن الناقلة غادرت الدولة الأوروبية بعد احتجاز دام أكثر من شهر.
غادرت ناقلة النفط الإيرانية المحتجزة "جريس 1" جبل طارق بعد أيام من قرار السلطات الإفراج عنها.
وذكرت بيانات ريفينيتيف لتعقب حركة السفن أن الناقلة غادرت الدولة الأوروبية بعد احتجاز دام أكثر من شهر.
وأفرجت سلطات جبل طارق، الخميس، عن ناقلة النفط الإيرانية التي احتجزتها منذ الرابع من يوليو/تموز.
وقال رئيس وزراء حكومة جبل طارق فابيان ريكاردو: إن "السفينة الإيرانية (جريس 1) بإمكانها المغادرة عندما تكون مستعدة بداية من الجمعة".
وفي الوقت الذي قررت فيه سلطات جبل طارق إنهاء احتجاز الناقلة، أصدرت محكمة اتحادية في واشنطن أمرا يوم الجمعة باحتجاز الناقلة والنفط الذي تنقله وقرابة مليون دولار.
وأكدت سلطات جبل طارق الأحد أنها لن تمتثل لهذا الطلب لأنها ملتزمة بقانون الاتحاد الأوروبي.
وجاء في بيان لحكومة جبل طارق أن "نظام عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على إيران، والمتبع في جبل طارق، أضيق نطاقا بكثير من ذلك الذي تفرضه الولايات المتحدة".
وأضاف "السلطة المركزية في جبل طارق لا تستطيع أن تطلب من المحكمة العليا لجبل طارق" احتجاز الناقلة مثلما تطلب الولايات المتحدة.
واحتجزت قوات مشاة البحرية البريطانية الناقلة أوائل شهر يوليو/تموز قبالة جبل طارق في البحر المتوسط، للاشتباه في أنها تحمل نفطا خاما إلى سوريا، في عملية ذكر مصدر قضائي أنها قد تكون أول اعتراض من نوعه بموجب عقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا.
وبدأ تطبيق عقوبات الاتحاد الأوروبي على الحكومة السورية في مايو/أيار 2011، وتخضع أيضا إيران لعقوبات أمريكية تهدف إلى وقف جميع صادراتها النفطية.
يأتي هذا في وقت تسعى خلاله واشنطن إلى بناء تحالف بحري في الخليج لحماية الملاحة التجارية مع زيادة وتيرة العمليات ضد السفن وناقلات النفط الأجنبية خلال الفترة الماضية.
ودأبت إيران وأذرعها المنتشرة بالمنطقة على استهداف السفن التجارية، لا سيما ناقلات النفط في مضيق هرمز، الأمر الذي تكرر في أكثر من حادثة خلال الأشهر الماضية.
وتصاعدت حدة التوترات بين إيران والغرب منذ سريان العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الإيرانية بالكامل في مايو/أيار الماضي، بالتزامن مع الذكرى السنوية لانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية.
ومنذ ذلك الحين، تتسارع وتيرة المواجهة بين إيران والغرب، حيث أرسلت الولايات المتحدة في 5 مايو/أيار مجموعة هجومية تضم حاملة طائرات وقاذفات إلى الشرق الأوسط، فيما أعلنت إيران في 8 مايو/أيار أنها ستخفف بعض القيود المفروضة على برنامجها النووي، قبل أن تحذر البحرية الأمريكية في العاشر من الشهر ذاته من هجمات إيرانية محتملة على حركة الملاحة في الخليج.
وبالفعل في أقل من شهر تتعرض حركة الملاحة الدولية في الخليج لتهديدات غير مسبوقة؛ حيث تعرضت 4 سفن من بينها ناقلتان سعوديتان للهجوم في 12 مايو/أيار بالخليج العربي، وحمّل مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إيران مسؤولية الهجوم، قبل أن تتعرض ناقلتان للهجوم جنوبي مضيق هرمز في 13 يونيو/حزيران، وتتهم واشنطن إيران مرة أخرى بالوقوف وراءه.
ولم تتوقف التهديدات الإيرانية عند استهداف حركة الملاحة الدولية فحسب، ولكنها امتدت إلى أبعد من ذلك وأسقطت إيران في 20 يونيو/حزيران طائرة استطلاع أمريكية عسكرية مسيرة في المياه الدولية بالخليج العربي، كما صوبت مدافعها تجاه ناقلة النفط البريطانية هيريتدج عند المدخل الشمالي لمضيق هرمز في 10 يوليو/تموز، قبل أن تعلن اختطاف ناقلة نفط بريطانية تسمى "ستينا إمبيرو" لدى عبورها مضيق هرمز يوم 19 من الشهر ذاته.