صحف عالمية: لقاء الطيب وفرنسيس أنهى سنوات من التوتر
اللقاء بين أكبر مؤسستين للديانتين الرئيسيتين في العالم وصفته صحف عالمية بأنه تاريخي ويهدف إلى مزيد من التفاهم والحوار
استضافة بابا الفاتيكان البابا فرنسيس فضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، تمثل مرحلة جديدة في المصالحة بعد 10 سنوات من العلاقات المتوترة بين أكبر مؤسستين للديانتين الرئيسيتين في العالم، بحسب عدة صحف عالمية وصفته بأنه "لقاء تاريخي" يهدف إلى مزيد من التفاهم والحوار.
صحيفة "الجارديان" البريطانية، قالت إن اللقاء الأول بين زعيم المسيحيين الكاثوليك وممثل أعلى سلطة دينية إسلامية في العالم السني منذ عام 2000، يمثل تتويجا لتحسن كبير في العلاقات بين الديانتين منذ تولي فرانسيس منصبه في عام 2013.
وقال البابا للصحفيين، إن "الرسالة هي الاجتماع"، بينما قال الفاتيكان في بيان بعد ذلك إن بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر ناقشا مشكلات العنف والإرهاب ووضع المسيحيين في الشرق الأوسط بما في ذلك أفضل السبل لحمايتهم.
وقال الأزهر في بيان بشأن الرحلة، إن الجانبين اتفقا على عقد "مؤتمر سلام"، ونقل البيان عن الطيب قوله للبابا: "نحن بحاجة إلى اتخاذ موقف مشترك، يدا بيد، لتحقيق السعادة للبشرية، والديانات السماوية أنزلت لجعل الناس سعداء، لا لتسبب لهم المشقة".
ولفتت الصحيفة إلى أن قرار الطيب بالسفر إلى روما، أعلن بشكل غير متوقع الأسبوع الماضي، في أعقاب التخفيف من حدة التوترات الخطيرة التي ميزت عهد سلف فرانسيس، البابا بنديكت السادس عشر.
وبحسب "الجارديان"، فقد توترت العلاقات بشدة عندما ألقى بنديكت المتقاعد الآن، خطابا في سبتمبر/ أيلول عام 2006، فسر على أنه يربط فيه الإسلام بالعنف.
وكان البابا يوحنا بولس الثاني التقى الإمام الأكبر في القاهرة في عام 2000، قبل عام من هجمات 11 سبتمبر/ أيلول في نيويورك التي غيرت العلاقات بين الغرب والعالم الإسلامي.
ولفتت الصحيفة إلى أنه بعد التوترات التي شهدتها سنوات بنديكت السادس عشر، تحرك فرنسيس بسرعة لوضع معايير جديدة، وإرسال رسالة شخصية إلى العالم الإسلامي بمناسبة نهاية شهر رمضان الأول بعد توليه منصبه.
وسعى الحبر الأعظم الأرجنتيني لإطلاق العديد من المبادرات المشتركة بين الأديان منها زيارته إلى الأردن وإسرائيل في 2014 التي رافقه فيها الحاخام ابراهام سكوركا وأستاذ الدراسات الإسلامية عمر عبود.
لكن المبادرة التي حققت التقارب فعلا وربما تكون الحدث الأكثر أهمية سياسيا، هي زيارته إلى جزيرة "ليسبوس" اليونانية التي تعكس أزمة هجرة خانقة واختتمها بإحضار 3 عائلات سورية مسلمة لاستقبالها في الفاتيكان.
بينما قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إنه "بعناق ذي دلالة رمزية كبيرة، وتبادل القبلات اتخذ البابا فرنسيس والإمام الأكبر لمسجد الأزهر، الذي يضم جامعة عمرها 1000 عام، خطوة كبيرة نحو استعادة العلاقات بين فروع أكبر ديانتين في العالم الرومانية الكاثوليكية والإسلام السني".
وأشارت إلى أن أكثر من 5 خمس سنوات مضت منذ تصريحات بنديكت السادس عشر، التي جمدت العلاقات بين الجانبين، بعد هجوم بقنبلة خارج كنيسة في مدينة الإسكندرية الساحلية شمال مصر قتل فيه 23 شخصا.
وآنذاك قال بنديكت إن الهجوم كان "علامة أخرى على الحاجة الملحة للحكومات المنطقة على اتخاذ تدابير فعالة لحماية الأقليات الدينية"، فقرر الأزهر قطع الاتصالات مع الفاتيكان بسبب ما قال إنها إهانات متكررة للإسلام من جانب البابا السابق.
وأوضحت أن الأزهر هو مركز الدراسة الإسلامية للمسلمين السنة الذين يشكلون نحو 85% من العالم الإسلامي، وعلماؤه يصدرون في كثير من الأحيان فتاوى دينية، تتضمن إدانة للمتطرفين والعنف، في عام 2009، كان الأزهر مشاركا في استضافة خطاب الرئيس أوباما التاريخي إلى العالم الإسلامي من جامعة القاهرة.
واعتبرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أنه مؤشر على تجدد العلاقات بين الجانبين بعد فترة هدوء استمرت 5 سنوات.
وقالت محطة "راديو فرنسا الدولي" (آر إف آي)، إن اللقاء التاريخي بين كبار ممثلي الديانتين الرئيسيتين في العالم أنهى عدة سنوات من العلاقات المتوترة.
ورأت أن اللقاء جاء بعيدا عن الخطابات الرنانة، ولكنه تضمن عددا قليلا من اللفتات الرمزية وعبارة البابا التي تلخص كل شيء: "الرسالة هي اللقاء"، وبعبارة أخرى، فإنها توضح حقيقة بسيطة وهي أن إمكانية لقاء إمام الأزهر ورأس الكنيسة الكاثوليكية لها دلالة رمزية قوية.
وبدورها قالت صحيفة "لوموند الفرنسية، إن هذا اللقاء يمثل مرحلة جديدة في المصالحة، بعد 10 سنوات من العلاقات المتوترة بين المؤسستين.
aXA6IDMuMTM1LjIxNC4xNzUg جزيرة ام اند امز