الأردنيون ينفقون 500 مليون دينار على التبغ
29% من الأردنيين فوق سن 18 عامًا يدخون السجائر، وتصل النسبة إلى 13.6% في الفئة العمرية من 13–15 سنة، و12% من النساء يدخنّ النارجيلة.
فوجئ عمر السيلاوي الذي يدخن منذ 30 عامًا، برجل الأمن الذي يطلب منه التوقف عن التدخين خلال تواجده في دائرة حكومية تواجد بها لاستكمال معاملة رسمية، وأثناء نقاشه مع رجل الأمن اكتشف سريان قانون منع التدخين في الأماكن العامة دون أن يعرف ذلك، إلا أنه لاحظ ألا أحد يدخن وهنالك لوحات متعددة في المكان تشير إلى حظر التدخين.
يقول عمر: "أدرك تمامًا أن التدخين ضار لكنني قد تعلقت به إلى درجة الإدمان، ولا أستطيع التوقف عنه للحظة، ففي اليوم الواحد أدخن أكثر من 40 سيجارة، وقد حرر لي رجل الأمن مخالفة وبعدها توقفت عن التدخين، المخالفة تبلغ 15 دينار أردني، وإذا لم أدفعها سأتعرض للمحاكمة والحبس".
المهندسة فادية اللوزي التي تبلغ من العمر 30 عامًا، تؤكد أهمية معاقبة كل من يدخن في مكان عام، وتقول: "أنا مصابة بمرض الربو، ونصحني الطبيب بتجنب الأماكن التي بها دخان لأنها تزيد من حالتي سوءًا، سريان هذا القانون سيحمي ليس فقط مرضى الربو بل أيضًا جميع من يستنشق هذه المواد وهو مجبر، فالتدخين عملية اختيارية أما التنفس فليس كذلك، والتدخين السلبي خطير كما نعرف".
تغليظ العقوبة هو الحل
رئيس الجمعية الوطنية الأردنية لمكافحة التدخين الدكتور محمد شريم يؤكد لـ "العين" أن التدخين بحسب الدراسيات الحديثة أكبر مسبب للأمراض والوفاة في هذا القرن، ويبلغ عدد الضحايا في العالم بشكل سنوي ما يقارب 6 ملايين إنسان منهم أكثر من 600 ألف ضحية من غير المدخنين، أي 28 % من الوفيات هم من فئة الاطفال.
وبحسب دائرة الإحصاءات العامة فإن التدخين يلحق أضرارًا مباشرة في الصحة وأيضًا في اقتصاد الفرد، وهنالك أيضا أضرار غير مباشرة، فمصروفات المجتمع الأردني على التبغ بأشكاله المختلفة تبلغ حوالي 500 مليون دينار سنويًّا من الخسائر. ويواجه الأردن أيضًا خسائر غير مباشرة تتمثل في الوفيات المبكرة، فالفرد المدخن يخسر من عمره 22 عامًا، وأيضًا إنتاجيته أقل مقارنة مع الشخص الغير مدخن بسبب الأمراض، ومجموع هذه الخسائر تقدر سنويًّا بـ 4 مليار دينار قياسًا بالدول الأخرى.
يتابع شريم "يجب تفعيل قانون منع التدخين في الأماكن العامة بشكل أكبر وتغليظ العقوبة حتى يرتدع المدخنين، فقانون الصحة العامة يعاقب المدخنين في الأماكن العامة بالحبس مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على 3 أشهر، أو بغرامة لا تقل عن مائة دينار، ولا تزيد على مائتي دينار، كل من قام بتدخين أي من منتجات التبغ في الأماكن العامة المحظور التدخين فيها".
وتشمل الأماكن العامة التي يحظر فيها التدخين هي "المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس ودور السينما والمسارح والمكتبات العامة والمتاحف والمباني الحكومية وغير الحكومية العامة ووسائط نقل الركاب وصالات القادمين والمغادرين في المطارات والملاعب المغلقة وقاعات المحاضرات ودور الحضانة ورياض الأطفال في القطاعين العام والخاص، وأي مكان يقرر وزير الصحة اعتباره مكانًا عامًا".
