ناقوس خطر.. 41 جريمة قتل واغتصاب ارتكبها أحداث بالأردن خلال 2015
خبراء: تفكك أسري وتأثير سلبي لصورة البطل الأمريكي
لم يعد القتل والاغتصاب مرهوناً بأعمار محددة، بل بات مفتوحاً أمام من يخطط لجريمة بدون استثناء ومن يريد تحقيق أهدافه؟
لم يعد القتل والاغتصاب مرهوناً بأعمار محددة، بل بات مفتوحاً أمام من يخطط لجريمة بدون استثناء ومن يريد تحقيق أهدافه؟
وقد بين تقرير المعلومات الجنائية لعام 2015 في الأردن أن هنالك 31 جريمة قتل و10 جرائم اغتصاب ارتكبها الأحداث.
وبحسب وجهة نظر المختصين فإن جرائم الأحداث آخذة بالتزايد وبشكل ملحوظ، مما يتطلب وقفة مجتمعية وحلا لهذه جذريا حتى لا تتفاقم الأمور.
اتجاه الأحداث للجرائم، بحسب خبراء ومختصين تحدثوا لبوابة "العين" الإخبارية، هو ناتج عن مجموعة من العوامل التي تحيط الأردن ولا يمكن إنكارها كالفقر والبطالة ونسب الطلاق المرتفعة.
"التقرير السنوي"
الناطق الإعلامي في مديرية الأمن العام، عامر السرطاوي يؤكد أن التقرير الإحصائي السنوي لعام 2015 والصادر عن إدارة المعلومات الجنائية في الأردن بين أن الأحداث ارتكبوا خلال عام 2015 ما مجموعه 2646 جريمة منها 1138 جريمة جنائية، و1508 جنحة، بزيادة نسبتها 2.7% عن العام السابق حيث كان مجموع الجرائم الجنائية والجنحوية لعام 2014 حوالي 2576 جريمة.
وبحسب التقرير بلغ عدد الأحداث الموقوفين في دور تربية الأحداث 2058 حدثاً، وعدد الأحداث المحكومين في دور تربية وتأهيل الأحداث 212 حدثاً.
وتجدر الإشارة إلى صدور قانون الأحداث رقم 32 لعام 2014 والمنشور بعدد الجريدة الرسمية رقم 5310 بتاريخ 2/11/2014، حيث عرفت المادة الثانية منه الحدث بأنه كل شخص لم يتم الثامنة عشر من عمره.
"البطل الأمريكي"
تقول المعلمة سماح العبادي، وهي معلمة لغة عربية في مدرسة مختلطة للصفوف العليا، إن الطلبة يهددون بعضهم البعض في حال وقوع أي مشكلة، وأن سلوكهم وأخلاقياتهم العامة قد تدهورت بشكل اختلف عن الطلبة قبل عشر سنوات، فلم يعد يخيفهم لا الأسرة ولا حتى فصْلهم من المدرسة.
وتضيف العبادي: "لا أستغرب من ارتكاب الأحداث لهذا العدد من الجرائم. فالطلبة المتعلمون يهددون بعضهم البعض، ويقوم المعلمون بفك الخلافات بينهم، فما بالنا في الفئة العمرية المماثلة الذين تسربوا من المدارس ولا يتعلمون وهم نتاج أسر مفككة".
الإعلام لعب دورا كبيرا في تغيير سلوك الأبناء وخاصة من هم في سن المراهقة، بحسب العبادي.
وتوضح أن الذين يظنون أنهم أبطال ويريدون إثبات أنفسهم، فصورة البطل "الأمريكي" الذي يقتل ويضرب وفي نهاية الفلم يحقق النجاح بدون شك أثرت فيهم.
وتستطرد العبادي أن رؤية الأطفال للأخبار في كل يوم ومتابعتهم لصور الضحايا والقتل ستترك أثراً عليهم بالمدى الطويل، مشيرة أنه "لو لاحظنا سلوك الطلبة في الجامعات والكمّ الهائل من قضايا العنف، لتأكدنا أن المجتمع كله تغير وهذا الأمر مخيف".
