داعش بين مطرقة البيشمركة وسندان الجيش العراقي
داعش يواجه ضربات متلاحقة من قوات البيشمركة في الموصل والجيش العراقي في الفلوجة الأمر الذي يبشر بقرب نهاية التنظيم الإرهابي
يواجه تنظيم داعش الإرهابي في العراق هجمات على عدة محاور تبشر بقرب القضاء على وجوده في الموصل والفلوجة، أهم مدينتين عراقيتين يتمركز بهما عناصر التنظيم الإرهابي.
ففي الموصل، قال متحدث باسم قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، إن جنودًا من التحالف يساعدون قوات البشمركة الكردية في عملية عسكرية جديدة في العراق بغية استعادة عدد من القرى من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي شرقي معقله في الموصل.
وقال مراسل لرويترز، إنه شاهد الجنود يتولون تحميل عربات مدرعة خارج قرية حسن شامي على بعد أميال قليلة شرقي جبهة القتال، وطلبوا من الحاضرين عدم التقاط صور وتحدثوا بالإنجليزية إلا أن جنسيتهم لم تتضح.
وعلق الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم التحالف في بغداد على الموضوع بالقول لرويترز "القوات الأمريكية وقوات التحالف تقدم المشورة والدعم للعمليات لمساعدة قوات البشمركة الكردية."
وأشار إلى أنه لا يستطيع تأكيد جنسية الجنود الذين شاهدهم مراسل رويترز.
وقال "ربما يكونون أمريكيين أو كنديين أو من جنسيات أخرى."
وشنت قوات البشمركة الكردية العراقية في الساعات الأولى من، الأحد، هجومًا يهدف للسيطرة على مجموعة من القرى الواقعة على بعد نحو 20 كيلومترًا شرقي الموصل على طول الطريق إلى مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق شبه المستقل.
وكان يمكن سماع أصوات النيران والغارات الجوية من على مسافة بينما حلقت طائرات الهليكوبتر من طراز أباتشي.
وقال مجلس الأمن الكردي الإقليمي، إن نحو 5500 جندي من البشمركة يشاركون في عملية اليوم.
وقال المجلس، إن "هذه إحدى عدد كبير من العمليات الحاسمة التي يتوقع أن تزيد الضغط على تنظيم داعش داخل وحول الموصل تحضيرًا للهجوم النهائي على المدينة."
وتمكن البشمركة من صد داعش في شمال العراق، العام الماضي، بمساعدة غارات جوية من التحالف، وهم يتمركزون على شكل قوس يحيط بمدينة الموصل يمتد من الجنوب الشرقي إلى الجنوب الغربي.
كما يستمر الجيش العراقي في فرض ضغوط على تنظيم داعش في معقله في الفلوجة التي تبعد 50 كيلومترا غربي بغداد، في وسط العراق.
وقال التلفزيون العراقي نقلًا عن بيانات عسكرية، الأحد، إن الجيش سيستكمل محاصرة المدينة في العملية العسكرية التي بدأت في 23 مايو/أيار مدعومًا بالميليشيات الشيعية على الأرض وبغارات جوية من التحالف.
وأشار التلفزيون إلى أن قوات مكافحة الإرهاب المتخصصة في قتال الشوارع اتخذت مواقعها القتالية حول الفلوجة وستبدأ التقدم إلى داخلها عندما يستكمل الحصار.
وفي محاولة منه لتخفيف الضغط على عناصره في الفلوجة، شن داعش هجومًا على مدينة هيت التي حررتها القوات العراقية قبل أكثر من شهر بهدف تخفيف ضغط الهجوم على مدينة الفلوجة معقل التنظيم الإرهابي، حسبما أفادت مصادر أمنية عراقية، الأحد.
وقال عقيد في شرطة هيت لوكالة فرانس برس، إن "عناصر داعش بدؤوا في ساعة متأخرة من ليلة أمس (السبت) هجومًا على منطقة المشتل في شرق مدينة هيت، بعد أن تمكنوا من العبور إلى المدينة عبر نهر الفرات" إلى الشمال من المدينة.
من جهته، قال قائد عمليات الجزيرة اللواء الركن قاسم المحمدي، إن "القوات الأمنية من الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة ومقاتلي العشائر، قتلت 60 مسلحًا من عناصر داعش المهاجمين وألحقوا بهم خسائر مادية كبيرة".
وأضاف أن "الموقف مسيطر عليه في مدينة هيت وتم طرد عناصر التنظيم من المشتل والجمعية، والمواجهات الآن تدور خارج حدود المنطقتين".
ووصلت قوات مكافحة الإرهاب العراقية إلى مشارف مدينة الفلوجة، السبت، للمرة الأولى منذ انطلاق عملية استعادة المدينة التي يسيطر عليها داعش منذ أكثر من عامين.
وتفرض قوات عراقية حاليًا بمساندة الحشد الشعبي وأغلبه فصائل شيعية مدعومة من إيران، ومقاتلين من عشائر الأنبار طوقًا حول الفلوجة.
وتخضع الفلوجة التي تعد مع الموصل أبرز معاقل الإرهابيين في العراق، لسيطرة تنظيم داعش منذ يناير/كانون الثاني 2014.
القتال في الفلوجة، ترك أثاره على المدنيين من سكان المدينة الذين فر المئات منهم ولم يحملوا سوى القليل من المتعلقات ونقلوا بأمان لحافلات صغيرة.
وقالت امرأة فرت من منطقة القتال: " القصف صار قريب .. قالوا إن شاء الله الجيش وصل نطلع عليهم القوات الأمنية وصلت.. شلنا الراية وجينا احنا وعوائلنا جينا واستقبلونا والله استقبال طيب والله طيبين كلهم والله ما قصروا."
وقالت سيدة: "3 سنين واحنا كيس الطحين صار بمليون وربع وحفنة التم صارت بـ 50 ألف (دينار عراقي) وغير موجودة."
ويقدر الجيش الأمريكي عدد عناصر داعش في الفلوجة بما بين 500 و700 شخص.