"رحلة البحث عن تكييف".. معاناة المصريين في الصيف الساخن
وسط ارتفاع أسعار أجهزة التكييف بمعدلات كبيرة بلغت 20% حتى الآن بسبب نقص الدولار، بات هناك نقصٌ في أجهزة التكييف بالسوق
يتصبب عرقًا أثناء سيره في الشارع وسط حرارة ملتهبة تتجاوز 40 درجة ورطوبة مُرتفعة، ثم يقف أمام أقرب مركز لبيع أجهزة التكييف ليطالع الأسعار من الخارج، ولكن فجأة ازداد العرق غزارةً عندما اصطدم بالأسعار الجديدة لتكييفات الهواء، وتيقنه من عدم وجود ملاذ من حرارة الصيف الملتهبة.
هذا حال المواطن المصري هيثم حلمي (محاسب - 36 عاما) الذي كان ينوي شراء جهاز تكييف قبل أن يفاجأ بارتفاع الأسعار بصورة تفوق قدرته المالية.
وقال حلمي لـ"بوابة العين" الاخبارية "كنت أرغب في المفاضلة بين أنواع التكييفات للهروب من الحرارة المرتفعة التي ستشدد خلال الأشهر الثلاث المقبلة، ولكن يبدو أن أسعار تكييفات الهواء باتت أكثر التهاباً من حرارة الجو".
ويضيف "أسعار التكييفات ذات قوة 3 أحصنة كانت تبدأ العام الماضي من 5500 جنيه، والآن تجاوزت حاجز 7 آلاف جنيه وربما ترتفع الأسعار أكثر مع اشتداد درجة الحرارة، بما يفوق ما ادخرته لشراء التكييف".
وبحسب شعبة تجار ووكلاء التبريد والتكييف بالغرفة التجارية بالقاهرة فإن أزمة نقص الدولار وانخفاض أسعار الجنيه المصري بشدة بالسوقين الرسمية والسوداء يقفان وراء ارتفاع أسعار التكييفات، فضلاً عن نقص عدد أجهزة التكييف المطروحة بالسوق في ظل عدم وجود سيولة أجنبية كافية لشراء طلبيات جديدة ومواجهة الطلب المنتظر بالسوق.
وأشارت الشعبة إلى أن تداعيات الأزمة كبيرة، إذ تتجاوز معاناة المواطنين في شراء التكييفات، بل قد تكون سببًا في تأخر إنجاز مشروعات متنوعة بقطاعات الفنادق والتعليم والمنشآت التجارية.
وفي جولة لبوابة "العين" الإخبارية بعدد من مراكز بيع الأجهزة الكهربائية في القاهرة، رصدت خلالها ارتفاع جميع العلامات التجارية لأجهزة التكييف، إضافة إلى اضطرار العملاء للانتظار من أسبوعين إلى 4 أسابيع لتسلم وتركيب جهاز التكييف.
فعلى سبيل المثال ارتفع تكييف شارب بقوة 3 حصان ديجيتال ساخن وبارد من 6 آلاف جنيه إلى 7250 جنيها، في حين ارتفع سبليت بقوة 1.5 حصان من 4300 جنيه إلى 5050 جنيها.
كما ارتفعت أسعار بيع أجهزة توشيبا وكاريير بقوة 1.5 حصان إلى 5300 جنيه بدلاً من 4 آلاف جنيه، في حين استقر سعر تكييف يونيون آير بارد وساخن بنفس القوة عند سعر 4070 جنيها.
بينما بلغ سعر بيع تكييف هاي تك سبليت بارد وساخن بقوة 2.25 حصان نحو 6670 جنيها.
واندرجت التكييفات من فئة سبليت ضمن السلع التي خضعت لزيادة التعريفة الجمركية إلى 40% من قيمة السلع خلال يناير/كانون الثاني الماضي، في محاولة من الدولة لتقليص حجم واردات السلع غير الأساسية.
وتزداد المعاناة هذا الصيف مع شح أجهزة التكييف بمراكز بيع الأجهزة الكهربائية، إذ قال أحمد أشرف (موظف بإحدى المستشفيات - 31 عاما) إن "الأسعار أصبحت مرتفعة للغاية ومع ذلك لا يمكن الآن الاستغناء عنه حيث أسكن في الطابق الأخير مما يجعل الحرارة تتمكن من جميع أنحاء الشقة، ولكن الأزمة الآن في عدم توافر عدد كافٍ من أجهزة التكييف من الأساس".
وأضاف أشرف لـ"بوابة العين" "ذهبت بالفعل لشراء التكييف وسددت ثمنه، ولكن المتجر أخبرني أن أمامي فترة انتظار تصل إلى 3 أسابيع لحين توريد التكييف وتركيبه بالمنزل".
وهو الأمر الذي يؤكده إسلام سعيد، بائع بأحد المراكز التجارية، إذ يشير إلى أنه على الرغم من أن الطلب على أجهزة التكييف لم يصل إلى ذروته حتى الآن، غير أن المعروض لا يغطي حجم الطلب، وعلى العميل الانتظار من أسبوعين إلى 3 أسابيع لتركييب الجهاز الجديد.
ويضيف سعيد "اعتدنا أن الأسعار ترتفع خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب من كل عام عند ارتفاع مستوى الطلب نتيجة اشتداد درجة الحرارة، وهو ما يعني أن الأسعار ستشهد المزيد من الارتفاعات خلال الأشهر القليلة المقبلة".