"16 يوماً".. حملة فلسطينية لمناهضة العنف ضد المرأة
حملة "16 يوما لمناهضة العنف ضد النساء" تنطلق سنويا في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الذي يصادف اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة
على أنقاض منزل عائلة السواركة الذي دمرته صواريخ الاحتلال الإسرائيلي وقتلت 9 من سكانه، تظاهر عشرات النساء الفلسطينيات ضمن إطلاق فعاليات حملة "16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة"، وسط مطالبة بتفعيل المساءلة لمحاسبة الاحتلال على جرائمه.
وحول حفرة عميقة تناثر بها الركام هي ما تبقى من منزل عائلة السواركة، التفت النساء الفلسطينيات وهن يرفعن شعارات منددة بالاحتلال والعنف ضد المرأة.
وشارك في الفعالية أكثر من 60 مؤسسة أهلية، ناشدت المجتمع الدولي العمل الجاد لتوفير الحماية الدولية للمدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتفعيل الملاحقة والمساءلة عن جرائم الحرب أو ما يعرف بالانتهاكات الجسيمة والمنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، التي من شأنها أن تضع حداً للجرائم الإسرائيلية المستمرة ضد المدنيين العزل في قطاع غزة.
وعلى هامش الفعالية، قالت مريم زقوت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر لـ"العين الإخبارية" إنهم اختاروا إطلاق فعاليات العنف ضد المرأة من هذه الأرض الحزينة التي احتضنت 9 من عائلة السواركة نتيجة قصف إسرائيلي دمر المنزل وأخذ الأرواح دون أي مساءلة.
وشددت على أن إنهاء العنف مرتبط بإنهاء الاحتلال، وقالت: "ما دام هناك احتلال فهناك عنف"، مطالبة العالم كله بأن يقف عند مسؤولياته لحماية النساء الفلسطينيات، وتنفيذ القرار 1325 الخاص بحماية النساء.
وفي مؤتمر صحفي بالمكان، قالت زقوت: "نحن هنا من أمام بيت عائلة السواركة نؤكد أن تلك الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، واعترف بارتكابها بدم بارد بحق عائلة السواركة، تشكل جريمة حرب كاملة الأركان، تستوجب ملاحقة من اقترفها ومن أمر بارتكابها".
وأضافت: "نحن اليوم نطلق فعاليات حملة (16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة لعام 2019) لنجدد مطالبنا بضرورة إنهاء الانقسام وإجراء انتخابات من أجل تفعيل المؤسسات الفلسطينية لإقرار وتفعيل القوانين الخاصة بحقوق المرأة وحمايتها من العنف".
وأشارت إلى أن ذلك يأتي في ظل الاستهداف المتكرر والمستمر من قبل الاحتلال الإسرائيلي على حياة وحقوق المرأة، مؤكدة أن الاحتلال السبب الأساسي في مضاعفة العنف ضد النساء.
وأوضحت زقوت أن انطلاق فعاليات الحملة سنوياً هو للتأكيد على رفضنا استمرار وتيرة العنف ضد النساء بمختلف أشكاله، لأنه مساس بحقوق المرأة وانتهاك لمبادئ حقوق الإنسان.
وحملة "16 يوما لمناهضة العنف ضد النساء" تنطلق سنويا في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الذي يصادف اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، وتستمر حتى تاريخ 10 ديسمبر/كانون الأول الذي يصادف اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
من جهتها، قالت فريال ثبات، مديرة مركز صحة المرأة لـ"العين الإخبارية": "أتينا مطالبين المؤسسات الحقوقية لتشارك في محاسبة المحتل أمام كل المحاكم".
وبهذه المناسبة قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في بيان: "في هذا العام يحل هذا اليوم وما زالت النساء الفلسطينيات يعشن في ظل تدهور خطير في أوضاعهن بالأرض الفلسطينية المحتلة بشكل عام وفي قطاع غزة بشكل خاص جراء استمرار الاحتلال بالقيام بالتصعيد العسكري".
وأكد أن النساء في قطاع غزة هن ضحايا التمييز في زمن السلم، كما أنهن ضحايا التهميش والفقر والمعاناة في زمن الحرب.
إلى جانب ذلك، استمرت معاناة النساء الفلسطينيات -وفق المركز الحقوقي- من العنف الممارس من المجتمع المحلي الذي أخذ بالتصاعد في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية في المجتمع الفلسطيني.
فقد وثق المركز الحقوقي خلال العام الجاري مقتل 13 امرأة في الضفة الغربية وقطاع غزة على خلفيات مختلفة وفي ظروف غامضة من بينهن 3 نساء قتلن على خلفية ما يسمى "جرائم الشرف".
وكان من أبرز هذه الجرائم مقتل الفتاة إسراء غريب في مدينة بيت لحم والتي شغلت قضيتها الرأي العام الفلسطيني، ودفعت النيابة العامة إلى فتح تحقيق في الجريمة أدى إلى توجيه الاتهام لثلاثة من أقاربها وتقديمهم للمحاكمة.
aXA6IDMuMTQyLjEzMC4yNDIg
جزيرة ام اند امز