رئيس الأركان الأمريكي: ملتزمون بدعم الجيش العراقي للقضاء على داعش
تقدم في أحياء شرق الرمادي .. وعمليات بمحيط الفلوجة بالأنبار
بدأت ملامح بوصلة العمليات العسكرية بالأنبار في الوضوح، اليوم الخميس، بتركيز العمليات على المحور الشرقي لمدينة الرمادي وصولًا إلى منطقة الصوفية التي فر إليها مسلحو تنظيم داعش، تمهيدًا لإحكام حصار الفلوجة بعد تأمين قضاء حديثة وقطع خطوط إمدادات التنظيم غربًا.
وأعرب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية جوزيف فرنسيس دانفورد، عن استعداد واشنطن والتزامها المستمر لتقديم كل أشكال الدعم اللازم للقوات المسلحة العراقية لتطهير باقي الأراضي من سيطرة تنظيم داعش وإعادة إعمار المناطق المحررة من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي، اليوم، بمقر وزارة الدفاع العراقية لدانفورد مع رئيس الأركان العراقي عثمان الغانمي، عقب مباحثات استعرضت الانتصارات العراقية التي تحققت على داعش وآخرها تحرير مدينة الرمادي من قبضة التنظيم .. وناقش الجانبان إمكانية الاستفادة من الموارد المتاحة لاستكمال معركة تحرير الموصل مركز محافظة نينوى من سيطرة داعش.
واعتبر دانفورد الانتصارات التي تحققت في الرمادي كانت نتيجة الاستعدادات الجيدة لعدة أشهر، وأن ما قامت به القوات العسكرية من نتائج في الرمادي يعكس الصورة المستقبلية لجيش العراق، وقال: الجيش العراقي في الطريق السليم لبناء جيش محترف قوي يعكس صورة الشعب العراقي خاصة بعد التضحيات التي قدمها.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد جدَّد مساندة بلاده للعراق في حربه ضد الإرهاب وتقديم جميع أنواع الدعم بما فيه ضربات طيران التحالف الدولي والتسليح والتدريب، مشددًا على وقوف واشنطن مع سيادة العراق ووحدة أراضيه.
وأكد أوباما -في اتصال هاتفي تلقاه رئيس الوزراء د. حيدر العبادي مساء أمس الأربعاء- أهمية صمود العراق في مواجهة التحديات، وامتدح مواقفه المتوازنة ودوره المحوري لتخفيف التوترات الإقليمية والحيلولة دون زيادة الاستقطاب الطائفي في المنطقة.
تحرير الرمادي وحصار الفلوجة:
وميدانيًّا، تمكَّنت قوات تابعة للفرقة الثامنة بالجيش العراقي، اليوم، من تحرير مبنى كلية الزراعة وحي المخابرات ومنطقة جامع الحق شرق مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غربي العراق لتقترب أكثر من شرق الفلوجة لاستكمال تطويقها بوصفها المعقل الأهم للتنظيم في الرمادي.
وقال مصدر مسؤول بقيادة العمليات المشتركة العراقية، إن القطاعات العسكرية للفرقة الثامنة حررت منطقة كلية الزراعة ورفعت العلم العراقي على مبنى الكلية، كما دخلت قوات الجيش العراقي إلى حي المخابرات ومنطقة جامع الحق.
على صعيد متصل أشار قائد العمليات الخاصة بجهاز مكافحة الإرهاب اللواء سامي كاظم العارضي، إلى أن قوات "مكافحة الإرهاب" تمكَّنت من تأمين خروج 83 عراقيًّا أغلبهم من النساء والأطفال كانوا محاصرين من قِبَل داعش في منطقة الصوفية وتم استقبالهم في منطقة شارع 60 شمالي مدينة الرمادي قبل إخلائهم إلى مخيم "الحبانية" بمدينة الخالدية شمال شرقي الرمادي.
وأشار إلى أن القوات تعمل على تأمين خروج 40 مدنيًّا محاصرين من مسلحي داعش في منطقة الصوفية، تمهيدًا لعملية تحريرها من سيطرة مسلحي التنظيم الذين هربوا من الرمادي وقطع خطوط الإمداد مع الفلوجة.
وعلى المحور الجنوبي والشمالي للفلوجة، قتلت قوات تابعة لقيادة "عمليات بغداد" 40 من مسلحي داعش .. وذكر بيان صحفي للقيادة، أن قواتها قتلت 12 إرهابيًّا في منطقة النعيمية جنوبي الفلوجة خلال عملية عسكرية، وفي منطقة الثرثار شمالًا قتلت 26 إرهابيًّا، وانتحاريين اثنين، ودمرت تسع سيارات بينها ست مزودة بأسلحة رشاشة أحادية، وأربع أخرى تحمل عناصر التنظيم.
واعتبر رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق أول طالب شغاتي، أن حصار الفلوجة بدأ بالفعل تمهيدًا لدخول القوات إليها، وأن المواجهة مع التنظيم فيها ستكون أسهل وأسرع بعد كشف كل الطرق والأساليب التي يستخدمها داعش، واستدرك قائلًا: "لكن في الحقيقة نواجه تحديًا شبيهًا بما واجهناه في الرمادي، وهو الأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على البنى التحتية وأرواح المدنيين".
وتُعَد "الفلوجة" المعقل الأهم لداعش والأقرب إلى بغداد، وشرعت قيادة عمليات بغداد في التقدم نحوها من المحور الجنوبي، فيما وسَّعت القوات المشتركة عملياتها بالرمادي شرقًا في اتجاه الصوفية والسجارية التي هرب لها عناصر التنظيم شرقًا لإحكام حصار المدينة التي يوجد بها قرابة 200 ألف من المدنيين يمنعهم التنظيم من الخروج.
aXA6IDE4LjIyMC4yMDAuMzMg جزيرة ام اند امز