"حل مجتمعي"
الدكتورة حنان هلسة المختصة بالشأن النفسي، ومديرة مركز ارنون للدراسات والاستشارات النفسية، تؤكد أن هذه الإحصائيات تستدعي الوقوف عليها وإيجاد حل مجتمعي وليس فقط حلا أسريا.
وترى هلسة أن ارتكاب الأحداث لمثل هذه الجرائم ما هو إلا نتيجة لعدة أسباب من أهمها: الفقر الذي يتفشّى في المجتمع الأردني، فالبطالة أصبحت نسبها عالية والحصول على وظيفة كالحلم.
هذا الفقر والبطالة، بحسب هلسة، يؤديان الى مشاكل أسرية وتفكك على المدى البعيد، ويصبح الأبناء في عالم مختلف عن عالم الأهل ويعرفون أنه لا يوجد رقيب عليهم ومن هنا تحدث هذه الجرائم البشعة.
وتضيف هلسة: من العوامل التي تؤدي إلى قيام هذه الجرائم الإعلام وتجسيده لصورة البطل الذي يقوم بالقتل، فيتأثر الأحداث وخاصة أنهم يمرون في مراحل مراهقة ولديهم حب التجريب والتقليد.
"جماعة الرفاق"
الدكتور عبدالله عويدات، أستاذ علم الاجتماع التربوي من جامعة عمان العربية، وجد أن الدراسات دوما تبين أن الأحداث الذين يرتكبون مثل هذه الجرائم هم في أغلب الحالات قادمون من منازل العلاقة بين الأب والأم هي علاقة مهشمة ويكون الأبناء ضحايا للطلاق ويعانون من اختلالات نفسية وعدم استقرار.
وبالنظر إلى الفئة العمرية التي تعرف الأحداث نعرف أن هذه الفئة الاكثر تؤثرا بمجموعة الرفاق، وفي حالة هؤلاء الأبناء يصبح لديهم ميول واضح لجماعة رفاق تستقطبهم لكل ما هو محرم وممنوع، من المخدرات والجرائم الجنسية وغيره.
يردف عويدات لـ"العين" قائلا: ونتيجة عدم استقرار الأسرة يذهب الأبناء إلى دور الرعاية أو أي اسرة تقدم لهم الرعاية، وبدون شك لن تكون مثل الأسرة الحقيقية. لذلك نجدهم يتجهون للعمل بالأعمال الحرفية التي من خلالها ينسون التعليم ويحصلون على أجور قليلة تدفعهم للتفكير كيف سيجدون أنفسهم أغنياء بشكل سريع! وسيكون أسرع طريق هو تجاوز القانون من خلال السرقة والقتل وغيره.
"جرائم الاغتصاب"
ولم تقتصر الجرائم على القتل بل أيضاً أظهر تقرير إدارة المعلومات الجنائية أكثر الجرائم الجنسية ارتفاعاً والتي ارتكبها أحداث هي جرائم الاغتصاب والتي بلغت 10 جرائم عام 2015 مقارنة بـ 7 جرائم عام 2014 وبزيادة نسبتها 42.8%، فيما شهدت جرائم هتك العرض انخفاضاً بنسبة 30.6% والتي بلغت 145 جريمة عام 2015 مقارنة بـ 209 جرائم عام 2014، وانخفضت أيضاً جرائم الزنا بنسبة 50% والتي بلغت 3 جرائم عام 2015 مقارنة بـ 6 جرائم عام 2014، كما انخفضت جرائم البغاء بنسبة 50% حيث ارتكبت جريمة واحدة خلال عام 2015 مقارنة بجريمتين خلال عام 2014
ومن جهة ثانية فقد أظهر التقرير انخفاض جرائم الانتحار بين الأحداث بنسبة 20% حيث ارتكبت 8 جرائم خلال عام 2015 مقابل 10 جرائم خلال عام 2014.