الإسترليني لأعلى مستوى في أسبوعين.. السر في سوق العمل
قفز الجنيه الإسترليني لأعلى مستوى منذ 5 مايو/ أيار اليوم الثلاثاء بدعم من بيانات قوية بشأن سوق العمل في المملكة المتحدة عززت التوقعات بأن بنك إنجلترا المركزي سيحتاج إلى مواصلة زيادة أسعار الفائدة لمحاربة تضخم مرتفع.
وهبط معدل البطالة في بريطانيا إلى أقل مستوى منذ عام 1974 في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام في حين قفز مجمل الأجور 7.0% على أساس سنوي، وهو ما يتجاوز بكثير متوسط توقعات خبراء اقتصاديين والذي كان يشير إلى زيادة قدرها 5.4%.
واستفاد الإسترليني أيضا من تراجع الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية.
ويراقب بنك إنجلترا عن كثب سوق العمل بينما يخشى أن نموا أعلى من المعتاد في الرواتب قد يجعل القفزة الحالية التي تقودها الطاقة في التضخم تصبح مترسخة.
وتتوقع أسواق المال حاليا زيادة أخرى قدرها 25 نقطة أساس في أسعار الفائدة في اجتماع بنك انجلترا في يونيو/حزيران، وزيادات اجمالية قدرها 122 نقطة أساس بحلول نهاية العام.
وبحلول الساعة 1540 بتوقيت جرينتش، كان الإسترليني مرتفعا 1.33% عند 1.2480 دولار، بعد أن سجل في وقت سابق 1.2498 دولار وهو أعلى مستوى له منذ الإعلان السابق للسياسة النقدية من بنك انجلترا في الخامس من مايو/أيار.
وأمام العملة الأوروبية، صعد الإسترليني 0.32% إلى 84.41 بنس لليورو.
البطالة
انخفض معدل البطالة في المملكة المتحدة عند أدنى مستوى له في 48 عامًا في فترة الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، وأدى التضخم المرتفع إلى أكبر تراجع سنوي في الدخل الحقيقي لمعظم العمال منذ 2013.
وسجل معدل البطالة في بريطانيا 3.7% متراجعًا من 3.8%، فيما جاء عدد العاطلين عن العمل أقل من الوظائف الشاغرة المعلنة لأول مرة على الإطلاق، بحسب استطلاع لـ"رويترز".
وقال مدير اتحاد الصناعة البريطاني للأفراد والمهارات، ماثيو بيرسيفال: "على الرغم من التباطؤ في النمو في شهر مارس/ آذار 2022، فإن سوق العمل في المملكة المتحدة ما زالت قوية مع وجود عدد قياسي من الوظائف الشاغرة".
وفيما يخص الأجور، فقد ارتفع إجمالي الأجور في الربع الأول 2022، بنسبة 7.0% مقارنة بالعام الماضي، ليفوق متوسط توقعات الاقتصاديين بنحو 5.4%، وارتفعت الأجور العادية باستثناء العلاوات فقط متجاوزة التوقعات بزيادة 4.2%، وفقا لـ"فوربس".
ويتوقع بنك إنجلترا ارتفاع معدل البطالة، مع ارتفاع أسعار الطاقة الذي يؤدي إلى ضعف طلب المستهلكين، وبالتالي يؤدي إلى انخفاض حاد في الإنتاج بحلول نهاية العام.
معدل التضخم
سجل التضخم في بريطانيا 7.0% في مارس/أذار 2022، من 6.2% في فبراير/شباط، مع توقعات أن تسجل الأرقام الرسمية المنتظر الإعلان عنها الأربعاء 9.1% في أبريل/نيسان.
وقال مدير مكتب الإحصاء الاقتصادي في الديوان، دارين مورجان: "إن المكافآت القوية في بعض القطاعات مثل البناء وخاصة التمويل، تعني أن إجمالي الأجور يستمر في النمو بوتيرة أسرع من الأسعار في المتوسط، لكن الأرباح العادية الأساسية تنخفض الآن بشكل حاد بالقيمة الحقيقية".
وتشهد تكاليف المعيشة ارتفاعًا عالميًا، بعد أن كانت قد بدأت في التعافي من جائحة كورونا، إلا أن الأزمة الروسية الأوكرانية جاءت لتخيم على الأوضاع بأثقال جديدة.
وانكمش الاقتصاد البريطاني بشكل غير متوقع في مارس/أذار 2022، مع مخاطر الركود التي تلوح في الأفق ليزيد من الضغوط على الحكومة لتقديم المزيد من الدعم للأسر المتضررة من التضخم.
الناتج المحلي
وكشف مكتب الإحصاءات الوطنية عن تراجع الناتج المحلي الإجمالي 0.1% عن شهر فبراير/شباط، متأثرًا بهبوط مبيعات السيارات بسبب أزمة سلاسل التوريد.من ناحية أخر.
أسهم أوروبا
أغلقت سوق الأسهم الأوروبية مرتفعة اليوم بفعل آمال بشأن النمو في الصين بينما تتطلع السلطات لتخفيف قيود كوفيد-19 في حين رحب المستثمرون أيضا بتوقعات إيجابية لأرباح الشركات.
وأنهى المؤشر ستوكس 600 الأوروبي جلسة التداول مرتفعا 1.2%، وقادت أسهم قطاع التعدين المكاسب بقفزة بلغت 3.2%. وجاءت أسهم البنوك والشركات الصناعية أيضا بين القطاعات التي قدمت أكبر الدعم للمؤشر القياسي.
وتعززت الشهية للمخاطرة بعد أن حققت شنغهاي هدفا طال انتظاره لثلاثة أيام متتالية بدون إصابات جديدة بكوفيد-19 وهو ما قد يؤدي إلى بداية رفع القيود.
وكانت المخاوف حيال النمو في الصين وبيئة لأسعار فائدة مرتفعة قد ضغطتا على الزخم الاقتصادي في حين أن ألقت تداعيات الحرب بين روسيا وأكرانيا بظلالها على الأسواق هذا العام ودفعت ستوكس 600 لتسجيل أدنى مستوياته في حوالي عام في مارس آذار.
وشهدت الأسواق مؤخرا تقلبات ضخمة. وسجل المؤشر القياسي الأوروبي أدنى مستوياته في شهرين الأسبوع الماضي، لكنه صعد منذ ذلك الحين حوالي خمسة بالمئة من ذلك المستوى. وما زال المؤشر منخفضا حوالي 10% عن مستواه في بداية العام.
وأظهرت بيانات من الولايات المتحدة نشرت اليوم زيادة قوية في مبيعات التجزئة في أبريل/نيسان، لتزيد من انحسار بواعث القلق بشأن النمو العالمي.
aXA6IDMuMTM1LjIwMC4xMjEg جزيرة ام اند امز