كيف وصلت احتجاجات سريلانكا للذروة؟.. تسلسل زمني
تصاعدت الأزمة السياسية في سيرلانكا في وقت سابق من هذا العام، حيث بدأت التداعيات المدمرة لسوء إدارة الحكومة للاقتصاد توجه ضربات أقوى من أي وقت مضى، مع نفاد الوقود ونقص الغذاء.
وبينما تصاعدت الاحتجاجات في الربيع حاول الرئيس غوتابايا راجابكسا تقديم حلول توفيقية تدريجية من خلال إجبار بعض أعضاء حكومته على الاستقالة، في حين نقل آخرين لمناصب جديدة، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
لكن أراد المحتجون استقالة الحكومة بأكملها، وكان الرئيس يواجه صعوبة في إقناع شقيقه الأكبر ورئيس الوزراء ماهيندا راجاباكسا بالتخلي عن مقعده.
تطورت الحركة الاحتجاجية، وأجبر ماهيندا راجاباكسا على الاستقالة من منصبه كرئيس وزراء، ولكن فقط بعدما خرجت مسيرة لمجموعة كبيرة من أنصاره من مقر إقامته وهاجموا المتظاهرين السلميين.
وأسفرت الاشتباكات عن موجة عنف وتخريب في شتى أنحاء البلاد، وتزايدت المخاوف من انزلاق البلاد في حالة فوضى. وهرب رئيس الوزراء إلى قاعدة عسكرية في منتصف الليل.
لكن ظل الرئيس صامدا، على أن يتمكن من تهدئة الاحتجاجات واستكمال العامين المتبقين من ولايته. وعين رئيس وزراء جديدا، رانيل ويكريميسنجه، الذي حاول جمع مساعدات مالية من الدول الحليفة والعمل مع صندوق النقد الدولي لإعادة هيكلة الديون الخارجية للبلاد.
لكن تواصلت الاحتجاجات. ويوم السبت كانت الأعداد الضخمة للناس الذين يتدفقون على العاصمة كولومبو، إشارة واضحة إلى أن أيا من خطوات راجاباكسا الرئيس لم تكسبه مزيدا من الوقت.
وازدادت قساوة الواقع اليومي لحياة الناس خلال الأسابيع الأخيرة، مع نقص الوقود والأدوية الأساسية، واصطف المواطنون أمام محطات البنزين دون جدوى في الغالب.
وأفادت وسائل الإعلام المحلية بوفاة ما لا يقل عن 15 شخصا في طوابير الوقود، جراء سكتات قلبية وأسباب أخرى، منذ بداية الأزمة.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن الانهيار الاقتصادي للبلاد نتيجة الغطرسة وسوء الإدارة، لافتة إلى أن المطار الدولي، الذي بني منذ عقد من الزمان، خال من رحلات الركاب، ويظل موظفوه عالقين في المقهى.
أما استاد الكريكت، الذي تم تشييده بناء على أوامر عائلة راجاباكسا، شهد بضع مباريات دولية، كما أنه بعيد للغاية لدرجة أن الفرق القادمة تواجه خطر هجمات الحيوانات البرية.
وفي الوقت الذي تصارع فيه سريلانكا مع أسوأ أزمة اقتصادية على الإطلاق، وينتظر الناس لساعات من أجل التزود بالوقود ويقلصون حصصهم من الطعام، لا مكان يظهر فيه البذخ الذي ساعد في تدمير البلاد أكثر من هامبانتوتا، مسقط رأس عائلة راجاباكسا في الجنوب.
وهذا الإهدار الهائل -بإنفاق 250 مليون دولار على المطار، وحوالي 200 مليون دولار على طرق وجسور غير مستخدمة، والملايين أخرى على استاد الكريكت- جعلت هامبانتوتا كعرش سلالة سياسية أدارت البلاد على نحو متزايد وكأنها شركة عائلية.
وبينما تعاني البلاد في احتواء أزمة اقتصادية، يقول كثير من السكان إنه يشعرون بآثارها العميقة، مع طوابير الوقود الطويلة التي تستمر لأيام، وقطع آخرون لمسافات طويلة سيرا للذهاب إلى وجهاتهم.