"أمن المطارات".. شبح يطارد الأجهزة الأمنية حول العالم
الطائرة المصرية المحطمة في البحر المتوسط رفعت ناقوس خطر أمن المطارات إلى مرحلة جديدة جعلت منه هوسًا يطارد الأجهزة الأمنية العالمية
تحولت عمليات البحث عن سبب سقوط طائرة مصر للطيران وتحطمها في البحر المتوسط فجر الخميس الماضي إلى الخوض عميقًا في أمن المطارات حول العالم، ليصبح هوسًا يطارد الأجهزة الأمنية في رحلة سرابية لتأمين الموانئ الجوية في بلادهم.
وجاء حادث اختفاء وتحطم الطائرة المصرية القادمة من باريس، ليرفع ناقوس الخطر إلى مرحلة جديدة تمامًا حول أمن المطارات في العالم، وأصبحت أسئلة الخبراء تدور حول تشديد أمن الموانئ الجوية بشدة قد تخنق الركاب، إجراء فحوص شديدة الدقة في خلفيات العاملين بها، إحلال الماكينات بأشخاص وأفراد أمن، بينما رأى البعض أنه "لا وجود لنظام أمني كامل".
ولخصت وكالة "بلومبرج" الأمريكية قضية أمن المطارات في 3 نقاط، أولها العاملون الذين اعتبرتهم يمثلون "نقطة ضعيفة" في الطوق الأمني العالمي، مشيرة إلى أن أجهزة المخابرات دائمًا ما تنتابها مخاوف حول سهولة التلاعب بأفكار العاملين وجعلهم متطرفين بأماكنهم الحساسة داخل الميناء الجوي.
وأكد الفريق التحريري لموقع "بلومبرج فيو" المتخصص في مقالات الرأي، أن الحل لهذه المشكلة ليس سهلًا على الإطلاق، فهو يحتاج إلى فحوص أكثر دقة في خلفيات العاملين، ومراقبة أشد بكثير عليهم أثناء العمل، وكم كبير غير متوافر من اليقظة الدائمة.
أما النقطة الثانية هي حاجة العديد من مطارات العالم إلى أجهزة الأمن التكنولوجية الفعالة والعاملين المتدربين بدرجة كافية، حسب ما جاء في مقال الوكالة، التي لفتت إلى أن النقطة الأخيرة هي "الحفاظ على الهدوء"، لأن العمليات الإرهابية الجوية الغرض الأول منها هو ترهيب العامة أثناء التحليق، ودفع الحكومات إلى "المبالغة في رد الفعل".
ورغم التطور التكنولوجي الواسع الذي تشهده الصناعات الأمنية في الوقت الحالي، إلا أن العمليات الإرهابية الأخيرة التي ضربت المطارات والناقلات الجوية في عدة أماكن أبرزها تفجير مطار بروكسل مارس/آذار الماضي، وإسقاط الطائرة الروسية في سيناء في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، رفعت العديد من علامات الاستفهام والشكوك التي بات وضع إجابة واضحة لها حاجة ملحة لدى صناع القرار.
وفي السياق ذاته، نقلت شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية عن خبير الطيران الدولي ريتشارد بلوم، أن الأزمات المالية هي أحد الأسباب الكبيرة التي تقف في وجه تشديد الأمن بالمطارات، وذلك بجانب منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان التي تنتقد "التنميط العنصري" المتبع في مطارات أمريكا.
ومن جهة أخرى، رأى باول تشارلز محلل وخبير الطيران في لندن خلال حديثة لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، أن الإكثار من فحص الركاب ولكن عن طريق أشخاص وليس ماكينات أمنية، هو الشيء الأكثر إلحاحا في الوقت الحالي، لأنه يجب أن نكون متقدمين خطوة أو عدة خطوات أمام الإرهابيين.
ويميل اقتراح تشارلز إلى إثارة "النقطة الضعيفة" في أمن المطارات بشأن العاملين بها، ولكن هذا ليس رأي المستشار الأمني البريطاني فيليب باوم، الذي قال: إن "المطارات بطبيعة الحال توظف عدد كبير من الأشخاص منخفضي الأجور، بمعدل تغيير كبير كل فترة، ولذلك من الصعب جدًّا على السلطات إجراء فحص دقيق على خلفيات هؤلاء العاملين".
وبدوره، أكد سيلفيان بريفوست الذي يدرب أفراد أمن المطار، لوكالة أسوشيتيد برس الأمريكية، أن "النظام الأمني الشامل المتكامل لا وجود له"، بل وشدد على ذلك ألين بوير المتخصص في علم الإجرام، قائلًا إنه "من الممكن إدخال أي نوع من المواد الخطرة في أي مطار بسبب التناقض بين الوقت والأمن".
وأوضح بوير قائلا: "كل الناس ترغب في الدخول إلى الطائرة بسرعة أو اللحاق بها، لذلك فإن الجميع يقدمون تنازلات عن الأمن لحساب الوقت".
aXA6IDE4LjIyMC45Ny4xNjEg جزيرة ام اند امز