أول إحاطة لهانس غروندبرغ.. إدانة صريحة للحوثيين ودعوة للسلام
أكد المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ أن هجوم الحوثيين على مأرب تسبب في مقتل آلاف المدنيين,
وأضاف غروندبرغ، اليوم الجمعة، في إحاطته الأولى إلى مجلس الأمن كمبعوث خاص للأمم المتحدة إلى اليمن أنه بدأ العمل على ملف اليمن منذ عقد مضى، وخبرتي تؤكد أن الأزمة هناك معقدة.
وقال إنه منذ بداية 2020 بدأ التركيز على الوضع في مأرب ونزوح السكان واستهداف المدنيين، مشيرا إلى أن الصراع في اليمن عابر للحدود.
وأعرب غروندبرغ عن قلقه حيال استهداف المدنيين والمنشآت المدنية في السعودية، بالصواريخ والطائرات الحوثية المسيرة .
وتابع المبعوث الأممي في إحاطته أن الشعب اليمني عالق في حالة حرب لأجل غير مسمى وحان الوقت لأطراف النزاع للدخول في حوار سلمي دون شروط مسبقة.
وأكد أن الحل السياسي للأزمة اليمنية يجب أن يكون شاملا، مشددا على أن الجميع يتحمل مسؤولية مشتركة لإنهاء النزاع في اليمن.
وتابع: لقد كان موقف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي واضحاً، يجب أن يتوقّف الهجوم".
وأكد غروندبرغ أن آثار الهجمات الحوثية تتجاوز اليمن إلى محيطه الإقليمي والممرات المائية، مشيرا إلى أن "عملية السلام في اليمن توقفت لفترة طويلة، ويتعين على أطراف النزاع الدخول في حوار سلمي مع الأمم المتحدة ومع بعضها بعضا حول شروط التسوية، دون شروط مسبقة".
وأكد أن نهج الأمم المتحدة لإنهاء الصراع شامل ويسترشد بتطلعات الناس وقال المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن: "أعتزم تقييم الجهود السابقة، وتحديد ما نجح وما لم ينجح، والاستماع إلى أكبر عدد ممكن من الرجال والنساء اليمنيين".
واعترف غروندبرغ أن تيسير استئناف عملية انتقال سياسي سلمية وشاملة ومنظمة بقيادة يمنية تلبي المطالب والتطلعات المشروعة لشعب اليمن لن يكون سهلاً، وليس هناك مكاسب سريعة.
وقال: "لقد استمر النزاع المسلح الحالي بلا هوادة على مدى 6 سنوات. فقد قُتِل المدنيون، بمن فيهم الأطفال، وشردوا وأفقروا وقد قامت الجهات المسلحة باحتجاز الأشخاص واختطافهم وإخفائهم قسراً من دون عقاب كما ازداد العنف القائم على النوع الاجتماعي".
واستطرد أنه لا يمكن تجاهل أثر الصراع على المظالم والمطالب في المحافظات الجنوبية ولن يكون السلام في اليمن مستداماً على المدى البعيد إن لم يكن لأصوات الجنوب دور في صنع هذا السلام على نحو مسؤول.
ودعا غروندبرغ إلى وقّف القتال، ومن الضروري أن تعمل الجهات الخارجية الفاعلة على تعزيز عملية خفض التصعيد ودعم تسوية سياسية يقودها اليمنيون.
وقال: "إن اليمن السلمي والمستقر ضرورة أساسية لاستقرار المنطقة بالكامل".
وأشار الى أن الحرب الاقتصادية من جانب كافة الأطراف مدمّرة بالنسبة إلى اليمن وشعبها ولم يتغير موقف الأمم المتحدة الداعي إلى ضمان حرية الحركة للناس والسلع من وإلى البلد وفي داخله.
ودعا إلى ضرورة فتح الطرق أمام حركة الناس والسلع من وإلى تعز، ويجب فتح مطار صنعاء أمام الحركة التجارية وتخفيف القيود المفروضة على استيراد الوقود والسلع عبر ميناء الحديدة، والتنسيق بين الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وأطراف النزاع لمعالجة هذه القضايا.
ومنذ عام 2014، تسبب النزاع في مقتل آلاف الأشخاص في اليمن، وفقًا لمنظمات إنسانية مختلفة، وأكثر من ثلثي السكان البالغ عددهم 30 مليونا والذين يواجهون مخاطر متزايدة من الأوبئة والمجاعة، يعتمدون على المساعدات الدولية، وهي أسوأ أزمة إنسانية في العالم وفق الأمم المتحدة.
واختار مجلس الأمن الدولي السويدي هانس غروندبرغ مبعوثاً أممياً جديداً لدى اليمن خلفاً للبريطاني مارتن جريفيث.
ويعد هانس غروندبرج رابع مبعوث أممي إلى اليمن بعد المغربي جمال بنعمر، والموريتاني إسماعيل ولد الشيخ، والبريطاني مارتن جريفيث، الذي أنهى مهمته الشهر الماضي دون إنجاز أي تقدم على مسار السلام في اليمن.