رسالة من واشنطن لقادة سريلانكا المستقبليين بشأن "الاستياء الشعبي"
حضّت الولايات المتحدة، الأحد، قادة سريلانكا المستقبليين على "العمل سريعًا" لاستعادة الاستقرار الاقتصادي وتهدئة السخط الشعبي.
جاء ذلك بعد إعلان الرئيس جوتابايا راجاباكسا استقالته إثر فراره من قصره الذي اقتحمه عدد كبير من المحتجّين.
- بالفيديو.. محتجو سريلانكا يطفئون غضبهم بحمام سباحة الرئيس
- كيف وصلت احتجاجات سريلانكا للذروة؟.. تسلسل زمني
وقال متحدّث باسم الخارجيّة الأمريكيّة إنّ "الحكومة السريلانكيّة الجديدة يجب أن "تعمل سريعًا من أجل تحديد وتنفيذ الحلول التي من شأنها توفير استقرار اقتصادي طويل الأمد وتهدئة استياء شعب سريلانكا".
وبعد موجة جديدة من الاحتجاجات، أعلن رئيس سريلانكا أنه سيتنحى عن منصبه في 13 يوليو/تموز الجاري، حسبما أعلن رئيس البرلمان ماهيندا يابا أبيوردانا، السبت، في أعقاب احتجاجات عنيفة بشكل متزايد.
وجاء الإعلان بعدما طالب محتجون الرئيس ورئيس الوزراء رانيل ويكريمسينجه بالاستقالة، إذ قام مواطنون غاضبون باقتحام مقر إقامة الرئيس ومكتبه، فضلا عن إضرام النار في مقر الإقامة الخاص برئيس الوزراء في العاصمة.
ولا يزال المحتجون يحتلون مقر الرئيس ومكتبه كما يتحصنون في أحد مقار رئيس الوزراء.
وقال رئيس البرلمان في بيان بثه التلفزيون الرسمي: "يحتاج الرئيس إلى وقت للاستقالة من أجل ضمان انتقال سلس للسلطة".
وقالت الشرطة، مساء السبت، إن المتظاهرين الذين أشعلوا النار في مقر رئيس الوزراء منعوا عربات الإطفاء من إخماد الحريق.
وأدى ويكريمسينجه اليمين الدستورية رئيسا للوزراء في مايو/أيار الماضي، وقد شغل المنصب 6 مرات في السابق.
وكان رئيس الوزراء السابق ماهيندا راجاباكسا أجُبر على الاستقالة بعد سلسلة من أعمال العنف والمظاهرات في البلاد، احتجاجا على أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها سريلانكا منذ الاستقلال.
وقد تصاعدت الضغوط على رئيس سريلانكا راجاباكسا، السبت، لمغادرة منصبه، بعد أن احتل متظاهرون مقر إقامته الرسمي ومكتبه، بعد فشل محاولات من قبل مسؤولي الأمن لتفريق الحشود.
وبعد مواجهة استمرت 3 ساعات مع قوات الأمن، تم فيها استخدام الغاز المسيل للدموع عدة مرات وإطلاق الجنود الرصاص في الهواء، اقتحمت الحشود المقر الرسمي، وبعد أقل من ساعة، اقتحمت مكتبه المجاور.
وأصيب أكثر من 50 شخصا، معظمهم بسبب التدافع، بعد انتشار الغاز المسيل للدموع.
وتم نقل الرئيس راجاباكسا إلى منطقة سرية أكثر أمانا.
واستدعى رئيس البرلمان أبيواردينا زعماء الأحزاب السياسية، الممثلين في البرلمان لبحث الخطوات السياسية المستقبلية.
وكانت الشرطة السريلانكية قد ذكرت في وقت سابق أن عشرات الآلاف من المحتجين وصلوا إلى العاصمة كولومبو، السبت، للمطالبة باستقالة الرئيس جوتابايا راجاباكسا والحكومة بسبب فشلهما في تسوية المشكلات الاقتصادية.
وتجمعت الحشود بالقرب من المقر الرسمي للرئيس في كولومبو، فيما تدفق المزيد على المدينة.
وانتشرت قوات الأمن والجيش حول مقر إقامة الرئيس. وأقيمت حواجز حديدية ثقيلة في المناطق المحيطة.
وأعلنت الحكومة حظرا للتجول لأجل غير مسمى، الجمعة، لكن رفعته في وقت مبكر من صباح السبت، وسط احتجاجات من قبل محامين وجماعات الحقوق المدنية ورهبان بوذيين.
تأتي الاحتجاجات في أعقاب أزمة اقتصادية غير مسبوقة، أسفرت عن نقص في الوقود والغاز والأدوية والغذاء.
ويستمر انتظار طوابير طويلة، خارج محطات الوقود، حيث لا يتوافر سوى مخزون محدود من الوقود.
وذكر مكتب الرئيس، الجمعة، أنه تم اتخاذ إجراءات لاستعادة إمدادات الوقود والغاز والأدوية.
وناشدت سريلانكا أيضا صندوق النقد الدولي للحصول على حزمة إنقاذ.