زيارة بايدن.. خارطة الاستثمارات والاتفاقيات في "قمم جدة"
غادر الرئيس الأمريكي جو بايدن المملكة العربية السعودية، السبت، عقب جولة شرق أوسطية، اختتمها بقمة الأمن والتنمية في جدة.
وتمخضت القمة عن عدد من النتائج المهمة من أبرزها توقيع المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكة على 18 اتفاقية ومذكرة تعاون في مختلف المجالات.
وعقب القمة، خرج بيان ختامي من 21 بندا، أكد الرؤى المشتركة حيال القضايا المحورية في المنطقة، وشدد على أهمية دعم إيجاد مصادر متجددة للطاقة.
18 اتفاقية
وقع الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة السعودي، ووزراء الاستثمار والاتصالات والصحة في المملكة العربية السعودية، مع نظرائهم في الولايات المتحدة الأمريكية، 18 اتفاقية ومذكرات للتعاون المشترك في مجالات الطاقة والاستثمار والاتصالات والفضاء والصحة.
وذلك على هامش زيارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى المملكة.
وتأتي تلك الاتفاقيات في ضوء ما توفره (رؤية المملكة 2030) بقيادة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، من فرص واسعة للاستثمار في القطاعات الواعدة، وبما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين.
ومن بين الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، 13 اتفاقية وقعتها وزارة الطاقة، ووزارة الاستثمار، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، وعدد من شركات القطاع الخاص، مع مجموعة من الشركات الأمريكية الرائدة، مثل شركة بوينج لصناعة الطيران، وريثيون للصناعات الدفاعية، وشركة ميدترونيك، وشركة ديجيتال دايجنوستيكس، وشركة إيكفيا في قطاع الرعاية الصحية، وعدد آخر من الشركات الأمريكية المتخصصة في مجالات الطاقة والسياحة والتعليم والتصنيع والمنسوجات.
كما وقعت الهيئة السعودية للفضاء مع وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، اتفاقية (أرتميس) لاستكشاف القمر والمريخ مع وكالة (ناسا)، للانضمام للتحالف الدولي في مجال الاستكشاف المدني واستخدام القمر والمريخ والمذنبات والكويكبات للأغراض السلمية.
ووقعت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات مذكرة تعاون مع شركة (IBM) الرائدة في مجال التقنية الرقمية، وذلك لتأهيل 100 ألف شاب وفتاة على مدى خمس سنوات ضمن ثماني مبادرات مبتكرة تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة مركزاً محورياً للتقنية والابتكار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كما وقعت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات مذكرة تعاون مع الإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات الأمريكية (NTIA)، تتضمن تعاون البلدين في مجالات تقنيات الجيل الخامس والجيل السادس، وذلك بهدف تسريع نمو الاقتصاد الرقمي وتعزيز وتيرة البحث والتطوير والابتكار في المنظومة الرقمية بالمملكة.
ووقع البلدان، اتفاقية شراكة في مجالات الطاقة النظيفة، تتضمن تحديد مجالات ومشروعات التعاون في هذا المجال، وتعزيز جهود البلدين في نشر الطاقة النظيفة والعمل المناخي بما في ذلك التعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
كما وقعت وزارتا الصحة السعودية والأمريكية مذكرة تعاون مشترك في مجالات الصحة العامة، والعلوم الطبية والبحوث، تهدف إلى دعم وتعزيز العلاقات القائمة في مجالات الصحة العامة بين الأفراد والمنظمات والمؤسسات، وتوحيد الجهود لمواجهة قضايا الصحة العامة والتحديات الطبية والعلمية والبحثية، وتبادل المعلومات والخبراء والأكاديميين، إضافة إلى التدريب المشترك للعاملين في المجالات الصحية والطبية، والتطبيق السليم لنظم المعلومات الصحية، والبحث والتطوير والابتكار الصحي، وفقا لوكالة النباء السعودية "واس".
هدف إنتاج البترول
وأعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال بيان ألقاه في اللقاء الذي ضم الرئيس الأمريكي جو بايدن مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة لمصر، والأردن والعراق، أن السعودية لن تستطيع زيادة إنتاجها عن 13 مليون برميل يوميا، مضيفا أن تبني سياسات وصفها بـ"غير الواقعية" في قطاعات الطاقة التقليدية قد يؤدي لتضخم.
