تونس تحذر من الزج بالمؤسسة العسكرية في الصراعات السياسية
الرئيس قيس سعيد يعرب عن يقينه بأن التونسيين لديهم من الحكمة ما يجعلهم قادرين على تهدئة الأوضاع، وتغليب المصلحة العليا للبلاد.
حذر الرئيس التونسي قيس سعيد، من خطورة سعي البعض إلى "تفجير الدولة من الداخل" عبر ضرب مؤسساتها، ومحاولة الزج بالمؤسسة العسكرية في الصراعات السياسية.
وقال الرئيس التونسي خلال اجتماع المجلس الأعلى للجيوش والقيادات الأمنية الذي عقد، لمراجعة الأوضاع داخل البلاد: إن" محاولة استدراج المؤسسة العسكرية والمؤسسات الأخرى للصراعات السياسية، ستفشل".
وأضاف أن ما حصل في اليومين الأخيرين في الجنوب غير مقبول بكل المقاييس، معربا عن يقينه بأن التونسيين لديهم من الحكمة ما يجعلهم قادرين على تهدئة الأوضاع، وتغليب المصلحة العليا للبلاد، ووضعها فوق كل اعتبار".
وأشار الرئيس التونسي إلى مشروعية الاحتجاجات مادامت سلمية، وفي إطار احترام القانون والمؤسسات، مشددا على أن الوضع السياسي الراهن يحتم علينا أن نكون في مستوى المسؤولية التاريخية والحفاظ على الدولة بكل مؤسساتها والوعي بخطورة الوضع إذا ما اشتعلت نار الفتنة.
وشهدت منطقة "رمادة" من محافظة تطاوين الحدودية التونسية، في وقت سابق مواجهات مع قوات الجيش التونسي، رجحت مصادر أن تكون على خلفية ملاحقة عناصر إرهابية.
وأكدت مصادر مطلعة بمحافظة تطاوين لـ"العين الإخبارية" أن "تدخل الجيش التونسي كان على خلفية ملاحقة أشخاص مشبوهين تسللوا من ليبيا إلى تونس".
وبينت المصادر أن "هذه العناصر المتسللة حاولت رشق قوات الجيش التونسي المتمركزة في منطقة رمادة بالزجاجات الحارقة، والجماعات الإرهابية المتمركزة غرب ليبيا تريد استغلال الأزمة الاجتماعية في الجنوب التونسي من أجل التسلل إلى التراب التونسي".
وشهدت المحافظة سابقا احتجاجات اجتماعية، على خلفية مداهمة قوات الأمن الوطني التونسي لخيام "اعتصام الكامور" وإزالتها.
ويطالب المعتصمون في "الكامور" - مقر حقول النفط في الجنوب التونسي – بإيحاد فرص عمل للعاطلين من أبناء المحافظة، وهي ذاتها التي طالبت بها منذ 2012، وفشلت في تحقيقه الحكومات التونسية المتعاقبة.
كما أن القائمين على هذا الاعتصام طالبوا الدولة التونسية بتنمية محافظة تطاوين اقتصاديا، لمواجهة ارتفاع نسبة البطالة، حيث بلغت 32% بحسب المعهد التونسي للإحصاء.