5 رؤساء وزراء في 5 أعوام.. أستراليا "غير قابلة للحكم"
ما عجل بسقوط كل رؤساء الوزراء منذ عام 2010 خيارات اتخذوها بأنفسهم وأنهم ببساطة أخطؤوا للغاية
بالنظر إلى تغيير 5 رؤساء وزراء في غضون سنوات بأستراليا، فهل هي دولة غير قابلة للحكم، أما أنها تغير قادتها لأنهم يفقدون أعصابهم؟
هذا التساؤلات طرحها الكاتب سام كروسبي مؤلف كتاب "رصيد الثقة" في مقال رأي نشرته صحيفة "الجارديان" على موقعها الإلكتروني، أشار فيه إلى أن ما عجل بسقوط كل رؤساء الوزراء منذ عام 2010 هي خياراتهم.
وقال إنه بعد قضاء شهر في أستراليا العام الماضي، خلص إمبراطور الإعلام الملياردير الأمريكي الأسترالي الأصل روبرت مردوخ إلى استنتاج مفاده أنها "غير قابلة للحكم تقريبًا".
ولفت إلى أن مردوخ عاد مجددًا إلى مسقط رأسه، بينما كانت أستراليا تشهد انهيارًا ثانيًا لثقة المواطنين، كنتيجة مباشرة للمناخ السياسي آنذاك.
وأضح أن البلاد كانت على وشك أن تشهد التغيير الخامس لرئيس الوزراء خلال سنوات، وتراجعت الثقة في الحكومة إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، معتبرًا أن رأي إمبراطور الإعلام الصريح لا يخلو من بعض أدلة ظاهرية، ولكن نظرة عن كثب قليلًا ستجعل فكرة "غير قابلة للحكم" تنهار.
وارتأى أن 5 رؤساء وزراء في غضون 5 سنوات، تبدو وكأنها قضية هيكلية بالتأكيد، فهل يعاني الناخبون من اضطراب "نقص الانتباه مع فرط النشاط"، ربما تكون وسائل الإعلام الاجتماعي، أو التغطية الإخبارية على مدار 24 ساعة في الأسبوع.
مجيبًا على تساؤلاته، قال كروسبي، إن النظر قليلًا تحت السطح سيظهر أنه لا توجد مخالفة جوهرية في النظام السياسي أو الانتخابي للبلاد، لافتًا إلى أن ما عجل بسقوط كل رئيس وزراء منذ عام 2010، خيارات اتخذوها بأنفسهم، وأنهم ببساطة أخطئوا للغاية.
وأوضح أن رئيس الوزراء الأسبق كيفن رود تخلى عن خطته لتجارة الانبعاثات المسببة (لظاهرة الاحتباس الحراري)، أما جوليا جيلارد فرضت "ضريبة الكربون" على الشركات الباعثة له بعد تعهدها بعدم فرضها، وميزانية توني آبوت قائمة مطولة حقيقية من الوعود الكاذبة.
وبعيدًا عن كونه غير قابل للحكم، فإن الشعب الأسترالي -وبالتأكيد الناخبون في الدول المتقدمة المماثلة- لديهم تقليد قوي بمكافأة القادة إذا اختاروا استثمار رأس المال السياسي في قرارات صعبة ينظر إليهم على أنهم يؤمنون بها، والمكافأة هي الثقة.
واختتم بمثال من الخارج، وقال إن الرئيس باراك أوباما يسلك مسارًا مماثلًا لرئيس الوزراء الأسترالي، فبدلًا من الفرح بارتفاع شعبيته بدأ على الفور إنفاقها على إصلاحات الرعاية الصحية في مشروع "أوباماكير".
ورأى الكاتب أنه تمامًا مثل هوارد، اختار أوباما لدربه السياسي أن يكون خطيرًا ومهلكًا تقريبًا، لكن المكافأة على المدى الطويل كانت الاحترام والثقة.
aXA6IDM1LjE3MS4xNjQuNzcg جزيرة ام اند امز