إثيوبيا تخزن 4.9 مليار متر من مياه نهر النيل يوليو المقبل
الحكومة الإثيوبية تؤكد عزمها على المضي قدما في بناء سد النهضة وبدء عملية ملء البحيرة وفقا لاتفاقية إعلان المبادئ.
أعلنت إثيوبيا، الثلاثاء، بدء تخزين 4.9 مليار متر مكعب من مياه نهر النيل في مشروع سد النهضة شهر يوليو/تموز المقبل، وذلك من أصل 74 مليار متر مكعب السعة الإجمالية للبحيرة خلف السد.
وقال وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سليشي بقلي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإثيوبي غدو اندرجاتشاو، إن بلاده ستبدأ في موسم الأمطار القادم في يوليو/تموز، بعملية تخزين المياه وستليها اختبار توليد الطاقة في مارس/آذار 2021.
وتابع أن نسبة أعمال البناء في سد النهضة بلغت 71٪، موضحاً أن بلاده تمارس حقها الطبيعي وفق المبادئ في الاستفادة الكاملة من مواردها المائية، مع مراعاة التزامها بعدم إحداث أي ضرر على دول المصب.
وأشار إلى أن إثيوبيا تبني سد النهضة وفق معايير عالية وسلامة تامة، ولا يمكن التشكيك في ذلك.
وبيّن أن سبب عدم مشاركة أديس أبابا في اجتماع واشنطن، هو رغبتها في التوصل إلى اتفاق شامل وكامل غير منقوص، ورفضنا أي اتفاق انتقائي.
وذكر أن القضايا الخلافية حول سد النهضة ما زالت فنية ترتبط بعملية تمرير المياه في حالة الجفاف المتكرر، ونسبة المياه التي يتطلب تمريرها.
وأشار إلى أن بلاده طلبت تأجيل المفاوضات ومنحها مزيداً من الوقت لإكمال مشاوراتها مع الجهات الوطنية ذات الصلة، باعتبار أن مشروع سد النهضة مشروع قومي عابر للأجيال.
من جانبه، طالب غدو اندرجاتشاو وزارة الخزانة الأمريكية بتصحيح ما ورد في بيانها، الذي دعا إثيوبيا إلى عدم ملء البحيرة دون اتفاق مع مصر.
وشدد على أن إثيوبيا تقيم سداً على أراضيها وتحت سيادتها الكاملة، ولا ينبغي تدخل الولايات المتحدة أو دولة أخرى في تحديد مصلحتها، مبدياً دهشة أديس أبابا من صدور مثل هذا البيان من دولة عظمى.
وأوضح أن بلاده تسعى للخروج من الفقر من خلال بناء سد النهضة، مع التزامها المبدئي الكامل بالحفاظ على مصالح دول المصب وعدم إلحاق أي ضرر عليها جراء بناء السد.
وامتدح اندرجاتشاو جهود واشنطن في تقريب وجهات النظر بين البلدان الثلاثة بالمفاوضات.
وأكد أن بلاده تؤمن بأن المفاوضات هي الحل الوحيد للوصول إلى اتفاق ولا خيار دونها، مشدداً على أن إثيوبيا لن تقبل أي ضغوطات كانت على سد النهضة.
وألمح إلى أن دور الولايات المتحدة ينبغي أن ينحصر في المراقبة فقط ودفع البلدان المعنية للتوصل إلى اتفاق.
وقبل يومين، أعربت وزارتا الخارجية والري المصريتان، في بيان، عن بالغ الاستياء والرفض للبيان الصادر عن وزارتي الخارجية والمياه الإثيوبيتين بشأن جولة المفاوضات حول سد النهضة التي عقدت في واشنطن.
وأكدت مصر أن اتفاق واشنطن يحقق مصالح الدول الثلاث، ويمثل الحل للقضايا العالقة إذا خلصت النوايا تجاه تحقيق مصالح الجميع، وصدقت الوعود الإثيوبية المتكررة بعدم الإضرار بالمصالح المصرية.
والسبت، أكدت الحكومة الإثيوبية عزمها على المضي قدماً في بناء سد النهضة، وبدء عملية ملء البحيرة، وفقاً لاتفاقية إعلان المبادئ.
البيان الإثيوبي جاء رداً على بيان وزارة الخزانة الأمريكية الذي طالب أديس أبابا بضرورة عدم بدء عملية ملء بحيرة السد دون اتفاق البلدان الثلاثة (مصر والسودان وإثيوبيا).
وكانت واشنطن أكدت التزامها بالعمل حتى توقيع الاتفاق النهائي لسد النهضة، على لسان وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، الذي قال إن بلاده تؤكد التزامها بالعمل مع مصر وإثيوبيا والسودان حتى توقيع الاتفاق النهائي لسد النهضة.
وأعلنت إثيوبيا، الأربعاء الماضي، عدم مشاركتها في مفاوضات سد النهضة، التي كان مزمعاً عقدها الخميس والجمعة بالعاصمة الأمريكية واشنطن.
واتفقت الدول الثلاث على 90% من القضايا، وتركزت الخلافات حول 10% فقط، بحسب الوزير السوداني.