مبارك المهيري يواصل كشف آليات البيعة والهيكل التنظيمي لـ"الإخوان"
الإماراتي مبارك المهيري، الذي انتمى إلى تنظيم "الإخوان" لفترة من الزمن، قبل أن يتوب يواصل الكشف عن آلية البيعة والهيكلة التنظيمية لهذه
واصل الإماراتي مبارك المهيري، الذي انتمى إلى تنظيم "الإخوان" الإرهابي لفترة من الزمن، قبل أن يتوب ويعود إلى حضن الوطن، الكشف عن آلية البيعة والهيكلة التنظيمية لهذا التنظيم، عبر سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه بموقع "تويتر".
وقال المهيري في تغريداته الجديدة مساء اليوم السبت: "سبق أن تحدثت في موضوع البيعة حول موضوع التغير الذي يطرأ على العضو المبايع في التنظيم السري موقعا واسما؛ حيث يطلق على العضو المشارك في نشاط التنظيم السري بعد أدائه البيعة اسم الموجه، ويكون له واجبات أكبر واطلاع أكثر على هيكلية التنظيم".
وأضاف: "بعد البيعة أدركت أن الهيكل التنظيمي في منطقتي عبارة عن مكتب له مسؤوله، وللمسؤول نائب وسكرتير (أمين السر)، يتبع المكتب التنظيمي للمنطقة مجموعة من اللجان المختلفة التي تدير عمل كل مكتب وتفعل نشاطه في المجال الذي خصصت له".
اللجنة التربوية
وتابع أنه "من اللجان العاملة، اللجنة التربوية التي تقوم بعمل البرامج التربوية المختلفة لكافة مستويات التنظيم، وتقوم بتجهيز تلك البرامج التي يتم تطعيمها بأفكار ورؤى وتجارب تنظيم الإخوان المسلمين، وتحقق أهدافها وتطبق سياساتها، كذلك اللجنة الطلابية، وهي لجنة مسؤولة عن قطاعات الطلاب المختلفة، وهي تنفذ البرامج التي تردها من اللجنة التربوية".
هذه اللجنة -حسب المهيري- غالبا ما يقوم بإدارتها أفراد تربويون من التنظيم السري متخصصون في هذا المجال مثل المدرسين، ويساعدهم في ذلك مشرفون طلابيون أصغر سنًّا، ويعهد لهذه اللجنة "واجب الاستقطاب الذي سبق أن تحدثنا عنه سابقا؛ حيث يكون الشباب الرافد الرئيسي للتنظيم السري".
وتقوم هذه اللجنة بتنفيذ نشاط الطلاب من خلال وجود مشرفيها في الأنشطة الدينية والرياضية التي تنظمها مؤسسات الدولة، ومن خلال هذه الأنشطة يتم فرز وانتقاء الطلاب الذين يجد التنظيم السري قابلية إدراجهم في برامجه الخاصة، حسب المهيري.
وأوضح المهيري في تغريداته أنه "من اللجان العاملة تحت إدارة مكتب المنطقة التنظيمي هي اللجنة الاستثمارية، وهذه اللجنة أكثر اللجان سرية، وقليل جدًّا من لديه معلومات عنها؛ حيث تقوم باستثمار أموال التنظيم التي تجمع من خلال الاشتراكات السابقة الذكر".
اللجنة الشرعية
كذلك هناك اللجنة الشرعية، التي تتكون ممن لديه سبق دراسة في المجال الشرعي أو القانوني أو اهتمام به، وقال المهيري إنه شارك في هذه اللجنة فترة وخلالها كانت الاجتماعات سرية.
ويناط بهذه اللجنة -حسب المهيري- "إعداد الدروس بما يخدم أجندة عناصر التنظيم السري ويغطي استفساراتهم؛ حيث تكون مرجعية بديلة لأعضاء التنظيم، كما أنها تهدف إلى شرعنة كافة الوسائل والطرق التي تتخذها جماعة الإخوان الظلامية بما يخدم أجندتها، وبما يخدم استمرارية عمل العضو فيها، كما أنها تخدم عناصر التنظيم بدحض أية شكوك شرعية حول وسائله أو أهدافه أو سياساته قد تصيب تفكير العضو، وليبقى مطمئنا لشرعية التنظيم، كما أنها تسهم في طرح دروس ومحاضرات لقضايا حساسة كوجبة دسمة لأفرادها، وحتى يستشعر الأفراد وكأن الإخوان المسلمين هي المتحدث الوحيد لقضايا الأمة، ويبرز لهم وكأن الدولة لا تقوم بأي واجب تجاه قضايا الأمة".
