تقرير سري: سفارة تركيا بواشنطن تتجسس على معارضي أردوغان
السفارة التركية في العاصمة الأمريكية واشنطن تورطت في عمليات تجسس على معارضين لحكومة الرئيس رجب طيب أردوغان
كشف موقع سويدي عن أن السفارة التركية في العاصمة الأمريكية واشنطن، تورطت في عمليات تجسس على معارضين لحكومة الرئيس رجب طيب أردوغان.
وأظهر تقرير سري، حصل عليه موقع "نورديك مونيتور"، أن السفارة جمعت معلومات استخبارية عن الصحفي والأكاديمي إيمري (أمرالله) أوسلو، الذي كان يفضح أخطاء حكومة أردوغان الاستبدادية طيلة سنوات.
وقال الموقع السويدي، المعني بالشأن التركي، إن السلطات التركية استهدفت الصحفي المقيم في الولايات المتحدة، وأجرت تحقيقا سرياً حول أشقائه وشقيقاته الست ووالديه المسنين وزوجته وحتى ابنه البالغ من العمر 14 عامًا بسبب كتاباته وتحليلاته الناقدة.
وأشار إلى أن الملاحقة الجنائية للصحفي جزء من حملة ترهيب تشنها حكومة أردوغان لقمع الأصوات الناقدة في تركيا، وفي الخارج وذلك في انتهاك صارخ لنظام العدالة الجنائية، واتفاقية فيينا التي تنظم عمل الدبلوماسيين وموظفي القنصليات.
ويتضمن التقرير، الذي أعدته الشرطة سراً في 17 فبراير/شباط 2018، مصدر المعلومات الاستخباراتية التي جمعت عن الصحفي في الولايات المتحدة.
وكانت السفارة التركية في واشنطن قد أرسلت 3 تقارير حول الصحفي "أوسلو" إلى مقر وزارة الخارجية في أنقرة، التي شاركتها فيما بعد مع مختلف فروع الحكومة.
ويُظهر التقرير أن المعلومات الاستخبارية التي جمعت عنه أُرسلت إلى إدارة مكافحة الجرائم ضد الأمن القومي، وهي إدارة خاصة تأسست في 12 مايو/أيار 2016 في أنقرة.
وكان أردوغان طلب شخصياً تأسيس تلك الإدارة الأمنية وحصل على الموافقة عليها في اجتماع مجلس الوزراء برئاسة رئيس الوزراء آنذاك أحمد داود أوغلو بالقرار رقم 2016/8591، المعتمد في 14 مارس/آذار 2016.
ولم تكشف السجلات الرسمية للحكومة التركية عن اسم هذه الإدارة الجديدة؛ وبدلاً من ذلك، أشارت ببساطة إلى أنها واحدة من 4 إدارات جديدة تم إنشائها داخل المديرية العامة للأمن، لكن فيما بعد تم كشف الأمر بأنها أنشئت لغرض محدد هو ملاحقة منتقدي الحكومة تحت ستار مكافحة تهديدات الأمن القومي.
ولفت موقع "نورديك مونيتور" السويدي، إلى أن التقارير التي ترسلها السفارة التركية والقنصليات تستخدم عادة لرفع دعاوى جنائية في تركيا ضد المواطنين والمقيمين في الولايات المتحدة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم الكشف فيها عن قيام البعثات الدبلوماسية التركية بمهام التجسس؛ إذ تكرر الأمر في دول أوروبية ما أثار حفيظة تلك الدول.
ووصل الأمر إلى إصدار سويسرا مذكرة اعتقال بحق اثنين من مسؤولي سفارة أنقرة، لمحاولتهما خطف رجل أعمال سويسري من أصل تركي، كان ينتقد نظام أردوغان القمعي.
ومنذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في يوليو/تموز 2016 في تركيا، فتح أردوغان أبواب الجحيم أمام معارضيه، علاوة على سن ترسانة من قوانين مكافحة الإرهاب على مقاس مناهضيه وخصومه.