أمراض خطيرة
الدكتور طه اللوزي المختص بالأمراض الصدرية من مستشفى الجامعة الأردنية، يعرف التدخين السلبي بأنه استنشاق الآخرون للدخان ومكوناته من غير تدخينه، فالسيجارة تحتوي على حوالي 4 آلاف مادة كيميائية، والعديد من هذه المواد الكيميائية خطرة، وأكثر من 50 مادة منها تسبب مرض السرطان، وفي أي وقت يتنفس بها الطفل أو الإنسان البالغ الدخان يكون معرضًا لتلك المواد الكيميائية.
ويضيف اللوزي أن الشخص غير المدخن في حال استنشاقه لهذا الدخان فإن الدراسات بينت بأنه يصاب على المدى البعيد بنفس الأمراض التي يصاب بها الشخص المدخن بشكل مباشر، إن التدخين لا يترك أعضاء الجسم إلا ويلحق بها الضرر، فمن أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان المدخن بحسب الدراسات السرطانات بأنواعها المتعددة مثل سرطان الفم، وهو أول عضو فى عملية التنفس، كما يتسبب أيضًا فى حدوث سرطان الحلق وسرطان الرئة، والتى تعد أهم جزء في الجهاز التنفسي، وقد أظهرت الأبحاث أن التدخين يؤدي إلى حدوث التهاب الشعب الهوائية المزمن، مما يجعل التنفس أمرًا صعبًا على الإنسان".
وحول تأثير التدخين على القلب فإنه يؤثر على شرايين القلب، ويؤدي إلى حدوث أمراض القلب التاجية، بالإضافة إلى حدوث السكتات الدماغية، وبالنسبة للمرأة الحامل يضر بصحة جنينها إن كانت حامل سواء أكانت تدخن أم تستنشق المواد الكيميائية من أحد قريب منها، وهذا يهدد صحة الجنين، وقد يؤدي إلى الولادة المبكرة والإجهاض، وولادة الطفل بوزن أقل من الطبيعي.
غيرها من الأضرار.
يقول اللوزي: التدخين مثل الجراد يلحق الأضرار في جميع الفئات العمرية، فالأطفال الذين يتنفسون الدخان السلبي عرضة للإصابة بالتهابات الأذن والتهابات الجهاز التنفسي العلوي ومشاكل في الجهاز التنفسي، مثل: التهاب الشعب والتهاب الرئة، فضلًا عن تسوس الأسنان.
ويصاب أطفال المدخنين بالسعال والأزيز أكثر من غيرهم، ويحتاجون إلى وقت أطول للتعافي من الرشح، ويسبب التدخين السلبي أعراضًا أخرى تشمل انسداد الأنف والصداع وتقرح الحلق وتهيج العينين وبحة في الصوت.
دراسة
وصنفت منظمة الصحة العالمية العام الماضي الأردن بالمرتبة (الثالثة) كأسوأ دولة لانتشار التدخين للمرة الثانية على التوالي، وبالمرتبة (الخامسة) ضمن أسوأ دول الإقليم لـ (22) انتشارًا للتدخين لفئتي الذكور والإناث معًا، الأمر الذي اعتبرته المنظمة يؤدي إلى زيادة إصابات السرطان.
وتبين دراسة حديثة لوزارة الصحة أن معدلات التدخين في المملكة هي الأعلى عربيًّا، وأن نسبة مدخني السجائر فوق سن 18 عامًا في الأردن بلغت 29% ونسبة مدخني السجائر في الفئة العمرية من 13–15 سنة بلغت 13.6 %، ونسبة النساء اللواتي يدخنّ النارجيلة بلغت 12% مقابل 10 % للرجال.
وتشير الدراسة إلى أن التعرض للتدخين السلبي يزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب والسرطان بنسبة 30% ويعرض الطفل لتدخين سيجارة واحدة من بين 4 سجائر تدخن إلى جانبه.
aXA6IDMuMjM1LjE0NS4yNTIg
جزيرة ام اند امز