السنيورة لـ"العين الإخبارية": الانتخابات أظهرت رفضا لبنانيا وإسلاميا لـ"حزب الله"
أكد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، أن الانتخابات البرلمانية أظهرت رفضا لبنانيا وإسلاميا لحزب الله.
وفي حديث خاص لـ"العين الإخبارية" عبر الهاتف من بيروت، اعتبر السنيورة أن نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية هي "بداية النضال وليست نهايته" من أجل استعادة لبنان لحريته ولسيادته ولقراره الحر.
وأشار إلى أن الانتخابات أظهرت وبوضوح رفض الشارع اللبناني والإسلامي لحزب الله، وكذلك الرفض لمحاولات الهيمنة والسيطرة التي كان ولا يزال يمارسها على الدولة واللبنانيين لإبعاد هذا البلد عن محيطه العربي.
وقال: "الانتخابات النيابية تشكّل بداية لعودة لبنان إلى حضنه العربي الذي سيضعه على المسار الصحيح وطنياً وسياسياً واقتصادياً، وبعيداً عن أي وصاية إيرانية أو غيرها".
وتابع: "يتوجب على الحكومة اللبنانية أن تدرك أهمية دعم هذه العودة اللبنانية إلى الحضن العربي وتأثيراتها الإيجابية على لبنان واللبنانيين وعلى الاقتصاد الوطني وكذلك على الأوضاع المعيشية لجميع اللبنانيين، وبما يعزّز الاستقرار الوطني والسياسي".
وسجلت نتائج الانتخابات اللبنانية ضربة قاسمة لـ"حزب الله" وحلفائه بعد تقلص عدد نوابهم إلى 60 بعد أن كانوا في عام 2018 حوالي 72 نائبا.
وشدد السنيورة على الملامح الأساسية التي أفرزتها نتائج الانتخابات الأولية، وبينها: سقوط رموز من النواب السابقين، وظهور قوة جديدة لا تعترف وبشكل قوي سوى بسيادة لبنان واستقلاله وحريته.
النتائج النهائية عكست- في رأي رئيس الوزراء اللبناني الأسبق- رفض الشارع لحزب الله، ومحاولاته للسيطرة التي كان يمارسها على اللبنانيين والدولة.
علاوة على ذلك، فإنّه لم تعد لدى حزب الله ذات القبضة الحديدية على المجلس النيابي والشعب اللبناني، وهو ما يمكن تبينه من خلال زيادة التجرؤ عليه في الشارع ووسائل الإعلام، وفقا لـ"السنيورة".
وتعليقاً على تراجع حزب الله وحلفائه، قال السياسي اللبناني إن: "النتائج الأولية للانتخابات خيبت آمال حزب الله الذي كان يحاول تعزيز قبضته على حلفاء الثنائي أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر، والتي كانوا يمارسونها على باقي أعضاء البرلمان".
وأعاد التذكير بما ردده حزب الله على مدار الأسابيع السابقة للانتخابات بأنه يريد أكثرية ميثاقية، وبحيث يكون لديه كثير من الحلفاء من طوائف ومجموعات أخرى في لبنان، وهو ما لم يحصل.
وبيّن أنه من الأمور اللافتة في الانتخابات الحالية هو الانخفاض النسبي في أعداد الناخبين الشيعة، وهو من الأمور التي أثارت لدى "حزب الله" تساؤلات ومخاوف كبيرة عمّا يمكن أن تختزنه من دلائل وإشارات.
وأشار السنيورة الذي أعلن دعمه للائحة "بيروت تواجه" وعدد من اللوائح الأخرى في شمال وجنوب ووسط لبنان وفي البقاع، إلى أن نتائج الانتخابات جيدة بوجه عام على صعيد الإقبال العام، الذي شهدته وتميّزت به دائرة بيروت الثانيةز
وبحسب رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فإن التقديرات كانت تشير في دائرة بيروت الثانية إلى أنها ستشهد إقبالاً ضعيفاً، فكانت تلك النتائج مخيّبة لظنون المشككين بعد أن جاءت أفضل مما كانت عليه في عام 2018.
وحول الأجندة المطلوبة من مجلس النواب المقبل بعد الانتخابات، قال فؤاد السنيورة إن: "هناك أمورا أساسية وتحديات يتوجب على المجلس أن يواجهها، وأبرزها في اختيار رئيس البرلمان ونائب له، وكذلك اختيار رئيس الحكومة القادم الذي عليه أن يؤلف الوزارة الجديدة، واختيار رئيس جديد للجمهورية".
كما يتحمل البرلمان الجديد مسؤولية الإعداد للانتخابات البلدية المقبلة، وكذلك العمل على استعادة الدولة اللبنانية التي أصبحت مخطوفة داخليا، علاوة على استعادة الثقة بالمستقبل لدى اللبنانيين، وثقة الأشقاء والأصدقاء، واستعادة الاعتبار للدور الوطني الجامع للدولة.
ومن بين التحديات، العمل أيضاً على استعادة التوازن الداخلي الذي اختلّ في لبنان والتوازن الوطني بالسياسة الخارجية لبيروت في علاقتها مع العواصم الشقيقة والصديقة، والعودة لاحترام الشرعيتين العربية والدولية، واستعادة الاحترام للسلطة القضائية وللدستور.
كما أكد أنّ الانتخابات النيابية هي خطوة جيدة نأمل أن تحمل معها الخير، قائلاً: "على رغم العراقيل والمشكلات التي تسبب بها البعض لكن المحصلة العامة جاءت نسبياً جيدة".
وأضاف: "يجب أن يعود جميع اللبنانيين ليكونوا متساوين دون السماح بأن تفرض عليهم الأحزاب أوامرها وسلطتها وتتحكم بهم وبقرارات لبنان السيادية".
واختتم حديثه بالتأكيد على ضرورة العمل على إنهاء كل البدع الدستورية التي أدخلتها بعض الممارسات المخالفة للدستور اللبناني، والتي عمل الحزب والأحزاب الموالية له على الوضعين الوطني والسياسي في البلاد.
aXA6IDMuMTQ1LjM0LjIzNyA= جزيرة ام اند امز