تفاصيل جديدة تميط اللثام عن خطر "الجهاز السري" لإخوان تونس

معطيات خطيرة تخرج من ملف الجهاز السري لإخوان تونس، تكشف عن إرث الخراب الذي خلفته الجماعة الإرهابية في تونس خلال العشرية السوداء

فمن الاستيلاء على الدولة واختطافها، مرورا بالتواصل مع تنظيمات إرهابية. وصولا وليس آخرا إلى الاغتيالات، تعددت جرائم الجهاز السري للنهضة، في مؤتمر صحفي نظمته هيئة الدفاع عن القياديين اليساري شكري بلعيد والقومي محمد البراهمي الذين اغتيلا عام 2013.

واعتبر الناصر العويني عضو الهيئة، أن منع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي و16 آخرين من السفر (قرار صدر الأسبوع الماضي)، هو إقرار بالتهمة الموجهة للغنوشي وهي" المس بأمن الدولة".

وقال خلال المؤتمر إن "الغنوشي وجماعته قاموا باختراق كل أجهزة الدولة وخاصة المنظومة القضائية وتوظيفها، إلى جانب تكوينه ما يسمى الجهاز السري للإخوان".

وأضاف "اكتشفنا ما يسمى الجهاز السري في أغسطس (آب) 2015، قبل أن يصدر الحكم على المتورط في الاغتيال الإخواني مصطفى خذر".

اختطاف الدولة

وتابع العويني: "اكتشفنا حجم الاختراق من قبل هذا الجهاز، والاستيلاء على الدولة واختطافها وتحويل وجهتها من داخل أجهزة الدولة".

مستطردا في هذا السياق: "في أكتوبر (تشرين الأول) 2018، اكتشفنا محتوى هذا الملف من جوسسة ودورات تدريبية في التنصت والمتفجرات، ودراسات حول إعداد السموم القاتلة وكيفية استعمالها، واتصالات بدول أجنبية وتنظيمات إرهابية مثل جبهة النصرة، واتصالات مباشرة لعبت دور الوساطة بإشراف من راشد الغنوشي".

ولفت العويني إلى أنه تم وضع هذا الملف في وزارة الداخلية في غرفة سميت بـ"الغرفة السوداء ".

لكنه استدرك بالقول : من أكتوبر 2018 ونحن في صراع ميداني وإجرائي يومي مع المنظومة التي أرستها حركة النهضة ويشرف عليها راشد الغنوشي داخل أجهزة الدولة، في اختراق للدولة، من أجل كشف هذه الملفات الخطيرة لأننا فهمنا سهولة اغتيال شكري بلعيد الثامنة صباحا أمام منزله وأطفاله وعائلته، وكذلك اغتيال البراهمي أمام منزله عند الساعة الـ11 صباحا".

وأردف مستعجبا :"الاغتيال يقع في النهار بالرصاص دون كاتم صوت، ويهرب القاتل أبو بكر الحكيم إلى سوريا".

وأكد المحامي التونسي أن القضاء في بلاده بدأ يتعافى في ملفات تمس الأمن الوطني العام، مشددا في الوقت نفسه على أنهم سيتصدون وسيساعدون كل شخص أراد فتح ملف الاغتيالات.

السقوط التدريجي

وفي 2018، طرحت هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي العديد من الحقائق حول حركة النهضة الإخوانية، وذلك في أولى الجلسات المتعلقة بالجهاز السري للحركة. بالمحكمة الابتدائية بتونس العاصمة.

وقدمت الهيئة تسجيلات تفيد باضطلاع قيادات الحركة مثل علي العريض وراشد الغنوشي في العمليات الإرهابية.

ويرى مراقبون أن القرار الصادر الأسبوع الماضي، بمنع الغنوشي وآخرين من السفر، هو خطوة جديدة للقضاء التونسي تكشف عن السقوط التدريجي لزعيم الإخوان.

وجاءت الخطوة الجديدة تجاه إخوان تونس على خلفية التحقيقات في ملف الجهاز السري للنهضة.