لافروف بالجامعة العربية: نشكركم على موقفكم "المتوازن" بشأن أوكرانيا
وجه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الأحد، في كلمة له بمقر الجامعة العربية بالعاصمة المصرية القاهرة، شكر بلاده للجامعة على موقفها "المتوازن" بشأن أزمة أوكرانيا.
كما أعرب لافروف الذي يقوم بزيارة رسمية إلى القاهرة عن شعوره بالامتنان لاهتمام جامعة الدول العربية بالوضع في أوكرانيا وموقفها المتوازن.
وأبدى الوزير الروسي مخاوفه تجاه أمن بلاده والتي بدأت في ظل توسع حلف شمال الأطلسي.
وقال إن "سنوات كثيرة من الإهمال كانت سببا في الحرب بالإضافة إلى وعود أخلفها الناتو كان قدمها للاتحاد السوفيتي قبل تفككه"، مشيرا إلى أن أبرز تلك المخالفات "ملء أوكرانيا بالسلاح بالإضافة إلى انقلاب في أوكرانيا 2005".
وشدد وزير الخارجية على أنه "ليس من حق الناتو التوسع في أمنه على حساب الآخرين وخاصة روسيا".
وزعم لافروف أنه "عند قيام القوات الروسية بالقبض على بعض الأوكرانيين خلال الحرب وجدوا وشما لهتلر والنازية الجديدة"، قائلا إن "هؤلاء من كانوا يدعمون النازية وأصلوه بالحياة اليومية للشعب الأوكراني الذي يستحق أفضل من هذا".
وأعرب وزير الخارجية الروسي عن حزنه من "تدمير تاريخ أوكرانيا وما يقوم به النظام وحلفائه الغربيين"، قائلا "الشعب الروسي والأوكراني سوف يعيشون معا وسوف يستطيعون تغير النظام المعادي".
وأكمل: "نريد المزيد من النقاشات مع الأصدقاء العرب والإنصات لهم معربا عن استعداده للحوار وإرضائهم في النقاط المختلفة وتوضيح الحقائق".
وحول أزمة الغذاء رفض لافروف ربطها بالحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدا أنها بدأت منذ كوفيد 19 بالإضافة إلى أزمة الجفاف.
واتهم الغرب بأنه السبب الرئيسي في الأزمة بوضع عقوبات على الغذاء والسماد والحبوب، "كيف نسمح بالتصدير ولم يتم الدفع والسداد".
وعن اتفاق إسطنبول، أوضح لافروف أن الأمين العام للأمم المتحدة تعهد بإقناع الدول الغربية بتعديل العقوبات على الحبوب والسماد، شريطة أن السماح بخروج السفن المحملة في الشواطئ والموانئ الأوكرانية.
وبين أنه يجب على أوكرانيا أولا إزالة الألغام من الشواطئ والمياه الدولية، وتركيا اتفقت على القيام بذلك، ولكن اتفاق إسطنبول وضع حلولا لتلك الأزمة.
وتابع أنه تم وضع شرط روسي بالسماح بتفتيش السفن الداخلة للميناء، للتأكد من عدم حملها أسلحة والدخول بها إلى الموانئ الأوكرانية.
وكشف أن الكثير من الدول أصبحت تتنقل لاستخدام العملات المحلية في التجارة والتبادل التجاري بعيدا عن الدولار وسوف يتطلب وقتا طويلا ولكنه لا بد منه.
وعن التعاون العربي الروسي أكد "نريد تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، وذلك بعد رفع التبادل التجاري العربي الروسي إلى 20 مليار دولار، معربا عن أملة في ارتفاعه بالعملات المحلية".
واستطرد قائلا: "نريد أن نحيي اتفاق القدس (اتفاق اقرته اللجنة الرباعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية) وحل الأزمة الفلسطينية حيث تحل القضية المركزية، مشيرا إلى أن النصيحة التي تقدمها الجامعة العربية ننصت لها جيدا".
وأشار إلى أن الأمين العام للجامعة العربية يرسل رسائل جيدة إلى روسيا تحث على مزيد من التعاون.
زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى العاصمة المصرية تأتي في إطار جولة أفريقية له.
وكانت وكالة "تاس" الروسية، قالت إن مصر هي الدولة الأولى التي يزورها لافروف خلال جولة أفريقية تستغرق 5 أيام يزور خلالها الكونغو وأوغندا وإثيوبيا أيضا.
وقبيل كلمته بمقر الجامعة العربية، اجتمع وزير الخارجية الروسي بالأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط.
وعقب اللقاء صرح أبوالغيط بأنه أجرى مباحثات ثنائية مهمة مع وزير الخارجية الروسي، شملت الأزمة الأوكرانية وسوريا وفلسطين.