"حزب الله" بلا أغلبية برلمانية.. هل يخرج لبنان من مدار إيران؟
سقطت أغلبية "حزب الله" بالبرلمان اللبناني تحت دوي غضب شعبي ترجمه التصويت والعزوف باقتراع يرسم خارطة مغايرة لتركيبة المؤسسة التشريعية.
اقتراع شهده لبنان، أول من أمس الأحد، يمهد لمشهد سياسي يقطع مع آخر تقليدي، بتقلص أحجام كتل وتوسع أخرى وحدوث اختراقات من قبل قوى التغيير الطامحة لقطيعة مع السائد.
خسر "حزب الله" وحلفاؤه الأكثرية في البرلمان اللبناني الجديد، وفق ما أظهرت النتائج النهائية للانتخابات، التي أعلن وزير الداخلية بسام المولوي، الدفعة الأخيرة منها، اليوم الثلاثاء، ما يجدد الآمال بخروج لبنان المضطرب من براثن الوصاية الإيرانية عبر "حزب الله".
خسارة مدوية لمليشيات كانت تفرض هيمنتها على القرار اللبناني وتجبره على الخضوع لطهران، قد تمنح اللبنانيين بعض الأمل بغد أفضل في ظل أزمة اقتصادية غير مسبوقة وتردي الأوضاع.
وفازت الجماعة الإرهابية والفصائل التي تؤيد حيازتها للسلاح بنحو 62 مقعدا من أصل 128 في البرلمان، مقارنة مع الأغلبية التي حققتها في 2018 عندما حصلت على 71 مقعدا.
فيما حصد سياسيون إصلاحيون جدد 12 مقعدا، وهو ما يمثل تطورا كبيرا مفاجئا في نظام لطالما هيمنت عليه نفس الأطراف.
وحقق معارضو حزب الله، بما في ذلك حزب القوات اللبنانية (مسيحي)، مكاسب، الذي أعلن تجاوز التيار الوطني الحر المتحالف مع حزب الله كأكبر حزب مسيحي منفرد في لبنان.
ومن بين النتائج المدوية العديدة خسارة السياسي الدرزي المتحالف مع حزب الله، طلال أرسلان، سليل إحدى أقدم العائلات السياسية في البلاد، مقعده لصالح الوافد الجديد مارك ضو.
وأظهرت النتائج النهائية أن من بين حلفاء حزب الله البارزين الآخرين الذين خسروا مقاعد، السياسي السني فيصل كرامي، وهو أيضا سليل عائلة سياسية لبنانية.
وجوه جديدة
سابقا، كان حزب الله يحتفظ بأغلبية في البرلمان المنتهية ولايته، وبحسب نتائج انتخابات الأحد، فازت لوائح المعارضة المنبثقة عن التظاهرات الاحتجاجية ضد السلطة السياسية بـ13 مقعداً على الأقل.
واللافت أن 12 من الفائزين من الوجوه الجديدة التي لم يسبق لها أن تولت مناصب سياسية، في بلد يقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية، ما يعني أن دخولهم سيمنحهم تأشيرة تشكيل كتلة موحدة مع مستقلين عن الأحزاب التقليدية.
وإجمالا، يطغى على التركيبة الجديدة للكتل تنافس يشي بأنه لن يكون لأي منها أكثرية مطلقة.
ودخل إلى مجلس النواب الجديد 8 سيدات، هن: عناية عز الدين "حركة أمل"، ندى البستاني "التيار الوطني الحر"، نجاة خطار عون، حليمة القعقور وبولا يعقوبيان وسينتيا زرازير "مجتمع مدني"، وستريدا جعجع وغادة أيوب "القوات اللبنانية".
وفي خطوة لها رمزيتها، فاز في البرلمان الجديد فراس حمدان أمام مرشح رئيس مجلس النواب، نبيه بري، المصرفي مروان خير الدين، في الجنوب.
وكان حمدان أصيب إصابة خطيرة في قلبه من قبل شرطة مجلس النواب أثناء التحركات الشعبية، التي شهدها لبنان، فيما سيعود إليهم اليوم نائباً.
زعامات تغادر
المجلس النيابي اللبناني شهد أيضا خروج شخصيات معروفة وعريقة بالعمل السياسي وزعامات عائلية تاريخية كانت متجذرة في الحياة السياسية، بفعل هذه الانتخابات أو بفعل العزوف عنها.
وعلاوة على فقدان طلال أرسلان، وهو من الزعامات الدرزية التاريخية، مقعده، خسر فيصل عمر كرامي، نجل رئيس الحكومة الراحل عمر كرامي، أيضا مقعده، وهو سليل عائلة سياسية تاريخية عريقة، بالإضافة لنائب رئيس البرلمان إيلي الفرزلي، ورئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، أسعد حردان، الذي لم يفارق الحياة البرلمانية منذ 1992.
وخسر بالعزوف، سعد الحريري وتمام سلام ونجيب ميقاتي، بالإضافة إلى الوجه الثابت من عام 2005 النائبة بهية الحريري.