في كتابه "فن الصفقة" تباهى المرشح للانتخابات الأمريكية ترامب بأنه عندما أراد بناء كازينو في أتلانتيك سيتي نجح في إقناع النائب العام
في كتابه "فن الصفقة" تباهى المرشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب بأنه عندما أراد بناء كازينو في أتلانتيك سيتي نجح في إقناع النائب العام لولاية نيوجيرسي بتقليل مدة التدقيقات في خلفيته إلى 6 أشهر على الرغم من أن أغلب الملاك المحتملين يخضعون للتدقيق لأكثر من سنة.
قال دونالد، إنه "نظيفًا" وصغير في السن من أن يمتلك الوقت للدخول في أي مشكلات، وعلى الرغم من أن ترامب تمكن من الحصول على ترخيص إنشاء الكازينو، ولكن يقول الصحفي "ديفيد كاي جونستون" في تحقيق أجراه لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، إن ترامب لم يكن "نظيفًا".
بالرجوع 3 سنوات قبل حصوله على الترخيص، نجد أن ترامب كلف شركات لها علاقة بالجرائم المنظمة بتشييد "برج ترامب" ومبنى "ترامب بلازا"، إلى جانب شراء الخرسانة من شركة يُسيطر عليها زعيما المافيا أنتوني ساليرنو وبول كاستلانو.
في نهاية المطاف، ظهرت هذه القصة في تحقيق فيدرالي خلص إلى أنه في صناعة التشييد المشبعة بنفوذ العصابات فعلى الأرجح استفاد مبنى "ترامب بلازا" من علاقات مع جرائم الابتزاز.
لماذا حصل ترامب على الترخيص؟ وما عمق علاقات ترامب مع المجرمين؟ يقول جونستون، إنه قام بتغطية أخبار ترامب لمدة 27 سنة، وأثناء ذلك واجه موضوعات متعددة تربط ترامب بالجريمة المنظمة، مشيرًا إلى أن "وين باريت" وهو مؤلف لسيرة ذاتية تحقق في صفقات ترامب العقارية، ربط ترامب بالعصابات ورجال العصابات.
البداية
بعد تخرجه في جامعة بنسلفانيا عام 1968، سعى الشاب الثري ترامب لجمع ثروته على جزيرة مانهاتن، وخلال سنوات قليلة كون صداقة مع المحامي "روي كوهين" الذي كان أيضًا مستشارًا لعملاء أمثال أنتوني ساليرنو رئيس أسرة "جينوفيس" الإجرامية وهي أقوى جماعة مافيا في نيويورك، وبول كاستلانو رئيس ما قيل إنها ثاني أقوى أسرة وهي "جامبينوس".
هذه العلاقة أثبتت فائدتها عندما بدأ ترامب في تشييد "برج ترامب"، الذي كان في تشييده وتشييد مشروعات ترامب التالية في نيويورك أمرًا غريبًا، حيث اختار ترامب استخدام الخرسانة الجاهزة التي تتميز بتسريع عملية التشييد، ولكن يجب سكبها سريعًا وإلا سوف تتصلب في براميل شاحنات التسليم، فتتسبب في تخريب الشاحنات وخلق مشاكل مكلفة للمبنى.
هذا الأمر يجعل المطورون العقاريون عرضة لهجوم الاتحادات التي تسيطر على موقع العمل، لذلك فحتى التباطؤ الوجيز في العمل قد يتحول إلى كارثة باهظة الثمن.
سيطر ساليرنو وكاستلانو وشخصيات أخرى في الجرائم المنظمة على صناعة الخرسانة الجاهزة في نيويورك وكان الجميع في مجال التشييد يعرف ذلك، وانتهى الحال باستخدام ترامب للخرسانة الجاهزة بل وشرائها بأسعار أعلى من شركة "إس أند إيه للخرسانة" المملوكة من قبل ساليرنو وكاستلانو مرارًا وتكرارًا، وربما من شركات أخرى تسيطر عليها العصابات.
تضمن الاتهام الذي أدين به ساليرنو في 1988 عقدًا بحوالي 8 مليون دولار للخرسانة في "ترامب بلازا" باعتباره واحد من الأفعال التي توضح أن شركة "إس أند إيه" كانت جزءًا من مؤسسة للابتزاز.
ترامب وكودي
وفي 1980 استدعى عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي ترامب لسؤاله عن تعاملاته مع "دون كودي" وهو أحد المسئولين في رابطة لسائقي الشاحنات الذي وصفته قوات إنفاذ القانون بأنه على صلة وثيقة بأسرة جامبينو الإجرامية.
اعتقد مكتب التحقيقات أن كودي حصل في وقت سابق على شقق مجانية من مطورين عقاريين آخرين، وساورت المكتب شكوكًا بأن كودي – الذي سيطر على تدفق شاحنات الخرسانة - ربما حصل على شقة مجانًا في "برج ترامب"، وهو الأمر الذي نفاه الأخير.
ولكن إحدى صديقات كودي اشترت 3 شقق في "برج ترامب" وبقى كودي هناك أحيانًا واستثمر ما قيمته 500 ألف دولار في الوحدات، كما ساعد ترامب السيدة في الحصول على رهن عقاري بقيمة 3 مليون دولار بدون ملء طلب القرض.
