الشرطة السودانية تحتوي أحداث وكالة الأنباء.. والحرية والتغيير تبدأ مؤتمرها
سيطرت الشرطة السودانية على الأوضاع في وكالة الأنباء "سونا"، وبدأت قوى الحرية والتغيير مؤتمرها الصحفي.
وفي وقت سابق، اقتحمت مجموعة من المعتصمين أمام القصر الرئاسي بالخرطوم، السبت، مقر وكالة السودان للأنباء لمنع مؤتمر صحفي أعلنته قوى الحرية والتغيير.
وقال مدير وكالة السودان للأنباء محمد عبدالحميد، إنه تم إلغاء المؤتمر الصحفي لتحالف الحرية والتغيير حفاظا على سلامة العاملين.
وأوضح عبدالحميد لممثلي وسائل الإعلام الذي حضر للمقر أنه سيتم إبلاغهم في وقت لاحق بالموعد الجديد للمؤتمر الصحفي لتحالف الحرية والتغيير.
وتابع عبدالحميد: "اقتحمت المجموعة بالقوة استقبال وكالة السودان للأنباء.. ولم يكن لنا حراسات كافية وقد اتصلنا بالشرطة".
من ناحية أخرى، أكد شهود عيان أن 3 سيارات محملة بالأشخاص حضرت إلى مقر وكالة (سونا)، وأعقبها وصول موكب قوامه نحو 150 شخصا قادما من ساحة الاعتصام بالقصر الرئاسي، وهو ما أكده بيان لقوى الحرية والتغيير.
وقال الشهود إن المحتجين أشعلوا اطارات السيارات أمام مقر وكالة سونا، ورددوا شعارات مناوئة لتحالف الحرية والتغيير مثل "قحاتة باعوا الدعم"، مناديين بإسقاطهم.
و"قحت" هو الإختصار لتحالف الحرية والتغيير الإئتلاف المدني الذي يتقاسم السلطة اللنتقالية مع العسكريين.
وأشار الشهود إلى أن تعزيزات من قوات الشرطة وصلت مقر وكالة السودان للأنباء لحسم ما يشبه الفوضى هناك.
وقالت اللجنة الإعلامية لتحالف الحرية والتغيير في بيان إن "مجموعات تتبع للفلول واعتصام القصر اقتحمت وكالة السودان للأنباء (سونا) لمنع قيام المؤتمر الصحفي للتحالف".
وأضافت أن "المؤتمر سيقام بعد الفراغ من بعض الترتيبات، فالحرية التي دفع شعبنا دمائه مهراً لها لن تنتزعها منه عصابات الظلام الانقلابية".
على صعيد متصل، قالت مجموعة اعتصام القصر التي تطلق على نفسها "الحرية والتغيير (منصة التأسيس) إن الذين إقتحموا وكالة "سونا": "ليسوا منا وهذا ليس سلوكنا فنحن ندعو لاحترام الرأي والرأي الآخر والمقارعة بالحجة وأن تكون المعالجة عبر الحوار".
وشدد التحالف الجديد في بيان صحفي، على أن "استخدام القوة والعنف وممارسة الكبت لا نؤمن به ولن ندعمه أبداً".
وقال البيان: "نؤكد أننا من دعاة الديمقراطية وفتح المنابر واحترام كل الآراء وضد الكبت وتحجيم ومنع الناس من التعبير السلمي".
وأصاف "سنظل مدافعين عن حرية الرأي، أوفياء لمطالبنا ومتابعة نيل حقوق الشعب السوداني بالتعبير السلمي واحترام الآخرين".
وأعرب تحالف اعتصام القصر عن إدانته بشدة كبت الآخرين ومضايقتهم، وتمنى أن لا تحدث مثل هذه الممارسات الدخيلة على المجتمع السوداني الذي يمتاز بالتسامح وقبول الآخر.
وقال البيان "نحن في اعتصام القصر ذكرنا مراراً وتكراراً أن إخوتنا في المجموعة الأخرى ليس بيننا وبينهم خلاف شخصي، وكل الذي بيننا هو اختلاف في الآراء".
واحتدم الخلاف بين المكون المدني والعسكري في مجلس السيادة السوداني مع اقتراب تسليم السلطة للمدنيين بحسب الوثيقة الدستورية.
في غضون ذلك، تسود حالة من الترقب في الشارع السوداني، انتظارا لخطواتٍ تزيل الاحتقان السياسي وتعيد الأمور إلى نصابها في مسار التحول المدني الديمقراطي.
وبعد يومين من مسيرات حاشدة شهدها السودان، بعضها داعم للحكم المدني، وقاد بعضها الآخر منشقون عن الائتلاف الحاكم متهمون بالسعي لتقويض الانتقال، لا يزال طرفا الصراع متمسكون بمواقفهم.
فيما لا تزال مجموعات ممثلة للتكتل المنشق عن الائتلاف الحاكم، والمنضوي تحت لواء "ميثاق التوافق الوطني"، في اعتصام أمام القصر الرئاسي في يومه السابع على التوالي، لكن تتناقص عدد المعتصمين بشكل لافت، السبت، رغم توسيع النطاق الجغرافي للاعتصام، وفق ما ذكره شهود عيان لـ"العين الإخبارية".
وينادي المعتصمون بحل الحكومة الانتقالية وتشكيل حكومة جديدة من كفاءات وطنية مستقلة، وحل لجنة تفكيك الإخوان، وتوسيع دائرة المشاركة في هياكل الحرية والتغيير؛ الطرف في الائتلاف الحاكم، وهو الموقف الذي يدعمه المكون العسكري.
فيما يواصل الجيش السوداني، إغلاق كافة الطرق المؤدية لمقر قيادته بالحواجز الخرسانية لليوم الثالث على التوالي؛ في خطوة غير مسبوقة.
aXA6IDMuMTQzLjUuMTYxIA== جزيرة ام اند امز