المكاتب ومجس الأمناء
وقال المهيري إنه "من الهيكلية التي اطلع عليها في هذا التنظيم مكتب منطقة أبوظبي، الذي يضم كافة الأعضاء المبايعين، والذي ينتخب ما يسمى بمجلس الأمناء، يصل عدده إلى ما يقارب 20 شخصا، يتم اختيارهم بواسطة انتخابات ويكونون من أعضاء المكتب التنظيمي للمنطقة، والعضو لا يختار أن يترشح أو لا يترشح، ولا يحق للعضو أن يعتذر عن مجلس الأمناء إذا تم ترشيحه له، إلا لظروف قاهرة يجب عليه تبيينها، وغالبا يدير هذه الانتخابات رموز وقيادات تنظيمية من مناطق أخرى من التصويت وحتى الفرز.. وذلك بحجة النزاهة، ومن خلال انتخابات مجلس الأمناء، أكثر الأعضاء حصولا على الأصوات يوضع في مرتبة مدير المكتب، ومن يأتي بعده في العدد يكون نائبا له، ثم يقوم هذا المدير باختيار رؤساء اللجان التي تنبثق من المكتب التنظيمي، بالإضافة إلى أمين السر".
وحول هذا المجلس، قال المهيري في سلسلة تغريداته، إن "مجلس الأمناء هذا يجتمع بشكل شهري، والعضو الذي يتخلف عن عدد معين من اجتماعات هذا الاجتماع يتم استبعاده من المجلس، وقد كنت عضوا به، وكنا نعقد الاجتماعات في أماكن مختلفة، تارة في مزرعة، وتارة في منزل أحد قيادات التنظيم السري".
ووظيفة هذا المجلس -حسب المهيري- الإشراف على نشاط اللجان المختلفة، وكذلك متابعة نشاط مكتب المنطقة وتقييمه ومحاسبته، كذلك برامج اللجان الرئيسية مثل التربية ترفع لمكتب المنطقة الذي يرفعه بدوره لمجلس الأمناء لمناقشته ودراسته وتعديله أو الموافقة عليه.
ومجلس الأمناء هو الذي يدرس خطة المنطقة الشاملة التي يقوم بوضعها مكتب المنطقة، ويراجعها وينقدها بما يخدم أهداف التنظيم السري، وهو الذي يضع السياسات العامة للجماعة الظلامية، ويتابع تطبيق هذه السياسات.
ويواصل المهيري قائلا: "وبعد إدراك هذا كله، أدركت كذلك بأن هيكلية المكتب الذي كنت أتبع له في منطقتي له مثيل في كل مدينة من المدن الإماراتية، وكافة هذه المكاتب تدار من قبل مكتب إداري رئيسي على مستوى الدولة، وهذا المكتب له لجانه الرئيسية التي تتبع له في التنظيم، وكافة هذه الأعمال والمكاتب واللجان وما ينبثق فيها من قرارات تعمل في سرية تامة وكتمان حفاظًا على قوة التنظيم".
استغلال وسائل التواصل
وتابع: "وخلال السنوات الأخيرة لي في تنظيم الإخوان المسلمين بدأت بعض الظواهر التي جعلتني أنفر بشكل أكبر من التنظيم، فخلال مشاركتي بعض الاجتماعات بدأت قيادات التنظيم في تشجيع الأفراد للمشاركة في وسائل التواصل الاجتماعي، الغرض منها إبراز هؤلاء الأفراد بشكل أكبر؛ حيث يكون لهم قبول في المجتمع المحلي ويتعرف عليهم المواطنون بشكل أكبر، وكان هذا موازيا للثورات في العالم العربي، وهذا جعل شباب الإخوان يطرحون أطروحات فيها روح صدامية مع الدولة، ترافق ذلك مع طرح ما يسمى بالعريضة التي ادعت المطالبة بالإصلاح السياسي، وتحديدًا المطالبة بتوسيع مشاركة المواطنين في المجلس الاتحادي، علما بأن الدولة قد رسمت معالم خطة تدريجية لتطوير المجلس الوطني، ولم تكن الدولة في حاجة إلى أطروحات التنظيم السري التي لا جديد فيها، فما الجديد في تلك العريضة إذا كانت الدولة قد قررت فعلا الوصول إلى مجلس وطني اتحادي يحق لكل مواطن المشاركة فيه بالانتخاب".
واستطرد المهيري قائلا: "زاد تجنيد شباب التنظيم للدخول لتويتر وفيس بوك والحض على المشاركة في هذه العريضة والتصويت لها، ومثل هذه الأطروحة رافقها مزيد من الصدامات والتراشقات بين أبناء الوطن الواحد، فلن يقبل المواطن أي أطروحات دخيلة، ولكون هذا التنظيم سلسلة متصلة دوليا، فإن دخول شباب التنظيم للمشهد عبر وسائل التواصل الاجتماعي استقطب نظراءهم من الدول الأخرى، وأدى ذلك إلى كثرة المشاركين من خارج الدولة في الإساءة لسياسات وتوجهات دولتنا الحبيبة، وهذا الزخم هدفه استقطاب جهات دولية حقوقية، وأدى ذلك إلى إبراز قضايا تديرها الدولة بشكل حازم وعقلاني وكأنها ممارسات سلبية، وهذا هتك لخصوصيات البلد من قبل قيادات التنظيم".
