خبراء لـ"العين": سيناريو الإرهاب وراء اختفاء الطائرة المصرية
خبراء دوليون ومصريين دعموا ترجيح وزير الطيران المصري أن يكون هجوما إرهابيا وراء اختفاء الطائرة المصرية
قال وزير الطيران المصري شريف فتحي إن احتمال أن يكون هجوم إرهابي وراء اختفاء طائرة تابعة لشركة مصر للطيران فجر اليوم الخميس أكثر ترجيحا من وجود خلل فني، وهو ما دعمه عدد من الخبراء الدوليين.
وأضاف الوزير في مؤتمر صحفي أنه من المبكر جدا الحديث عن نتائج حول سبب اختفاء الطائرة التي كانت تقل 66 شخصا وكانت في طريقها من باريس إلى القاهرة.
وتابع أنه لا توجد مخاوف أمنية معروفة بشأن ركاب الطائرة لكن السلطات تجري مزيدا من الفحص.
ودعم رؤية الوزير المصري، عدد من خبراء الطيران والأمن المصريين والدوليين، الذين طرحوا فرضية أن سبب سقوط الطائرة المصرية القادمة من باريس متجهة إلى القاهرة قد يرجع إلى وجود جهاز تفجيري يحتمل أن يكون على متن الطائرة.
وقال خبير السفر الجوي جوليان بيري لصحيفة "الاندبندنت" البريطانية إنه لا توجد مؤشرات حول أي إنذار قام به طاقم الطائرة قبل اختفائها، وهذا يعني أن هناك "حدثا كارثيا" قد حدث نتيجة عطل شامل قد ألم بالطائرة أو نتيجة انفجارها في الجو.
وأضاف بيري: "لابد من أن ما حدث للطائرة المصرية هو حدث كارثي، لأن كل شيء قد انطفأ فجأة ولم يكن هناك فرصة للطاقم لإرسال أي إشارة استغاثة، وربما تقبع الآن في مكان عميق داخل البحر المتوسط".
ويقول المدير التنفيذي لشركة الأمن الخاصة "أي سي بي" ( ICP) ويل جيدنز إنه يجب على الجميع التركيز على فرضية أن يكون اختفاء الطائرة نتيجة لعمل إرهابي، خصوصا أن الطائرة قد أقلعت من باريس التي شهدت عدة هجمات إرهابية في خلال السنوات القليلة الماضية.
وقال جيدنز: "هناك تركيز شديد على أمور الإرهاب في باريس، لكن لا بد من عدم القفز إلى استنتاجات"، وأضاف أنه حتى في حالة إرسال الطائرة لإشارة استغاثة، فإن ذلك لا يستبعد العمل الإرهابي، لأن الانفجار قد لا يكون السبب المباشر لتحطم الطائرة.
وفيما رجح الخبير الروسي الكسندر بورتينكيوف أن يكون الحادث وراء اختفاء الطائرة المصرية إرهابيا،
قالت الطيارة المدنية البريطانية "كريس ماكجي"، هناك ظرفان يمنعان أي طيار من إرسال إشارة استغاثة، الأول هو إذا ما كان هناك تدخل بشري منع الطاقم من إرسال استغاثة، متمثلا في حدث إرهابي، وهو أمر غاية في الصعوبة نظرا لتأمين مقصورة الطاقم من الاختراق منذ الحادي عشر من سبتمبر، بينما يأتي الثاني، وهو مستبعد أيضا، أن يكون الطاقم منشغلا بأمر منعهم من التواصل مع أبراج المراقبة".
وأضافت كريس أن أول الأشياء التي يتعلمها قائد الطائرة هو السيطرة على المشاكل، ثم التواصل مع أبراج المراقبة، فإذا كان الطيار يحاول تفادي طائرة أخرى فإنه يقوم بذلك ثم يقوم بإرسال النداء عن المشكلة.
خبير الأمن القومي المصري بهاء الحريشي، لم يستبعد في تصريح خاص لـ"العين" وجود "مخطط دولي على أعلى مستوى يستهدف ضرب علاقات مصر بشركائها وحلفائها الدوليين"، وراء حادث الطائرة المصرية.
واستشهد الحريشي بحوادث سابقة مثل إسقاط الطائرة الروسية في سيناء، وكذا الأزمة بين القاهرة وروما حول مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، معتبرا أن "السلطات المصرية تعي جيدا أن كل هذه الأحداث ليست وليدة اللحظة وأن وراءها أيادي خفية".
وأشار الحريشي إلى أنه من الصعب اختراق الإجراءات الأمنية في مطارات باريس فهناك تشديدات أمنية تتم على أعلى مستوي، الأمر الذي يصعب على أي شخص استقلال الطائرة المصرية المختفية ويكون بحوزته قنبلة أو حزام ناسف أو أي مواد متفجرة، مرجحا أن يكون هناك عمل إرهابي متمثل في عمل تخريبي من قبل فنيين بمطار باريس، خاصة بعد أن ضبطت السلطات الفرنسية مؤخرا 4 أشخاص تبين أنهم ينتمون لتنظيم داعش الإرهابي، وقد يحدث تلاعب في النواحي الفنية للطائرة لتعمد إسقاطها بعد فترة من إقلاعها وهو يكون الأرجح في الحادث.
العميد صفوت الزيات، الضابط المتقاعد بالجيش المصري قال لبوابة "العين" إنه السياق العام في الشرق الأوسط، وفي العالم من اضطراب وتهديدات، ناتجة عن صراعات بين جماعات إرهابية ونظم حاكمة، يجعل سيناريو "العمل الإرهابي" الأكثر قربًا من الواقع، لدى الجميع.
وأضاف الزيات، أن الشعوب عادة لا تنتظر نتائج التحقيقات لكنها تبدأ بوضع سيناريوهات مرتبطة بالأوضاع في بلادها، كما هو الحال في القاهرة، وباريس، لافتًا أن عدم رصد انحدار الطائرة وهي تسقط، يدفع لاستبعاد سيناريو العطل الفني، وتبني سيناريو الإرهاب للجميع.
وأوضح الخبير العسكري أن كل سيغني على إرهابه، بحسب وصفه، وستحاول الدول المعنية بأمر الطائرة الاستفادة من الحادث وتوظيفه، سواء الجانب المصري في حربه على الإرهاب، أو حتى الفرنسي في مواجهته مع المتطرفين الذين يتسللون للبلاد.
aXA6IDMuMTQyLjUzLjE1MSA= جزيرة ام اند امز