بالفيديو.. غضب بالمغرب بعد حلق رأس فتاة بالجامعة
حدة الغضب تصاعدت بالمغرب جراء قيام فصيل جامعي يساري متطرف، في كلية العلوم بجامعة مولاي إسماعيل في مدينة مكناس، بحلق رأس فتاة.
تصاعدت حدة الغضب بالمغرب جراء قيام فصيل جامعي يساري متطرف، في كلية العلوم بجامعة مولاي إسماعيل في مدينة مكناس، بحلق رأس فتاة، تعمل نادلة بمقصف الجامعة وحاجبيها، وضربها على الملأ نحو مائتي صفعة، مهددين بقطع يدها، تنفيذا لحكم داخلي أدان الفتاة بـ"الخيانة والتجسس".
وخرجت ردود أفعال غاضبة من مختلف الجهات الرسمية والحزبية والتعليمية بالمغرب، حيث تداولت الصحف والمواقع الإخبارية صورة وقصة الفتاة شيماء "23 سنة " ، مصحوبة بتعليقات مستهجنة للتطرف الذى ضرب بعض فئات من الشباب الجامعي، وحول الاتحادات الجامعية البناءة إلى "عصابات إرهابية".
وقالت شيماء في لقاء مصور مع قناة "اليوم " المغربية: ما تعرضت له يشبه الكابوس، أريد أن أنسى كل شيء"، مضيفة بعيون دامعة:"لكن سأتكلم حتى لا تعيش فتيات أخريات العذاب الذي عشته".
"المحاكمة الجماهيرية" التي أسفرت عن تعذيب الفتاة وتشويهها قام بها اتحاد من الطلاب الماركسيين الراديكاليين، يطلق عليهم بالغرب "القاعديين"، ويحمل اسم "البرنامج المرحلي"، حيث أجرى هذا الاتحاد اليساري المتشدد محاكمة صورية بعد انتهاء اليوم الدراسي بحق الفتاة التي تعمل نادلة بمقصف الحي الجامعي انتهت بحلق شعر الفتاة بالكامل وحاجبها وتعصيب عينيها وتكبيل يديها مع توجيه ضربات في مختلف أنحاء جسمها وتهديدها ببتر يديها.
وتأسس اتحاد الطلاب المعروف باسم " البرنامج المرحلي" سنة 1986، الذي صاغه عدد من الطلبة الجامعيين اليساريين الراديكاليين متبنيا فكر الحركة الماركسية اللينينية، وشهد منذ ذلك الحين انقسامات كثيرة، حتى انقسم في السنوات العشرة الأخيرة لمجموعات لا جامع بينها، سوى عدد من الممارسات الشاذة المتطرفة، آخرها كان حادث الفتاة "شيماء".
وفقا لمصادر مغربية مطلعة، يتواجد طلاب "البرنامج المرحلي" في جامعات مغربية معينة، بينما يعملون على بسط سيطرتهم عليها، وكثيرا ما يؤدي تعصبهم إلى صدامات مع الطلبة الآخرين، وهذه الجامعات متواجدة بمدن: " فاس ومكناس ومراكش واكادير ووجده والراشيدية وتازة".
وأثارت ممارسات هذه المجموعة المتشددة موجة غضب واسعة في مختلف الأوساط المغربية، حيث أصدرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمدينة مكناس بيانا أوضحت فيه أنه تم اقتياد شيماء إلى داخل الحرم الجامعي بطريقة عنيفة، وتم ربطها إلى كرسي وتعصيب عينيها وممارسة العنف عليها بشكل وحشي، لتنتهي هذه الأحداث باتخاذ القرار من طرف بعض الطلبة بحلق شعرها وحاجبيها بعدما اتهموها بالتجسس على الطلبة، وهو ما نفته المعنية بالأمر جملة وتفصيلا معتبرة ذلك لا أساس له من الصحة.
وأدان البيان "الجريمة النكراء التي ارتكبت في حق الضحية شيماء والتي تنم عن نظرة تحقيرية للمرأة نظرا لما تعرضت له من انتهاك لسلامتها الجسدية والنفسية، باعتبار ذلك يتنافى مع ما هو منصوص عليه في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، خصوصا في المادة الخامسة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنص على "عدم تعرض أي إنسان للتعذيب ولا العقوبات القاسية أو الوحشية الحاطة بالكرامة".
ودعت الجمعية الجهات القضائية إلى فتح تحقيق نزيه وشفاف فيما يخص هذه القضية بعيدا عن أي استغلال لهذا الحادث وتقديم المتورطين في هذه الجريمة إلى القضاء مع تمتعيهم بشروط المحاكمة العادلة.
وحذرت مقالات الصحف المغربية من أن ما حدث في مكناس يمنح الدليل على أن التطرّف واحد، سواء جاء من اليمين أو من اليسار أو من داخل المرجعية الدينية أو من خارجها، وأن الظلامية بقدر ما يمكن أن تتدثر بالدِّين، يمكن أيضا أن تتقنع بخطاب الانفتاح والحداثة والتقدمية".
aXA6IDE4LjExOS4xMzMuMjA2IA==
جزيرة ام اند امز