كيف كان سيصبح شكل العالم؟.. أمريكا منعت محاولة يهودية لاغتيال هتلر
ضجة في الولايات المتحدة بعد كشْف أحد المؤرخين إحباط السلطات الأمريكية محاولة لاغتيال هتلر عام 1932.
كشف كبير يثير ضجة في الولايات المتحدة الأمريكية، هل أحبطت السلطات الأمريكية محاولة لاغتيال الزعيم النازي أدولف هتلر في بداية توليه السلطة في ألمانيا مع بدايات الثلاثينيات من القرن الماضي؟
وفقا للمؤرخ الأمريكي "روبرت روكاواي"، فقد كان هناك محاولة يهودية في الولايات المتحدة لاغتيال المستشار الألماني أدولف هتلر الذي عاش في الفترة (1889 - 30 أبريل 1945)، ولكن الاستخبارات الأمريكية أحبطت تلك المحاولة، خوفا من حدوث أزمة دبلوماسية بين الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا.
تخيلوا لو أنه قد تم اغتيال هتلر انطلاقا في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1933 إبان وصوله لقمه السلطة، وكم من الأرواح كان يمكن إنقاذها من مجزرة الحرب العالمية الثانية؟ قد تكون تلك فكرة جيدة لبداية سيناريو سينمائي، ولكن هذا ما تم التخطيط له فعليا في الواقع وفقا للمؤرخ الأمريكي "روبرت روكاواي".
اكتشف المؤرخ الأمريكي بالصدفة تلك الوقائع أثناء قيامه بالبحث في تاريخ أوساط الجريمة المنظمة اليهودية في العشرينيات والثلاثينيات، حيث اكتشف أن عصابات الجريمة اليهودية كانت تحضّر لاغتيال هتلر في عام 1933، وقد نشر بحثه هذا على موقع "تابلت" اليهودي الأمريكي.
وقد وصل المؤرخ الأمريكي لأول الخيط لمحاولة الاغتيال تلك عن طريق أحد زعماء المافيا اليهودية في الولايات الأمريكية، عندما كان يجري بحثا عن أوساط الجريمة اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية في القرن الماضي.
زعيم العصابات اليهودية الذي وضع المؤرخ الأمريكي على بداية القصة يدعى "دوتش"، قابله المؤرخ "روبرت روكاواي" في تل أبيب 1988، بعد أن هاجر إلى إسرائيل ليقضي آخر أيام حياته.
هذا العجوز البالغ من العمر ثمانين عاما حينئذ، كان يروي للمؤرخ قصة حياته مع الجريمة منذ أن ترك المدرسة من سن 13 عاما ليدخل عالم الجريمة المنظمة عبر تهريب الخمور، ليروي كيف تم توقيفه من قبل البوليس أكثر 40 مرة لجرائم عدة، منها القتل والسرقة وغيرها من التهم، ولكنه لم يتم إدانته أبدا، ليصبح عضوا في إحدى عصابات الجريمة المنظمة اليهودية بداية من عام 1930.
ولكن أثناء سرده لقصة حياته في عالم الجريمة، خرجت منه معلومة بالمصادفة كانت هي بداية الخيط، حيث روى أنه في عام 1933 جاءه يهودي من الأثرياء، ولا علاقة له من قريب أو من بعيد بأوساط الجريمة، طالبا منه بلغة "الياديش" (لغة يهودية ليهود شرق أوربا)، أن يقوم هو أو أحد من رجاله بقتل الزعيم الألماني أدولف هتلر.
يقول "دوتش" بحسب المؤرخ الأمريكي: كان هتلر في ذلك الوقت زعيم الحزب النازي الألماني وتولي منصب مستشار ألمانيا الأول منذ عدة أشهر، وكانت المظاهرات المناهضة لسياساته العنصرية ضد اليهود تجتاح الولايات الأمريكية أمام المتاجر التي يملكها ألمان وأمام قنصليات ألمانيا.
وأضاف أن السيد أكد له بأن هناك من سيقوم بمساعدته من داخل ألمانيا.
وتابع "دوتش" أن السيد عرض عليه مبلغ 2500 دولار نظير تنفيذ الاتفاق بقتل هتلر، لكن تم التخلي عن الفكرة بعد نشاط محققي الشرطة في البحث حول إمكانية وجود من يخططون لقتل هتلر انطلاقا من الأراضي الأمريكية.
الملف رقم (65-53615)
داعبت تلك القصة فضول المؤرخ لدي "روبرت روكاواي"، فقام بالبحث الدؤوب في ملفات "إف بي أي"، أكبر منظمة للأمن الجنائي في الولايات المتحدة، بحثا عن أي أثر، حتى عثر على ملف يحمل رقم (65-53615).
عثر "روكاواي" داخل الملف على العديد من الوثائق، أقدمها كان خطاب تهديد موجه لسفير ألمانيا بالولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت، يحمل إمضاء شخص يدعى "دانيل شتيرن"، يحوي نيته باغتيال الزعيم النازي، ويقول فيه: "لقد طلبت من الرئيس روزفلت (رئيس الولايات المتحدة الأمريكية حينئذ) تقديم احتجاج ضد حكومتكم لما تقترفه من أعمال معادية ضد اليهود، فإذا لم يفعل، فإني أؤكد لكم أني سآتي إلى ألمانيا لقتل هتلر".
كما تم العثور على خطابين آخرين داخل الملف مرسلين لأحد أقسام الجريمة في وزارة العدل، والتي تحولت اختصاصاتها فيما بعد لـ"إف بي أي" عند إنشائها، يفيد بأن هناك أخبارا عن محاولة أوساط الجريمة من اليهود لاغتيال هتلر، ويؤكد الخطاب الثاني أن هناك معلومات على أن المافيا اليهودية قد حددت أحد الشباب للقيام بتلك العملية، وأن التنفيذ سيكون إما بالسم أو إطلاق الرصاص.
وتوضح مستندات الملف أن محاولة الاغتيال قد تم إحباطها، وأن كل المحاولات التي تم بذلها للعثور على المدعو "دانيل ستيرن" الذي قام بتهديد السفير الألماني بالولايات المتحدة الأمريكية، قد باءت بالفشل من بعد إطلاق البحث في ولايات: شيكاغو، وديترويت، وفونيكس، ونيويورك.
وتوقف التحقيق في سبتمبر/أيلول 1933، بعد التأكد من عدم وجود خطر جاد على حياة الزعيم الألماني، وتم تجنيب الولايات المتحدة أزمة دبلوماسية.
ومن المؤكد أن هذا التحقيق الجاد هو ما دفع المافيا اليهودية للتخلي عن خطة اغتيال الزعيم النازي أدولف هتلر.
وهنا يطلق للخيال العنان في تصور ماذا كان سيحدث لو نجحت المافيا اليهودية فعلا في قتل هتلر؟ هل كان يمكن لنا تفادي كارثة الحرب العالمية الثانية ومجازرها؟ أم أن الظروف السياسية والاقتصادية السائدة في ذلك الوقت كان ستخلق هتلر آخر ليحرق العالم.
aXA6IDE4LjIyMy4yMTAuMjQ5IA==
جزيرة ام اند امز