وفاة الزعيم السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف

بعد صراع طويل مع المرض، توفي الزعيم السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف اليوم الثلاثاء بأحد المستشفيات، عن 92 عاما.

وقالت وسائل إعلام روسية، إن ميخائيل جورباتشوف، آخر رئيس لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية، توفي هذا المساء بعد مرض شديد وطويل الأمد".

وأكد المستشفى السريري المركزي في العاصمة الروسية موسكو خبر وفاة الزعيم الروسي السابق، فيما كان مكتب جورباتشوف أكد في وقت سابق أنه يخضع للعلاج في المستشفى.

من هو ميخائيل جورباتشوف؟

كان ميخائيل جورباتشوف سياسيًا سوفياتيًا، شغل منصب الأمين العام الأخير للحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي (1985-1991) وكذلك شغل منصب آخر رئيس للاتحاد السوفيتي (1990-1991). 

وعندما أصبح أمينًا عامًا للحزب الشيوعي السوفيتي في عام 1985، وعمره 54 عامًا فقط، كان قد شرع في تنشيط النظام من خلال إدخال حريات سياسية واقتصادية محدودة، لكن إصلاحاته خرجت عن نطاق السيطرة.

ودعم جورباتشوف، بصفته أمينًا عامًا ورئيسًا، الإصلاحات الديمقراطية؛ فسن سياسات الانفتاح وإعادة الهيكلة، ودفع من أجل نزع السلاح في أوروبا الشرقية، إلا أن سياساته أدت في النهاية إلى انهيار الاتحاد السوفياتي في 1990-1991.

وأبرم جورباتشوف صفقات لخفض الأسلحة مع الولايات المتحدة وشراكات مع القوى الغربية لإزالة الستار الحديدي الذي قسم أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية مما سمح بإعادة توحيد ألمانيا.

وعندما اجتاحت الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية دول الكتلة السوفياتية في أوروبا الشرقية الشيوعية في عام 1989، امتنع عن استخدام القوة - على عكس قادة الكرملين السابقين الذين أرسلوا الدبابات لسحق الانتفاضات في المجر عام 1956 وتشيكوسلوفاكيا في عام 1968.

لكن الاحتجاجات غذت التطلعات بالحكم الذاتي في 15 جمهورية من الاتحاد السوفياتي، والتي تفككت بطريقة فوضوية، فيما كافح جورباتشوف عبثًا لمنع هذا الانهيار.

وسمحت سياسته القائمة على حرية التعبير بانتقادات لم يكن من الممكن تصورها سابقًا للحزب والدولة، لكنها شجعت أيضًا القوميين الذين بدؤوا في الضغط من أجل الاستقلال في جمهوريات البلطيق في لاتفيا وليتوانيا وإستونيا وأماكن أخرى.

ولم يغفر العديد من الروس لجورباتشوف أبدًا الاضطرابات الناجمة عن إصلاحاته، معتبرين أن من بين آثاره انخفاض مستويات معيشتهم، وهو ثمن باهظ ولا يمكن دفعه مقابل الديمقراطية، بحسب "جيروازاليم بوست" الإسرائيلية.