الأسواق تترقب بيانات التضخم الأمريكي.. صعود جماعي للأسهم والذهب والنفط
شهدت الأسواق العالمية حالة من الصعود الجماعي، اليوم الإثنين، حيث ارتفعت أسعار النفط والذهب والأسهم الأوروبية مدعومة بعوامل مختلفة مع ترقب بيانات التضخم الأمريكية.
وتترقب الأسواق العالمية بيانات التضخم الأمريكية أو مؤشر أسعار المستهلكين الذي سيصدر الأربعاء 10 أغسطس/أب.
وتشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع إلى 8.6% في يوليو/تموز، بعد أن سجل 9.1% في يونيو/حزيران.
ارتفعت أسعار النفط حوالي 2% اليوم الإثنين في تعاملات متقلبة، لتتعافى من أدنى مستوياتها في عدة أشهر التي لامستها الأسبوع الماضي، إذ غذت بيانات اقتصادية إيجابية من الصين والولايات المتحدة آمالا بشأن الطلب على الرغم من استمرار مخاوف الركود.
النفط يعاود الارتفاع
وأنهت عقود خام برنت القياسي العالمي جلسة التداول مرتفعة 1.73 دولار، أو 1.8%، لتسجل عند التسوية 96.65 دولار للبرميل.
وأغلقت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط مرتفعة 1.75 دولار، أو 1.97%، لتغلق عند 90.76 دولار للبرميل.
وفي الأسبوع الماضي دفعت مخاوف بأن ركودا قد يقوض الطلب على الطاقة عقود برنت للهبوط 13.7% إلى أدنى مستوى لها منذ فبراير شباط. وكانت تلك أكبر خسارة أسبوعية لبرنت منذ أبريل/نيسان 2020 في حين هبط الخام الأمريكي 9.7%.
واسترد الخامان القياسيان كلاهما في جلسة اليوم بعض خسائرهما التي منيا بها يوم الجمعة بعد تقرير أظهر نموا أقوى من المتوقع للوظائف في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للخام في العالم، في يوليو تموز.
وسادت حالة من التفاؤل في الأسواق، بعد بيانات أشارت إلى بنمو أسرع من المتوقع في الصادرات الصينية.
وأظهرت بيانات الجمارك أن الصين، أكبر مستورد للخام في العالم، اشترت 8.79 مليون برميل يوميا من النفط في يوليو تموز ارتفاعا من أدنى مستوى في أربعة أعوام الذي سجلته في يونيو حزيران، لكنه ظل منخفضا 9.5% عن مستواه قبل عام.
وفي أوروبا، واصلت صادرات روسيا من الخام والمنتجات النفطية التدفق قبل حظر مرتقب من الاتحاد الأوروبي سيبدأ سريانه في الخامس من ديسمبر/كانون الأول.
وفيما يتعلق بالإنتاج في الولايات المتحدة، خفضت شركات الطاقة الأسبوع الماضي عدد الحفارات النفطية بأسرع وتيرة منذ سبتمبر أيلول في أول هبوط في عشرة أسابيع.
وقال محللون ببنك الاستثمار جولدمان ساكس إنهم يعتقدون أن الأسباب التي تدفع أسعار النفط للارتفاع ما زالت قوية مع عجز في المعروض بالأسواق أكبر مما توقعوه في الأشهر القليلة الماضية.
صعود الذهب
ارتفعت أسعار الذهب اليوم مع تراجع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية بينما تحول تركيز المستثمرين إلى بيانات التضخم في الولايات المتحدة التي ستصدر هذا الأسبوع وقد تؤثر على خطة مجلس الاحتياطي الاتحادي لزيادات أسعار الفائدة.
وزاد الذهب في المعاملات الفورية 0.82% إلى 1788.60 دولار للأوقية (الأونصة)، وصعدت العقود الآجلة الأمريكية للذهب 0.7% إلى 1804.20 دولار.
وهبط مؤشر الدولار 0.3% وهو ما يجعل المعدن الأصفر أكثر جاذبية للمشترين من حائزي العملات الأخرى. وتراجعت أيضا عوائد سندات الخزانة الأمريكية.