وقال بن سلمان خلال "قمة جدة للأمن والتنمية" إن السعودية كانت قد أعلنت "زيادة مستوى طاقتها الإنتاجية إلى 13 مليون برميل يوميًا وبعد ذلك لن يكون لدى المملكة أي قدرة إضافية لزيادة الإنتاج".
وتعمل السعودية لرفع طاقتها الإنتاجية الى نحو 13 مليون برميل يوميا بحلول عام 2027 من نحو 10 ملايين برميل يوميا الآن.
انتظام أسواق الطاقة
وخلال قمة جدة للأمن والتنمية؛ نوهت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بأهمية تعاونهما الاستراتيجي الاقتصادي والاستثماري، لا سيما في ضوء الأزمة الراهنة في أوكرانيا وتداعياتها، مجددين التزامهما باستقرار أسواق الطاقة العالمية.
ورحبت الولايات المتحدة بالتزام المملكة العربية السعودية بدعم توازن أسواق النفط العالمية من أجل تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
واتفق الطرفان على التشاور بانتظام بشأن أسواق الطاقة العالمية على المديين القصير والطويل، وكذلك العمل معا كشركاء استراتيجيين في مبادرات المناخ وانتقال الطاقة، مع الإشادة بدور المملكة العربية السعودية الرائد في مستقبل الطاقة.
كما أكد الأمير محمد بن سلمان أهمية مواصلة ضخ الاستثمارات في الطاقة الأحفورية وتقنياتها النظيفة وتشجيع ذلك على مدى العقدين القادمين لتلبية الطلب المتنامي عالميًا مع أهمية طمأنة المستثمرين بأن السياسات التي يتم تبنيها لا تشكل تهديدًا لاستثماراتهم لتلافي امتناعهم عن الاستثمار وضمان عدم حدوث نقص في إمدادات الطاقة من شأنه أن يؤثر في الاقتصاد العالمي.
ورحب الجانبان بالتوصل لإطار الشراكة الثنائية في مجال تعزيز الطاقة النظيفة، وما يشمله من استثمارات رئيسية في التحول في مجال الطاقة النظيفة، والتعامل مع تحديات المناخ، مع التركيز بشكل خاص على مصادر الطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف، وبناء القدرات البشرية والتعاون في الجوانب التنظيمية في المجال النووي، وفي مجال التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، وتطوير المواد المستدامة وغيرها من المبادرات في إطار الاقتصاد الدائري للكربون، حيث تهدف المملكة العربية السعودية إلى أن تكون رائدة عالميًا في هذا المجال.
كما أكد الجانبان أن انتقال الطاقة، واعتبارات الأمن القومي، لكل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، يتطلبان سلاسل إمداد مستقرة ومتنوعة.
ورحبت الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الصدد بدعم المملكة العربية السعودية لمبادرة الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار، التي أعلن عنها الرئيس بايدن في قمة مجموعة الدول السبع في 26 يونيو 2022.
وتهدف كل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، من خلال هذه الشراكة التاريخية، إلى الاستثمار بشكل استراتيجي في المشاريع التي تدعم الاتصال الرقمي، واستدامة سلسلة التوريد، وأمن الطاقة والمناخ، مع التركيز على الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.
ومن جانبه، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال "قمة جدة للأمن والتنمية" إن هناك حاجة لتوحيد الجهود لدعم الاقتصاد العالمي.
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إن الاقتصاد العالمي مرتبط باستقرار أسعار الطاقة.
وتمثلت إحدى ثمار قمة جدة في توقيع السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، اتفاقية شراكة في مجالات الطاقة النظيفة، "تتضمن تحديد مجالات ومشروعات التعاون في هذا المجال، وتعزيز جهود البلدين في نشر الطاقة النظيفة والعمل المناخي بما في ذلك التعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية "، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
القمة الإماراتية الأمريكية
شغلت هموم المناخ ومستقبل الطاقة النظيفة حيزا هاما في القمة الإماراتية الأمريكية التي عقدت السبت في جدة السعودية.
والقمة التي جمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والرئيس الأمريكي جو بايدن، شهدت اتفاقا هاما بين البلدين على استكشاف فرص جديدة في مجال المناخ والطاقة النظيفة لدفع النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.
ويضيف الاتفاق المزيد من المكاسب للعالم بفضل الاهتمام القوي والمبادرات الجريئة التي تتبناها دولة الإمارات لمكافحة التغيرات المناخية ومساعدة الكوكب على استعادة توازنه البيئي.