واستمر المهيري في الحديث عن أشغال مواقع التواصل الاجتماعي بما يسيء لبلده، قائلا: "لذلك ظهرت الروح التحريضية التي شاهدناها على مدار عدة سنوات والتي كان من الممكن أن يكون لها انعكاس خطير على وضع البلد، كان بالإمكان حدوث إخلال بالأمن في الوطن بمثل هذه الأطروحات، حيث يتجرأ الجاهل والسفيه على ولاة الأمر والقامات الوطنية، وبلدنا هذا برغم الأمن والأمان الذي يسوده إلا أنه يبقى محتضنا لعدد ضخم من الجاليات من كل بلد في العالم، فما أخطر أن نفتح بابا للغرباء للتطاول أو الطموح غير المشروع من خلال تجرأ بعض أبناء الوطن على الدولة وولاة الأمر".
التصرفات الرعناء
وواصل المهيري عن الحديث عن ما أسماه "التصرفات الرعناء لأفراد التنظيم الظلامي"، قائلا: "في هذا الوقت اضطررت فعلا لتقليل مشاركتي في تويتر وانسحبت تماما من فيس بوك، فلست راغبا في هذا المستوى الصدامي، والوضع في تلك الفترة أخذ منحى أشد خطورة بظهور رموز من تنظيم الاخوان المسلمين الاماراتي في الفضائيات يطالبون بمطالب لا تساير الواقع، مطالب فيها جرأة على ولاة الأمر، وتحمل في طياتها سوء ظن بهم وانتقاص لاختياراتهم وقراراتهم وقدراتهم، وما شاهدتموه من خصومة بين شباب تابعين للتنظيم الظلامي والمواطنين في الانترنت أو بروزهم في الفضائيات هو نتاج اجتماعات التنظيم".
وتابع: "وترتب هذه الأمور قبل نزولها من خلال اجتماعات مجالس الأمناء لتوجيه الأفراد لهذه المشاركات السلبية في وسائل التواصل الاجتماعي، لكن صلابة الجبهة الداخلية للوطن، والتفاف المواطنين حول ولاة الأمر بصدق وتفاني فوت الفرصة على التنظيم السري في الفوز بأي مكسب".
وأضاف المهيري أن "روح الكتمان و السرية والاستقطاب التي عشعشت في هذا التنظيم الضلالي نتيجتها الحتمية الوصول إلى هذا المستوى من التخطيط والتدبير، ولو أنهم سلكوا أسلوب المصارحة والصدق والوضوح، والشفافية التي يطالبون بها ويدعونها، لما وصلوا إلى هذه النهاية البائسة، والسقوط في الهاوية، وخسارة الشباب الذين ضمهم التنظيم لقدراتهم ومواهبهم فيما لا طائلة منه، بل وخسارة الوطن لهذه المواهب".
دولة خفية
وأوضح أن "الناظر في حيثيات الفترة الزمنية التي عاش فيها هذا التنظيم الإرهابي في وطننا ومن خلال ما يغذيه للشباب الذين يستقطبهم ومن خلال تعويدهم على السرية والكتمان، وطقوس المعاهدة والبيعة بشكل سري، وتحريك الشباب في الخفاء، وهذه الهيكلية التنظيمية واللجان المختلفة التي تعنى بالموارد البشرية والمالية (الطلاب والاستثمار) وأعمالها السرية الخفية، يجعل صورة هذا التنظيم أشبه ما يكون بالمافيات والمنظمات السرية التي تشكل خطرا على الأوطان، حيث يظهر جانب جميل أمام الناس والعامة، بينما يبقى الجانب الخفي مظلما مثيرا للشكوك والارتياب، باعثا للقلق".
وحذر المهيري من خطوة هذا التنظيم الإرهابي قائلا: "إنك حينما تضع هذا التنظيم في صورة هيكلية على خريطة مرسومة على الورق، وتنسخ من هذه الورق عدة نسخ بعدد مدننا المباركة سيخيل إليك أنك أمام دولة مخفية في إطار دولتنا المباركة، أي دولة في داخل دولة، تستطيع أن تطلق عليه أي مسمى آخر تراه مناسبا، هذه الدولة المخفية تتغذى على مقدرات الدولة الوطنية الأصيلة، وتستغل مواردها وأجهزتها لتقوية الدولة الخفية، ولذلك كان لديهم طموح شديد للوصول إلى مناصب سياسية كأعضاء البرلمان أو وزراء في دولتنا المباركة".
aXA6IDE4LjIyNC4zMS44MiA= جزيرة ام اند امز