سوريا.. 9 جبهات مشتعلة واتفاق لتبادل الجثث
المعارضة السورية سوقت لحصولها على جثث قتلاها على أنه انتصار كبير.. في الوقت الذي ركز فيه النظام على فرض سيطرته في الغوطة الشرقية
بينما كان النظام السوري يتبادل الجثث -أمس السبت- مع قوات المعارضة في خان الشيخ بريف دمشق، بعد مفاوضات دارت بين الجانبين، كانت قواته تستغل الاقتتال القائم بين فصائل المعارضة السورية في الغوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق، لتسيطر على بلدة دير العصافير الاستراتيجية وتسع قرى في محيطها.
وسوّقت المعارضة لحصولها على جثث قتلاها في خان الشيخ على أنه انتصار كبير، في الوقت الذي سوق فيه النظام السوري لأمر آخر، وهو أن خلافات المعارضة منحته السيطرة في الغوطة الشرقية بدمشق.
ونشر موقع "كلنا شركاء" المعارض للنظام السوري بالفيديو تفاصيل صفقة تبادل الجثث، وقال في تقريره، إن ألوية الفرقان، التي تقاتل في ريف دمشق الغربي، حصلت بموجب الصفقة على عدد من جثث مقاتليها مقابل جثتي عنصرين لقوات النظام قُتلا خلال المعارك الأخيرة في المنطقة.
ونقل الموقع عن الناطق باسم ألوية الفرقان صهيب الرحيل قوله: "إن عملية تبادل الجثث كانت مرحلة أولى، فهناك مفاوضات لا تزال جارية من أجل استكمال العملية والإفراج عن معتقلات في سجون النظام".
ولم ينس الناطق باسم الألوية الإشارة، إلى أن هذه الصفقة كانت انتصارا لقواتهم، وقال إنها جاءت بعد توقف قوات النظام عن مهاجمة بلدة خان الشيخ، وذلك إثر الخسائر الكبيرة التي تكبدتها خلال الأيام الماضية.
في المقابل، نشر موقع "روسيا اليوم" تفاصيل سيطرة الجيش السوري على بلدات وقرى بالقطاع الجنوبي للغوطة الشرقية بالكامل بعد أن تمكنت من دخول بلدة دير العصافير، إثر ما وصفه الموقع بـ"انسحاب كامل لمقاتلي جيش الإسلام والفصائل المتحالفة معه".
وقال الموقع إن النظام السوري استثمر الصراع بين فصائل المعارضة ونجح في استعادة السيطرة بالغوطة الشرقية، مشيرا إلى أن هذا الصراع أدى إلى عدد قتلى بين الأطراف المتصارعة وصل إلى نحو 1000 قتيل.
ويشكل الصراع بين فصيلي جيش الإسلام وفيلق الرحمن، أحد أبرز التطورات في المشهد السوري، خلال الأيام الأخيرة.
ووقع 24 فصيلاً من الجيش السوري الحر الأحد 15 مايو/أيار، على مبادرة تتألف من عشرة بنود، في محاولة لاحتواء الخلاف بين فصيلي جيش الإسلام وفيلق الرحمن في غوطة دمشق الشرقية.
ولم تؤدِ هذه المبادرة لوقف القتال إلى الآن، غير أن النقيب إسلام علوش الناطق باسم "جيش الإسلام" أعلن قبل يومين على حسابه في "تويتر"، أن جيش الإسلام يعلن، كبادرة حسن نية، إطلاق سراح تسعة موقوفين من مقاتلي فيلق الرحمن، الذين شاركوا في الاعتداء على مقرات الجيش في الأيام الماضية.
وفي محاولة لتدارك الخطأ الذي حدث في الغوطة الشرقية، أعلن جيش المجاهدين في شمال سوريا اندماج عشرة ألوية وكتائب في صفوفه في مبادرة لتوحيد الجبهة الشمالية.
وشدد في بيان أصدره أمس السبت على أهمية "العمل التشاركي مع جميع مكونات ثورة الشعب السوري ومتطلبات الظروف الأخيرة التي تمر بها مدينة حلب".
غارات التحالف.
وما بين معارضة مختلفة قرب العاصمة وتحاول الاتحاد "شمالا"، فإن معاناة الشعب السوري تزداد يوما بعد الآخر، وصار عليه مواجهة نتائج الخلافات بين المعارضة، كما يحدث في الغوطة الشرقية، وفي نفس الوقت لا يسلم من طائرات التحالف الدولي لمهاجمة داعش، وقصف النظام السوري الذي لا يتوقف.
وأفادت قناة "حلب اليوم" على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي بأن طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي شنّت غارات جوية على قرية أرشاف الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش.
وتتواصل معاناة السوريين مع طائرات التحالف في الرقة، وقال ناشطون إن الطائرات ألقت منشورات تطالب الأهالي بمغادرتها، استعدادا فيما يبدو لقصف كبير تنوي تنفذيه على المدينة، التي تعد إحدى معاقل تنظيم داعش.
ويتزامن ذلك مع زيارة قام بها قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال جوي فوتيل لسوريا السبت التقى خلالها مسؤولين محليين وقوات أمريكية خاصة منتشرة في سوريا.
وقال بريت ماكغورك المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي لدى التحالف ضد تنظيم داعش في تغريدة إن فوتيل زار سوريا "للتحضير لهجوم الرقة".
ومن حلب والرقة، كانت المعاناة في جبهات أخرى بسبب المعارك المشتعلة بين قوات النظام السوري والمعارضة.
وقال المرصد السوري أمس السبت، إن صاروخا يعتقد بأنه من نوع أرض - أرض أطلقته قوات النظام، سقط على منطقة في مدينة داريا في الغوطة الغربية، ترافق مع قصف قوات النظام بعشرات القذائف على مناطق في المدينة.
وتزامن ذلك مع استهداف فصائل بالمعارضة عربة "شيلكا" تابعة لقوات النظام في محيط مدينة داريا بالغوطة الغربية.
ومن داريا إلى وسط سوريا، حيث قصفت قوات النظام مناطق في قرية "خربة الناقوس" في سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، في وقت نفذت طائرات حربية المزيد من الغارات على مناطق في بلدة "حربنفسه" وقرية "الزارة" في ريف حماه الجنوبي.
وفي حمص، تجددت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم "داعش"، وألقى الطيران المروحي المزيد من البراميل المتفجرة على أماكن في قرية "تل ذهب" في منطقة الحولة في ريف حمص الشمالي، ما أدى إلى سقوط جرحى، أيضاً نفّذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في قريتي "برج قاعي" و"كيسين" وبلدة الطيبة الغربية في ريف حمص الشمالي، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وأضاف المرصد، أن طائرات حربية أيضا تابعة للنظام ضربت عدة مناطق في محيط "عرب سعيد" غربي مدينة إدلب، من دون أنباء عن خسائر بشرية، بينما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة عدة على مناطق في قرية "الكندة".
ولفت المرصد إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المسلحة والمقاتلة من جهة أخرى في محيط تلة الحدادة في ريف اللاذقية الشمالي، ترافق مع قصف مكثف من جانب قوات النظام على مناطق في محاور بلدة كنسبا في ريف اللاذقية الشمالي.