روسيا تقضي بسجن أمريكي 16 عاما بتهمة التجسس
جلسة المحكمة جرت في موسكو خلف أبواب مغلقة، لأنّ ويلان متّهم بأنّه سعى إلى الحصول على أسرار دولة.
قضت محكمة روسية، اليوم الإثنين، بسجن بول ويلان، الضابط السابق بالبحرية الأمريكية، 16 عاما بتهمة التجسس.
بدوره، انتقد السفير الأمريكي في موسكو جون سوليفان الحكم بشدة، وقال إنه "يضر العلاقات بين البلدين".
وجرت جلسة المحكمة في موسكو خلف أبواب مغلقة، لأنّ ويلان متّهم بأنّه سعى إلى الحصول على أسرار دولة.
واعتُقل ويلان البالغ من العمر 50 عاماً والذي يحمل أيضًا الجنسيّتين الأيرلنديّة والكنديّة كذلك، في العام 2018 واتّهمته حينها الاستخبارات الروسيّة بـ"التجسّس"، لكن ويلان يُصر على أنّه بريء.
وقال ويلان، في ذلك الوقت، "روسيا تعتقد أنها ألقت القبض على جيمس بوند أثناء مهمة. في الواقع، قاموا باختطاف مِستر بين (السيد بين) أثناء قضائه عطلة".
ويصر ويلان على أنه تعرض للخداع من قِبل إحدى معارفه التي أعطته وحدةً لتخزين البيانات الرقميّة (يو إس بي) تحتوي على ما كان ويلان يعتقد أنها صور التقطت لهما أثناء إقامة سابقة لهما في روسيا.
وكان الادّعاء الروسي طالب في مايو/أيار بعقوبة السجن 18 عاماً لويلان، أي أقل بقليل من العقوبة البالغة 20 سنة التي كان يواجهها.
وأدت قضيّة ويلان إلى تفاقم التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا اللتين تتخذان مواقف متعارضة في ملفات عدة أبرزها النزاع في أوكرانيا والحرب في سوريا ومسألة الحفاظ على التكافؤ الاستراتيجي بين القوتين العظميين.
وندّد السفير الأمريكي في موسكو جون سوليفان بمحاكمة غير عادلة وتفتقر إلى الشفافية، وقال "كان الأمر سريا، لم يكن هناك أي دليل".
وانتقد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، محاكمة ويلان، واصفا معاملته بـ"المروعة"، ومطالبا بالإفراج عنه.
وقال في بيان، إن الولايات المتحدة "غاضبة" من حكم المحكمة "بعد محاكمة سرية بدليل سري، وبدون التراخيص الملائمة لشهود الدفاع".
واتهم موسكو بحرمان الأمريكي من جلسة استماع نزيهة.
وبحسب محامي المتهم فلاديمير جيريبنكوف فإن المدعي مقتنع بأن بول ويلان هو "ضابط برتبة كولونيل على الأقل في وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية".
وتقول عائلة المعتقل إن محاكمته "لا تستند الى وقائع".
ويؤكد بول ويلان وهو مدير الأمن لمصنع أمريكي لقطاع غيار سيارات، إنه كان في روسيا لحضور حفل زفاف حين تم اعتقاله.
ويصر ويلان على أنه تعرض للخداع إذ أخذ وحدة ذاكرة خارجية "يو اس بي" من أحد معارفه ظنا منه أنها تحتوي على صور لإجازات.
واستمرت المحاكمة، التي بدأت في آذار/مارس من هذا العام، خلف أبواب مغلقة في قاعة محكمة في موسكو على الرغم من جائحة كوفيد-19.
وتحدث محاميه عن فكرة أن تتم مبادلته مع سجناء آخرين لكن هذا الاحتمال رفضته السفارة الأمريكية في موسكو في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
وفي بيان أعرب شقيقه التوأم ديفيد ويلان عن أمله في أن يتيح الحكم عليه لواشنطن وموسكو أن "تباشرا فورا بحث الإفراج عن بول".
ويقول بول ويلان ومقربون منه إنه تعرض لمعاملة سيئة من قبل المسؤولين عن السجن.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلن بول ويلان أنه "أوثقت يداه وثبته حارس على الأرض وتعرض لتهديد بمسدس من قبل حارس آخر ولاعتداء" وهي اتهامات رفضتها روسيا.