وتتجه الأنظار الآن لتقرير مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكيين الذي سيصدر يوم الأربعاء. وتوقع محللون استطلعت رويترز آراءهم أن يتراجع التضخم السنوي إلى 8.7% في يوليو/ تموز من 9.1% في الشهر السابق.
الأسهم الأوروبية
سجلت الأسهم الأوروبية أفضل يوم لها في حوالي أسبوعين اليوم بعد أن منيت بخسائر الأسبوع الماضي عندما أشعل تقرير قوي للوظائف في الولايات المتحدة مجددا رهانات على زيادة كبيرة أخرى في أسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي).
وأنهى المؤشر ستوكس 600 الأوروبي جلسة التداول مرتفعا 0.8%. وصعدت كل القطاعات تقريبا وفي مقدمتها تلك الحساسة لأداء الاقتصاد مثل الخدمات المالية وصناعة السيارات.
ويتحول التركيز الآن إلى بيانات التضخم في أكبر اقتصاد في العالم والتي ستصد يوم الأربعاء. وشهدت أسواق الأسهم العالمية هزة يوم الجمعة بعد أن أظهرت بيانات زيادة قوية في التوظيف في الولايات المتحدة وهو ما يقوض الآمال بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي ربما يخفف من وتيرة سلسلة زيادات للفائدة لترويض تضخم متسارع.
وبعد أن أنهى يوليو/تموز على مكاسب تزيد على 7%، وجد ستوكس 600 صعوبة هذا الشهر في تمديد الزخم وسط مخاوف بشأن بيانات اقتصادية قاتمة وتزايد التوتر الجيوسياسي ومخاوف بأن أسعار الفائدة قد تجعل الاقتصاد ينزلق إلى ركود.
تباين وول ستريت
وأغلقت المؤشرات الرئيسية للأسهم الأمريكية بلا تغير يذكر الإثنين بعد بيانات قوية للوظائف الأسبوع الماضي عززت التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيواصل حملته على التضخم في حين أعاد تحذير بشأن الأرباح من نفيديا لصناعة الرقائق الإلكترونية إلى أذهان المستثمرين المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأمريكي.
وتراجعت الأسهم من مستويات مرتفعة وصلت إليها في وقت سابق في الجلسة بينما اعتبرت السوق في البداية أن تقرير الوظائف القوي هو علامة على أن الاقتصاد يمكنه أن يتحمل زيادات كبيرة في أسعار الفائدة من مجلس البنك المركزي الأمريكي لترويض تضخم وصل لأعلى مستوياته في أربعة عقود.
وينتظر المستثمرون الآن بيانات أسعار المستهلكين التي ستصدر يوم الأربعاء لقياس ما إذا كان مجلس الاحتياطي الاتحادي سيخفف بعض الشيء معركته ضد التضخم ويتيح بيئة أفضل لنمو الاقتصاد.
وبحسب بيانات أولية، أنهى المؤشر ستاندرد أند بورز 500 القياسي جلسة التداول في بورصة وول ستريت منخفضا 5.19 نقطة، أو 0.13%، إلى 4140.00 نقطة في حين تراجع المؤشر ناسداك المجمع 12.12 نقطة، أو 0.10%، ليغلق عند 12645.43 نقطة.
وأغلق المؤشر داو جونز الصناعي مرتفعا 30.76 نقطة، أو 0.09%، إلى 32834.23 نقطة.
وستاندر أند بورز 500 مرتفع 14% من مستوياته المنخفضة التي سجلها في منتصف يونيو حزيران. لكن علامات على وتيرة سريعة للتضخم قد تعزز حجج المركزي الأمريكي لتشديد قوي للسياسة النقدية.
وهبط قطاع تكنولوجيا المعلومات بفعل خسارة لسهم نفيديا لصناعة الرقائق الإلكترونية بينما حذرت الشركة من أنها تتوقع أن تنحفض إيرادات الربع الثاني 19% عن الربع الأول إلي 6.7 مليار دولار بسبب ضعف في نشاطها للألعاب.
aXA6IDMuMTQ0LjQ3LjExNSA= جزيرة ام اند امز