ولدولة الإمارات، سجل تاريخي ناصع من المبادرات والاتفاقيات المناخية، أهلها للفوز بجدارة باستضافة مؤتمر الدول الأطراف COP28 الذي ينعقد في 2023.
القمة الأمريكية المصرية
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن واشنطن ستقدم 50 مليون دولار إلى مصر لمعالجة وضع الأمن الغذائي، ضمن منحة قدرها مليار دولار مقررة إلى منطقة الشرق الأوسط في إطار ذلك الملف.
وأكد بايدن، خلال لقائه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، في المملكة العربية السعودية، أن أمريكا تدعم مصر في تأمين احتياجاتها من الأمن الغذائي، وفق ما جاء في بيان مشترك بين القاهرة وواشنطن حول اللقاء، نشرته وزارة الخارجية.
وكذلك، أوضح الرئيسان التزامهما بتعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي من أجل المصلحة المتبادلة للشعبين المصري والأمريكي، كما قررا استكشاف طرق جديدة لتوسيع التجارة الثنائية، وزيادة استثمارات القطاع الخاص، والتعاون في مجال الطاقة النظيفة وتكنولوجيا المناخ.
وجاء في البيان المصري الأمريكي المشترك: “رحب الزعيمان بزيارة البعثة الأمريكية الخضراء إلى مصر مؤخرا، وهي الأكبر تاريخيا، والتزما بإطلاق اللجنة الاقتصادية المشتركة رفيعة المستوى”.
القمة الأمريكية الأردنية
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال لقائه ملك الأردن عبد الله الثاني، عزم الولايات المتحدة توقيع مذكرة مساعدات للأردن بنحو 1.45 مليار دولار سنويا، لتمتد بين أعوام 2023- 2029، وذلك تلبية لاحتياجات الأردن ولدعم برنامج الإصلاح الاقتصادي الأردني.
وأكد الزعيمان، بحسب وكالة بترا الأردنية الرسمية، صلابة علاقات الصداقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والأردن، حيث شدد بايدن على أهمية الدور الذي يمكن أن يقوم به الأردن كمركز إقليمي مهم للتعاون في مجالات الاستثمار في البنية التحتية والطاقة والمياه والأمن الغذائي والمناخ.
وتابعت الوكالة: "بايدن أكد الدعم المطلق للأردن كحليف رئيس للولايات المتحدة وقوة للسلام في المنطقة، ولقيادة الملك"، والتزم الجانبان "مواصلة العمل من أجل تحقيق السلام العادل والدائم والشامل بين الفلسطينيين وإسرائيل على أساس حل الدولتين، وضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في المقدسات في القدس".
القمة الأمريكية العراقية
أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس مجلس الوزراء العراقي "مصطفى الكاظمي"، التزامهما المشترك بالشراكة الثنائية القوية بين البلدين بموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجي.
واتفق الزعيمان أثناء لقائهما في السعودية - وفق ما أورده بيان صحفي للبيت الأبيض اليوم السبت- على أن العلاقة بين الولايات المتحدة والعراق تقوم على المصلحة المشتركة في سيادة العراق ووحدة أراضيه وأمنه واستقراره والتزاما بتعزيز الشراكة الثنائية لصالح بلديهما.
كما أكدا مجدداً أهمية تشكيل حكومة عراقية جديدة تستجيب لإرادة الشعب العراقي واحترامه لديمقراطية العراق واستقلاله.. وشدد بايدن على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لعراق مستقر وموحد وذو سيادة ومزدهر ليشمل إقليم كردستان العراق.
وجدد بايدن والكاظمي التزامهما باتفاقية الإطار الاستراتيجي لعلاقة صداقة وتعاون بين الولايات المتحدة والعراق والتي توجه العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية الشاملة بين البلدين.
وأشاد بايدن بشكل خاص بالجهود الدبلوماسية الكبيرة التي يقودها رئيس الوزراء الكاظمي لتعزيز منطقة أكثر استقرارًا وازدهارًا وترابطًا، مشيرًا إلى أن الاتفاقيات التاريخية الجديدة بين العراق وهيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي ستوفر طاقة ميسورة التكلفة للعراق وتساعد على تلبية احتياجات الشعب العراقي.
وجدد بايدن التأكيد على أهمية قيام الولايات المتحدة ببناء اقتصاد مزدهر ومتنوع في العراق يكون مندمجاً في النظام الاقتصادي الإقليمي والعالمي وقادر على تلبية الاحتياجات الأساسية للشعب العراقي.
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTA5IA== جزيرة ام اند امز