مصر: لهيب الصيف يطال أسعار الياميش قبل أيام من رمضان
رغم اقتراب شهر رمضان المبارك، إلا أن سوق الياميش في مصر يعاني ركودا ملحوظا بسبب ارتفاع الأسعار
رغم اقتراب شهر رمضان المبارك، إلا أن سوق الياميش في مصر يعاني ركودا ملحوظا بسبب ارتفاع الأسعار التي أرجعها التجار إلى ارتفاع سعر الدولار، نظرا لاستيراد أغلب أنواع الياميش.
ويرجع التجار ارتفاع أسعار الياميش إلى سبب آخر وهو الأحداث السياسية المضطربة في سوريا التي كانت الجهة الأولى المصدرة للياميش إلى مصر، وتوتر العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا ثاني الدول المصدرة للياميش.
وامتنع بعض المستهلكين عن الشراء قبل أيام معدودات من الشهر الكريم على أمل أن تفتح المجمعات الاستهلاكية أبوابها بعروض أقل سعرا من المتاحة في الأسواق، أو تبدأ القوات المسلحة في طرح شنط رمضانية تشمل منتجات الياميش والأرز والمكرونة واللحوم والزيت بأسعار مخفضة والتي عادة ما تنتشر في معظم ربوع المحروسة.
عيد حواش المتحدث باسم وزارة الزراعة المصرية، قال إن "الوزارة ستوفر في منافذها كميات من ياميش رمضان من إنتاجها، وستبيع بسعر موحد بالتعاون مع منافذ القوات المسلحة والمجمعات الاستهلاكية، فضلا عن ضخ كميات كبيرة من السلع الغذائية والفواكه والخضراوات واللحوم والأسماك، غير أنه لم تبدأ رسميا القوات المسلحة في تسيير المنافذ المتحركة".
وعلى عكس كل ما يثار في الأسواق وما تتناقله وسائل الإعلام المحلية عن ارتفاع في الأسعار فجّر عمرو عصفور نائب رئيس شعبة البقالة بالغرف التجارية بالقاهرة مفاجأة بقوله إن أسعار الياميش لم ترتفع في مصر عن العام الماضي، بل إن بعض المنتجات قلت بنسبة 40 %.
وأضاف "عصفور" لـ"بوابة العين" الإخبارية أن المنتجات التي انخفض استيرادها عن العام الماضي ربما تكون هي التي زادت أسعارها، لكنها حتما لم تصل إلى زيادة الـ 50% التي أشاعتها الأسواق وتناقلها الإعلام صحافة، مطالبا بتحري الدقة في تناقل الأسعار.
وعن المنتجات التي انخفضت أسعارها عن العام الماضي أوضح "عصفور" أن البندق كان يباع العام الماضي بـ 168 للكيلوجرام، وانخفض إلى 128 جنيها، واللوز من 150 جنيها للكيلوجرام الى 125، وعين الجمل من 170 للكيلوجرام إلى 148 جنيها، وقمر الدين انخفض من 40 جنيها لـ"اللفة" إلى 30 جنيها.
وعن المنتجات التي ارتفعت أسعارها، قال نائب رئيس شعبة البقالة في مصر إن المشمشية زادت من 56 جنيها للكيلوجرام إلى 68 جنيها، والأراصيا من 42 إلى 48 جنيها، بينما استقر سعر الزبيب عند 40 جنيها للكيلوجرام مساويا للعام الماضي.
تصريحات عصفور أيدها مجدي توفيق نائب رئيس شعبة العطارة في الغرفة التجارية، موضحا أن الأسعار انخفضت عن العام الماضي لبعض المنتجات من 15 إلى 40%، وأرجع ذلك إلى انخفاض الاسعار العالمية لمكونات الياميش، والمنافسة بين التجار والمستوردين وهو ما يضطرهم الى تصريف المنتجات بهوامش ربحية قليلة لا تزيد عن 5%.
وبدا واضحا أن القوة الشرائية انخفضت لدى المصريين هذا العام، ربما بسبب الموجة العاتية من ارتفاع الأسعار على كافة الأصعدة السوقية وهو ما أعطى انطباعا لدى الجميع بارتفاع أسعار الياميش هذا العام، فضلا عن أن قيمة الإنفاق الأسري في مصر بالعام الماضي كانت أقل من الحالي، وهو ما يثبت فكرة أن استقرار الأسعار يمثل في حد ذاته زيادة في السعر وعبئا على المواطن مقارنة بالأعوام السابقة.
الكثير من الأسر المصرية لم تتخل عن عادة شراء الياميش رغم ارتفاع الأسعار، لكنها قد تقلل كميات الشراء.
البائعون أيضا كانت لديهم شكاوى من ضعف الإقبال، حيث قال وائل حمدي أحد باعة الياميش في سوق السيدة زينب بوسط القاهرة، إن هذا العام وبسبب ارتفاع الأسعار يشترى الزبائن الياميش بكميات قليلة تصل إلى ربع كيلو ونصف كيلو.
وأضاف "نحن أيضا متضررون من الأسعار رغم استقرارها وانخفاضها في كثير من المنتجات لكن الحالة الإقتصادية للفرد في مصر تشهد انخفاضا وهو ما يؤثر على السوق ويعطي انطباعا بارتفاع جميع السلع".