"الصندوق الأسود" للطائرة المصرية في مواجهة الإعلام الأمريكي
وسائل إعلام أمريكية رجحت سقوط الطائرة المصرية بسبب عطل فني، وهو ما رآه خبراء محاولات لإلقاء اللوم بالكامل على مصر دون فرنسا
أثارت تقارير تداولتها وسائل إعلام أمريكية العديد من علامات الاستفهام حول استبعاد فرضية أن يكون حادث إرهابي وراء سقوط الطائرة المصرية في البحر المتوسط، وهو ما رآه خبراء مصريون محاولات حثيثة لإبعاد أي شبهات عن فرنسا وإلقاء المسؤولية على القاهرة بالكامل، ويبقى "الصندوق الأسود" هو الفيصل في تلك الحادثة.
ففي الوقت الذي ذكرت فيه شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية في عدة تقارير وجود فرضية العطل الفني وراء سقوط طائرة مصر للطيران المنكوبة، حيث أشارت بشكل غير مباشر إلى أن السبب المرجح لسقوط الطائرة المصرية هو عطل فني.
ذكرت صحيفة "ليكسبرس" الفرنسية أنه بالرغم من ذلك لا يزال هناك 400 حالة تطرف مثيرة للقلق، وأنه منذ الخميس الماضي يجرى استجواب كل العاملين الذين تعاملوا من قريب او بعيد مع الطائرة المصرية فضلًا عن قيام الأجهزة الأمنية بمحاولة استجماع كل المعلومات الخاصة بفترة توقف الطائرة بمطار شارل ديجول.
وقال بهاء الحريشي خبير الأمن القومي في تصريحات خاصة لبوابة "العين" الإخبارية، إنه لا يستبعد فرضية أن تكون أمريكا وراء حادث إسقاط الطائرة، فالحادث تم على أعلى مستوى من التكنولوجيا، بل وقد تكون وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA لها يد أصيلة في هذا العمل.
واستشهد الحريشي بسيل التصريحات التي تم تداولها على وسائل الأعلام الأمريكية منذ لحظات الحادث الأولى، موضحًا أن تصريحاتهم تدل على سوء نواياهم، بإلقاء المسؤولية على الجانب المصري وإبعاد أي شبهات عن فرنسا.
وكانت طائرة مصرية من طراز إيرباص 320 قادمة من باريس تحمل رحلة رقم 804، اختفت من على شاشات الرادار صباح الخميس الماضي، وعلى متنها 56 راكبًا و10 من أفراد الطاقم، وسجلت آخر ظهور لها في العاصمة اليونانية أثينا.
وإلى ذلك، استشهدت شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية بوثيقة تكشف رصد إنذار بالدخان على متن الرحلة في الدقائق الأخيرة التي سبقت اختفائها، حيث تقول المحطة، إنها حصلت علي تلك الوثيقة من مصدر مصري، وهي عبارة عن صورة من شاشة نظام الاتصالات وتوصيل البيانات بين الطائرات والمراكز الأرضية.
وأشارت الشبكة إلى أن الوثيقة تظهر وجود إنذار بالدخان في الساعة 00:26 بتوقيت جرينيتش، وإنذار آخر بعدها بدقيقة، وهو قبل حوالي 4 دقائق من اختفاء الطائرة من على شاشات الرادار، إذ أعلنت مصر للطيران أن الطائرة اختفت الخميس في تمام الساعة 00:30 بتوقيت جرينتش.
ونقلت الشبكة عن المتحدث باسم هيئة الطيران الفرنسية، سيباستيان بارث، أن مكتب التحقيقات الفرنسي لسلامة الطيران المدني يؤكد "إرسال الطائرة المصرية رسائل ACARS أوتوماتيكية حول وجود دخان في الجزء الأمامي من الطائرة".