وبعد إدانة كودي بالابتزاز وسُجن وفقد سيطرته على الاتحاد، رفع ترامب دعوى قضائية ضد السيدة لإجراء تعديلات مطالبًا بتعويض قيمته 250 ألف دولار، ولكنها رفعت في المقابل دعوى قضائية مطالبة بتعويض قيمته 20 مليون دولار، واتهمته بالحصول على رشاوي من مقاولين، وسرعان ما سوى ترامب الأمر ودفع لها نصف مليون دولار.
ومنذ ذلك الوقت قال ترامب، إنه يكاد لا يعرف أولئك المتورطين في الأمر، وأنه لا يوجد أي شيء غير لائق في تعامله مع كودي أو السيدة.
التعسف ضد العمالة البولندية
كان هناك مخالفات أخرى في أول مشروع تشييد كبير لترامب، في 1979 عندما وظف مقاول لهدم Bonwit Teller لإفساح المجال لبناء "برج ترامب"، وظف 200 رجل ليسوا تابعين للاتحاد للعمل مع حوالي 15 عضو في إحدى اتحادات هادمي المنازل.
كان أغلب العمال غير المنضمين للاتحاد بولنديين مهاجرين بصورة غير قانونية، وعملوا بأجر يتراوح ما بين 4 و6 دولار في الساعة دون الحصول على أي منافع، ولم يستخدم بعضهم أي أدوات سوى المطارق الثقيلة، وعملوا 12 ساعة يوميًا أو أكثر من ذلك، وغالبًا لمدة 7 أيام في الاسبوع، ولم يرتدوا قبعات قوية، ونام أغلبهم في موقع البناء.
عادة ما يثير توظيف عاملين غير منضمين للاتحاد في موقع يسيطر عليه الاتحاد الاحتجاجات، ولكن هذا الأمر لم يحدث مع ترامب، حيث استمر العمل لأن أسرة "جينوفيس" سيطرت على الاتحاد.
وعندما رفع العمال البولنديون وأحد المنشقين عن الاتحاد دعوى قضائية للحصول على مستحقاتهم، أنكر ترامب معرفته بأن عملًا غير قانونيين شاركوا في هدم المبنى باستخدام المطارق الثقيلة ودون ارتداء القبعات القوية، ولكن أثبتت المحاكمة خلاف ذلك.
التهديد وسيلة للترخيص
وفي عام 1981 عندما كان يفكر ترامب في بناء كازينو في نيوجيرسي أعرب عن قلقه بشأن سمعته في اجتماع مع مكتب التحقيقات، وقال إنه يرغب في بناء كازينو في أتلانتيك سيتي ولكنه لا يرغب في تلويث اسم عائلته.
كان من المفترض أن يشمل جزء من عملية الترخيص على إجراء تدقيق عميق في خلفيته لمدة أكثر من سنة، ولكن تمكن ترامب من تقليل هذه المدة.
وحسب قوله في كتابه، هدد ترامب بعدم البناء في أتلانتيك سيتي إلا إذا قلل النائب العام مدة التدقيق إلى 6 أشهر، من جانبه خشي النائب العام أن يحصل ترامب على رخصة لإنشاء كازينو في مانهاتن مما قد يدمر صناعة القمار المربحة في أتلانتيك سيتي، لذلك وافق على شروط ترامب.
طُلب من ترامب إغلاق أي تحقيقات ربما تورط فيها في الماضي حتى وإن لم تصل إلى توجيه اتهامات له، ولكنه لم يُغلق تحقيق بشأن كيفية حصوله على حق تطوير "بن سنترال يارد" على الجانب الغربي من مانهاتن.
إن الفشل في إغلاق هذا التحقيق أو تحقيق كودي، ربما كان من شأنه أن يجعل ترامب غير مؤهل للحصول على الترخيص وفقًا للمعايير التي وضعتها سلطات القمار.
هناك أيضًا "جوزيف ويشسيلبام" وهو مختلس أدار خدمات الهيلوكوبتر الخاصة بترامب، ولكن وجهت اتهامات إلى جوزيف في ولاية أوهايو تتضمن الاتجار في الماريجوانا والكوكايين.
وفي أكتوبر 1985 وصل معلومات هذا الاتهام إلى مدير أحد كازينوهات ترامب ولكن ترامب استمر في توظيف جوزيف، وكان من شأن هذا الأمر أن يؤدي إلى خسارة ترامب لترخيص الكازينو لو اهتم مسئولي الولاية بهذه المسألة لأنه يجب على ملاك الكازينوهات إبعاد أنفسهم عن أي شبهات جرائم.
أوضح جونستون أن الحقائق الواردة في هذا التحقيق جاءت من سجلات المحاكم وإجراء الحوارات بالإضافة إلى وثائق أخرى يمتلكها هو وأتاحها له "باريت" أول صحفي يجري تحقيقات خطيرة عن ترامب، مشيرًا إلى أن ملفاتهما تربط ترامب بصفقات عديدة مع رجال عصابات آخرين.
وحتى بعد حصوله على رخصة الكازينو، استمر ترامب في علاقات تتطلب إجراء التحقيقات، فعلى سبيل المثال أجرى صفقة لامتلاك سيارات كاديلاك تتأنق داخليًا وخارجيًا بصورة فاخرة وتسويقها باسم Trump Golden Series وسيارات ليموزين Trump Executive Series.
أجريت التعديلات في Dillinger Coach Works المملوكة لاثنين من المجرمين المدانين وهما المبتز جاك شوارتز، واللص جون ستالوبي الذي كان على صلة وثيقة برجال العصابات.
aXA6IDE4LjIyNS45NS4yMjkg جزيرة ام اند امز