لافروف يستعد لزيارة المنطقة.. سباق روسي أمريكي؟
فيما يبدو تحركا روسيا لمواجهة النشاط الأمريكي، يزور وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مصر في إطار جولة أفريقية.
وتأتي الزيارة الروسية رفيعة المستوى بعد أيام من زيارة الرئيس الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط، خاصة السعودية وإسرائيل، وبعدها زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران.
ويبدأ وزير الخارجية الروسي جولة أفريقية يستهلها بزيارة مصر يوم الأحد، سعيا للاستفادة من رغبة بعض الدول في الانضمام إلى تحالفات غير غربية في الوقت الذي تقاوم فيه موسكو الانتقادات الدولية بشأن الحرب في أوكرانيا.
وفي مصر، يلتقي لافروف مسؤولين يحاولون رفع مستوى العلاقات القوية مع روسيا لمستوى العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة، وفق وكالة رويترز.
وبعد لقائه أعضاء جامعة الدول العربية في القاهرة، يتجه لافروف إلى إثيوبيا وأوغندا، الدولتين اللتين توترت علاقاتهما مع الغرب مؤخرا، وكذلك جمهورية الكونجو.
وتتمتع مصر بعلاقات استراتيجية واقتصادية مهمة مع روسيا، والتي كانت مصدرا رئيسيا في السنوات الأخيرة للقمح والأسلحة وكذلك للسائحين حتى اندلاع الحرب الأوكرانية التي أدت إلى تعقيد خطط السفر.
وبدأت شركة "روس أتوم" الروسية للطاقة المملوكة لروسيا هذا الأسبوع بناء أول محطة نووية في مصر بعدما تأخرت طويلا، وهو أكبر مشروع روسي مصري منذ اكتمال السد العالي في أسوان عام 1970.
وقال دبلوماسيون إن تلك العلاقات تثير غضب الدول الغربية التي قدمت مجموعة منها طلبات للحكومة المصرية وجامعة الدول العربية قبل زيارة لافروف، بعدم تأييد التفسيرات الروسية للأحداث في أوكرانيا.
وتقول كييف والغرب إن روسيا تشن حربا توسعية للاستيلاء على الأراضي في أوكرانيا، فيما يعرض الاقتصاد العالمي والأمن الغذائي للخطر. وتقول روسيا إنها تنفذ "عملية عسكرية خاصة" ضد قوميين خطرين، وتنحي باللائمة على العقوبات الغربية في تفاقم أزمة الغذاء.
قوة الشرق الأوسط
وتعكس زيارة لافروف وقبلها زيارات بايدن وبوتين تعكس محورية الشرق الأوسط في النظام العالمي في الوقت الحالي، ومحاولة كل طرف الرهان على المنطقة في صدامه مع الطرف الآخر.
بل إن بايدن وضع الشرق الأوسط ضمن ركائز قوة الولايات المتحدة، حيث كتب في مقال بصحيفة "واشنطن" بوست، مؤخرا، عن ثلاثة محاور حركة رئيسية للسياسة الأمريكية في هذا الإطار، وهي "مواجهة" روسيا والتموضع في "أفضل وضع ممكن" في مواجهة الصين وضمان "مزيد من الاستقرار" في الشرق الأوسط.
وقال في المقال الذي نشر قبل أيام من زيارته إلى المنطقة "من أجل تحقيق هذه الأمور، يجب أن تكون لدينا علاقة مباشرة مع الدول التي يُمكن أن تُساهم فيها. والسعودية واحدة من هذه الدول".
هذا المسعى الجديد يتطلب تعاطي مع إرث صعب ورثته إدارة بايدن من الإدارات السابقة، إذ انخفض تفاعل الولايات المتحدة مع الشرق الأوسط بشكل كبير منذ نهاية عهد إدارة جورج دبليو بوش، وبعد أن وضعت هجمات 11 سبتمبر/أيلول وحرب العراق المنطقة في قلب السياسة الخارجية الأمريكية لثماني سنوات.
بعدها، حاول الرئيس الأسبق باراك أوباما الحد من التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط، كما فضل الرئيس دونالد ترامب أن تكون مشاركة الولايات المتحدة محدودة في المنطقة، وفق تقرير لمعهد "بروكينجز".
في المقابل، استغلت روسيا الفراغ الذي خلفه الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط في الأعوام الماضية، وعادت لتلعب أدوارا فعالة في دول وملفات عدة، أهمها الملف السوري.
ووفق مراقبين، فإن أمريكا وروسيا في سباق جديد على نيل رضاء دول المنطقة وعلاقات أكثر دفئا معها، ما يحول الشرق الأوسط إلى بوصلة السياسة العالمية.
aXA6IDMuMTQ5LjI1LjExNyA= جزيرة ام اند امز