وأضاف بارث أنه "لا يمكن التأكد من سبب الدخان وموقع مصدره، فالأولوية الرئيسية للتحقيق هي تحديد موقع الطائرة وتسجيلات بيانات الرحلة من قمرة القيادة"، في إشارة أخرى لترجيح كفة العطل الفني.
ومن جانبه، رأى تيم ليستر المحلل السياسي والأمني لدى "سي.إن.إن"، أن إرسال التنبيهات لا يعني بالضرورة نشوب حريق على متن الطائرة أو أن الطاقم حتى علم بالتنبيهات، التي تنتقل تلقائيًّا.
واستبعد محللو الأحوال الجوية سوء الطقس سببا لسقوط الطائرة؛ إذ كان الجو صحوا ولم تُذكر أي معلومات بين الطيار والمسؤولين اليونانيين في أبراج المراقبة عن الجو قبل اختفاء الطائرة، مؤكدين أن المحققين سيركزون جهود التحقيق حول مقدمة الطائرة، في إشارة أيضًا تجاه فرضية العطل الفني.
واستشهدت المحطة الأمريكية بتصريح لمحلل الطيران ديفيد سوكي، بقوله: "شيئًا ما كان على مقربة من قمرة القيادة، من الممكن أن يكون فشلاً ميكانيكيًّا، أو ماسًا كهربائيًّا" في اتجاه صريح نحو فرضية العطل الفني أيضًا.
ومن جهته، قال اللواء علاء عز الدين الخبير الاستراتيجي، إنه لا يجب التسرع في طرح فرضيات قد تضر بمصلحة مصر وأمنها، خاصة مع احتمال الحملة الإعلامية التي أطلقتها وسائل الإعلام الأمريكية حول توجيه الرأي العام إلى استبعاد فكرة أن يكون الحادث إرهابيًّا لقاء المسئولية الأكبر على الجانب المصري، وهو ما قد يحدث بلبلة بالأمن القومي المصري ويكون هناك تداعيات سلبية تضر بمصالح البلاد، فينبغي أن نترك الأمر إلى لجان وسلطات التحقيق لتقصي الحقائق.
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة "ليكسبرس" الفرنسية أن المحققين يعملون على قدم وساق بمطار شارل ديجول الذي يخضع لمراقبة شديدة بعد هجمات نوفمبر/تشرين الثاني 2015، لرصد أي علامات تطرف على العاملين بالمطار.
وكتبت الصحيفة أنه عقب هجمات نوفمبر/تشرين الثاني بباريس قامت السلطات بفحص 86 ألف تصريح دخول لمناطق خاصة داخل المطار، مضيفة أنه ما بين يناير/كانون الثاني ٢٠١٥ (أي عقب هجمات شارلي أبدو) وأبريل/نيسان 2016 فقد تم رفض منح وتجديد تصاريح لنحو٦٠٠ شخص من بينهم 85 يشتبه بتطرفهم.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله، إنه بالرغم من ذلك لا يزال هناك 400 حالة تطرف مثيرة للقلق، مضيفًا أنه منذ الخميس يجرى استجواب كل العاملين الذين تعاملوا من قريب أو بعيد مع الطائرة المصرية، فضلًا عن قيام الأجهزة الأمنية بمحاولة استجماع كل المعلومات الخاصة بفترة توقف الطائرة بمطار شارل ديجول.
وقال مصدر قريب من التحقيقات-بحسب الصحيفة-، إنه لم يتم رصد أي ثغرة أو شخص مشبوه حتى الآن، حتى بعد فحص كاميرات المراقبة للركاب وطاقم الطائرة وعمال الصيانة وحاملي الأمتعة بهدف تحديد هويات كل الأشخاص الذين تعاملوا مع الطائرة المصرية، مؤكدًا أن إجراءات السلامة والأمان المتبعة بالمطار كانت سليمة إلا أن فرضية العمل الإرهابي لا زالت غير مستبعدة.
aXA6IDE4LjE4OC43Ni4yMDkg جزيرة ام اند امز