السودان وأزمة سد النهضة.. خطابات لتشكيل "رباعية دولية"
أرسل رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك خطابات إلى الاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لتشكيل آلية رباعية للوساطة في مفاوضات سد النهضة الإثيوبي.
واقترح حمدوك، في الخطاب تغيير النهج المُتبع في المفاوضات والذي أدى إلى عدم الوصول لاتفاق بين الأطراف الثلاثة خلال فترة التفاوض الماضية، مشددا على ضرورة تأسيس نهج يقوم على وجود الشركاء الدوليين الرئيسيين من خلال الآلية الرُباعية للاستفادة من تجربة جولات التفاوض السابقة.
وشدَّد بيان صادر من وزارة الخارجية أن خطاب رئيس الوزراء بتشكيل اللجنة الرباعية يهدف لتعزيز دور الاتحاد الأفريقي في عملية المفاوضات وهي ليست أبداً بديلاً عنه.
وأوضح أن الكونغو الديمقراطية بوصفها رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي يجب أن تواصل تنسيق وقيادة هذه الرباعية.
وأشار الخطاب إلى أن الرباعية من شأنها أن تُقدِّم دعماً دولياً وإقليمياً كبيراً وتُشكِّل الضمانة المطلوبة لبناء الثقة وتعزيز الخبرات الموجودة في مجال قضايا المياه العابرة للحدود.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة كانوا جزءاً من المفاوضات وبالتالي على دراية بالموقف في سد النهضة.
وأشار إلى أن حكومة السودان تشعر بالقلق إزاء تصريحات إثيوبيا بعزمها على ملء ثاني لسد النهضة في يونيو ٢٠٢١، دون اتفاق ملزم يضمن تبادل المعلومات وضمانات التشغيل والإدارة البيئية والاجتماعية، مؤكدا أن أي إجراء أحادي للملء سوف يلحق الضرر بالسودان ويهدد أمنه القومي.
ولفت إلى أن السودان سوف يتبع هذه الخطابات تكثيف التحرك الدبلوماسي الإقليمي والدولي لشرح الموقف الراهن وخطورته وضرورة دعم اللجنة الرباعية وحث الجارة إثيوبيا للرجوع لطاولة المفاوضات لإبرام اتفاق قانوني ملزم حول سد النهضة.
وتأتي الخطوة السودانية، بعد أيام من تأكيد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي موقف بلاده الثابت بضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، قبل موسم الأمطار المقبل.
وجدد دعم القاهرة للمقترح السوداني بتشكيل رباعية دولية تحت رئاسة الاتحاد الأفريقي للتوسط في القضية.
ومؤخرا، أعلنت الخارجية الإثيوبية رفض أديس أبابا الوساطة الرباعية التي اقترحتها مصر والسودان، مؤكدة تمسكها بالوساطة الأفريقية.
وتقدم السودان بمقترح ودعمته القاهرة حول تطوير آلية التفاوض التي يرعاها الاتحاد الأفريقي من خلال تشكيل رباعية دولية تقودها وتسيرها جمهورية الكونغو الديمقراطية بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي.
وتشمل كلا من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للتوسط في المفاوضات، حيث دعا البلدان هذه الأطراف الأربعة لتبني هذا المقترح والإعلان عن قبولها له وإطلاق هذه المفاوضات في أقرب فرصة ممكنة.
ولا يزال سد النهضة الذي أوشكت أديس أبابا على الانتهاء منه، محل خلاف بين الدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان)، حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأنه رغم جولات التفاوض المتعددة والتي رعتها واشنطن تارة، والاتحاد الأفريقي تارة أخرى، علاوة على اجتماعات ثلاثية لم تسفر عن حل للقضايا الشائكة.