شتاء أوكرانيا الساخن.. دق طبول الحرب بين الغرب وروسيا
تتصاعد لهجة التهديد بصفة غير مسبوقة بين روسيا والدول الغربية، في مؤشر يوذن بدق طبول الحرب في ساحة الصراع بين الجانبين في أوكرانيا.
فقد حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، من أن موسكو سترد على التهديدات الغربية، تقنيا وعسكريا.
وعبر بوتين أيضا عن قلقه إزاء نشر منظومات صواريخ أمريكية بالقرب من الحدود الروسية، معتبرا في نفس الوقت أن "الغرب هو المسؤول عن التوترات العالمية".
وقال بوتين الذي كان يتحدث اليوم الثلاثاء أمام كوادر الجيش الروسي، إنه إذا لم يضع خصومه الغربيون حدا لسياستهم التي تعتبرها روسيا عدوانية على خلفية التوتر المتزايد حول أوكرانيا، فإن موسكو سترد "تقنيا وعسكريا".
وتابع: "في حال استمرار الموقف العدواني الواضح من جانب زملائنا الغربيين، سنتخذ تدابير عسكرية-تقنية انتقامية مناسبة".
وفي هذا الصدد قال وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، إن الولايات المتحدة نشرت نحو 8 آلاف جندي عسكري بالقرب من الحدود الروسية.
وأضاف شويجو قائلا: "شركات عسكرية خاصة أمريكية تعد لاستفزازات باستخدام عناصر كيميائية في شرق أوكرانيا".
وأمس الإثنين، طالبت الولايات المتحدة مواطنيها بعدم السفر إلى أوكرانيا بسبب تزايد التهديدات الروسية في تلك المنطقة.
وقالت الحكومة الأمريكية: "إنه يتعين على المواطنين الأمريكيين أن يكونوا على دراية بالتقارير التي تفيد بأن روسيا تخطط لشن عمل عسكري كبير ضد أوكرانيا".
تحذير أعقبه تأكيد "البنتاجون"، أن الولايات المتحدة ستواصل الطيران والإبحار في منطقة البحر الأسود طالما أن القوانين الدولية تسمح بذلك.
وفي الساعات الماضية تسارعت مؤشرات التوتر، حيث اتهم ضباط في الاستخبارات الأمريكية الرئيس الروسي بالعزم على شن هجمات إلكترونية على البنى التحتية في الأراضي الأوكرانية.
ولم يخف البنتاجون زيارة وفد عسكري أمريكي متخصص بأجهزة الدفاعات الصاروخية الجوية إلى كييف، وعودة خلال ساعات إلى واشنطن.
وعيد موسكو الجديد، وتحركات واشنطن التي تتناغم مع تصريحات عدة دول أوروبية، رشحت المنطقة لتصاعد الصراع، بعد أن اقتربت مؤخرا من صيغ للتفاهم لخفض التوتر.
لواء الدعم الأوروبي لتوجهات واشنطن قادته ألمانيا التي قالت وزيرة دفاعها كريستين لامبريخت إن حلف شمال الأطلسي سيبحث مقترحات روسيا الأمنية لكنه لن يسمح لموسكو بإملاء وضع الحلف العسكري.
وكانت موسكو طرحت قائمة مطالب من الغرب يوم الجمعة تتضمن سحب كتائب حلف شمال الأطلسي من بولندا ومن إستونيا ولاتفيا وليتوانيا التي كانت من قبل جزءا من الاتحاد السوفيتي.
كما تطالب روسيا بضمانات ملزمة بأن يتخلى الحلف عن نشاطه العسكري في شرق أوروبا وأوكرانيا وبمنح روسيا حق الاعتراض على انضمام أوكرانيا لعضوية الحلف وهو ما استبعده الغرب فعليا.
وقالت وزيرة الدفاع لامبريخت للصحفيين خلال زيارة القوات الألمانية في ليتوانيا الأحد الماضي: "نحن بحاجة لتسوية التوترات الحالية على المستوى الدبلوماسي لكن بتأسيس ردع له مصداقيته".
وكانت الدول الغربية هددت بفرض عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا إذا صعدت موسكو حشدها العسكري على حدود أوكرانيا.
وتقول موسكو إنها ترد على تهديدات لأمنها من علاقات كييف الوثيقة على نحو متزايد مع حلف الأطلسي.
وتعتبر موسكو توسيع نطاق الحلف الأطلسي وانضواء جمهوريات سوفياتية سابقة فيه خطا أحمر، وتصنّف الدول الغربية بمثابة منافسين استراتيجيين لها.
من جهة أخرى، تنفي موسكو التحضير لهجوم عسكري ضد أوكرانيا، وتصر على أنها تتعرض لتهديد من قبل الحلف الاطلسي، الذي يسلح كييف ويضاعف انتشاره الجوي والبحري في منطقة البحر الأسود.
والعلاقات بين كييف وموسكو متدهورة منذ ضم روسيا في العام 2014 شبه جزيرة القرم الأوكرانية.
وهي خطوة أعقبتها حرب في الشرق الأوكراني بين جيش أوكرانيا وانفصاليين موالين لروسيا يعتقد أن الكرملين يدعمهم عسكريا، وهو ما تنفيه السلطات الروسية.
aXA6IDE4LjIxNi4xNDUuMzcg
جزيرة ام اند امز