الوجه المظلم من أولمبياد ريو دي جانيرو 2016
أحد المعارض الفنية في البرازيل قرر تسليط الضوء على "الجانب المظلم" للمدينة واستبدال الشعار الأولمبي بخمسة شبان لقوا مصرعهم برصاص الشرطة
في الوقت الذي تستعد فيه ريو دي جانيرو لاستضافة الألعاب الأولمبية، قرر أحد المعارض الفنية تسليط الضوء على "الجانب المظلم" للمدينة، واستبدال الشعار الأولمبي ذي الحلقات الخمس بخمسة شبان لقوا مصرعهم برصاص الشرطة، وركز جزء من المعرض الذي شارك فيه عشرات الفنانين على العنف الذي تمارسه الشرطة ضد الفقراء في ثاني أكبر مدن البرازيل وأكثرها استقطابا للسياح.
وبعيدا عن صور الشمس وركوب الأمواج والحفلات على طول شواطئ كوباكابانا وايبانيما، تعاني ريو من الفقر و"المعارك" بين الشرطة وعصابات المخدرات، وهو واقع يحاول أن يخفيه منظمو الألعاب الأولمبية.
وأمل الفنان فاغنر نوفايس، أحد المشاركين في هذا المعرض الذي احتضنه مركز هيليو اويتسيكا الثقافي، أن يسهم هذا الحدث في تسليط الضوء على الظلم الذي تم التغاضي عنه من أجل تجنب تشويه صورة البلاد التي تتحضر لاستضافة الألعاب الأولمبية في أغسطس.
ورأى نوفايس أن الجميع منشغل بالتحضير للاستعراض الأولمبي من أجل تخريجه بأفضل حلة رياضية "لكن في الحياة الواقعية، هذه الدولة تقتل شبابها.. صوتنا مخنوق"، ومن أجل التحضير للمعرض عمل الفنانون لمدة شهر في مجمع ماري الذي "تغزوه" العصابات في أحد الأحياء الفقيرة التي تقتظ بالطبقة العاملة.
"في الوقت الحالي، نحن نستغل دورة الألعاب الأولمبية والتسليط الإعلامي على المدينة والترويج لها من أجل إظهار الجانب الآخر"، هذا ما قاله إدواردو بونيتو، مدير المعرض في هيليو اويتيسكا"، وواصل: "هناك ظلم ارتكب بسبب الألعاب، لكن هناك أيضا ظلم ترتكبه الدولة بانتظام هنا في البرازيل".
كسب التعاطف
إن الراية التي عرضها نوفايس على شكل الحلقات الأولمبية الخمس تشير إلى حادث حصل العام الماضي عندما أطلقت الشرطة النار على خمسة شبان كانوا في سيارة في مدينة صفيح أخرى اسمها كوستا باروس، مما أثار احتجاجات علنية غير اعتيادية في مدينة عادة ما تجاهلت حكايات العنف المسلح في الأحياء الفقيرة. وكتب على اليافطة: "ريو، بطلة قتل السكان الأصليين، الناس السود والفقراء منذ 450 عاما".. وعرضت أيضا قمصانا مع صور الضحايا وفيديوهات تتحدث فيها الأمهات عن خسارة أبنائها.
وعلى الرغم من أن معدلات الجريمة انخفضت بشكل كبير خلال العقد الماضي، تبقى ريو مدينة خطيرة مع ما يقارب أربع جرائم قتل يوميا، وتتركز معظم أعمال العنف في الأحياء الفقيرة وغالبًا ما يكون الضحايا من الرجال السود، ونشر وحدات الشرطة في الأحياء الفقيرة قبيل استضافة مونديال 2014 ثم الألعاب الأولمبية القادمة لم يفلح في كبح الاضطرابات.
"آمل الحصول على تعاطف الزائرين، التواصل مع آلام الآخرين"، هذا ما قاله نوفايس، مضيفا: "أردت أيضا أن أضع وجها لهذا الشاب الضحية من خلال قميص يظهر صورته واسمه، كما لو كان (القميص) جثمان الشاب".
تذكارات ضد ريو 2016
وكتعبير عن التأثير السلبي لاستضافة الألعاب الأولمبية الصيفية في ريو، هناك غرض واحد "للبيع" عرضه الفنان رافوكو الذي أراد التعبير عن امتعاضه من تدمير مدينة الصفيح فيلا اوتودرومو من أجل إفساح المجال أمام بناء الحديقة الأولمبية في حي بارا دا تيجوكا، والغرض هو صورة على شكل بطاقة بريدية عليها قطعة من جدار، وقريب إلى حد كبير بتذكارات الحرب الباردة التي تباع للسياح بعد سقوط جدار برلين.
والقطع الأخرى تتضمن سيارة لعبة مليئة بثقوب الرصاص وكوبا عليه صورة عنصر أمن محلي وجنود.
"كل شراب يصبح مريرا"، هذا ما قال رافوكو في فيديو قدم فيه معروضاته.
وتسبب هذا الفيديو الذي نشر بشكل واسع على صفحات التواصل الاجتماعي بضجة كبيرة، ما دفع الفنان إلى سحب بعض المعروضات التي شارك بها في المعرض الذي افتتح في الثاني من إبريل الماضي واختتم السبت الماضي.
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4xOTIg
جزيرة ام اند امز