4 أسباب تجعل إيران متمسكة بالتدخل في اليمن
مع استمرار تدخل طهران في زعزعة الاستقرار في اليمن، تظهر 4 أسباب رئيسية للتواجد الإيراني في اليمن
قالت صحيفة هافينجتون بوست الأمريكية، الأحد، إن إيران لديها 4 أسباب رئيسية لتدخلها في اليمن وزعزعة استقرارها تتمحور حول الفكر الأيديولوجي، والدوافع الجيوسياسية والإستراتيجية، والعوامل الاقتصادية، والنوازع العرقية والدينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسعود جازيري، نائب قائد القوات المسلحة الإيرانية، قد صرح لوكالة تسنيم الإخبارية الإيرانية، في وقت سابق، أن طهران مستعدة لتطبيق النموذج الإيراني في سوريا داخل اليمن، وأضاف أن إيران سترسل "مستشارين عسكريين" لدعم الحوثيين في اليمن.
ورجحت الصحيفة أن تزيد وتيرة شحنات الأسلحة الإيرانية الى اليمن ، بالرغم من الاعتراض المستمر لتلك الشحنات عن طريق القوات البحرية المختلفة في الخليج العربي.
وعن الأسباب الأربعة فسرتها الصحيفة كالآتي ..
العامل الأيديولوجي:
أحد أهم العوامل التي تدفع إيران للتدخل في اليمن هو العامل الأيديولوجي، الذي هو أحد الأعمدة الأساسية في السياسة الخارجية لطهران المبنية على نشر فكرها في الكثير من دول المنطقة عن طريق منظماتها ومستشاريها التابعين للحرس الثوري الإيراني.
ويشكل قرب إيران من اليمن عاملًا مهمًّا في نشر فكرها هناك، حيث بالنسبة للخميني، فإنه من المهم وقوع اليمن تحت سيطرة طهران الأيديولوجية، لكي يستطيع الاستمرار بالضغط على من يراهم كمنافسيه في قيادة العالم الإسلامي، لإحكام سيطرته الأيديولوجية على الشرق الأوسط.
الأسباب الجيوسياسية والاستراتيجية:
ترى إيران نفسها كقوة فاعلة في الشرق الأوسط، نظرًا لما تدعيه من قوة اقتصادية وعسكرية، والتي تدفع تطلعاتها التوسعية في المنطقة ومحاولاتها زعزعة الاستقرار لكسب المزيد من الأراضي والمصالح، عن طريق تقويض القوى الإقليمية الأخرى عسكريًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا لتصبح تابعة بشكل مباشر سياسات طهران.
وتشكل اليمن أهمية كبرى بالنسبة لإيران للضغط على دول الخليج، والمملكة العربية السعودية بالأخص، كقوى إقليمية يجب إضعافها لضمان انتشار النفوذ السياسي والعسكري لطهران، هذا بالإضافة إلى جذب تركيز القوى الإقليمية في النزاع اليمنى لكي تتمكن من تعزيز موقفها في العراق وسوريا، حليفتيهما الأبرز في المنطقة.
العامل الاقتصادي:
التواجد الإيراني في اليمن غير مكلف على عكس التواجد في كل من سوريا والعراق، بل على العكس فهو مربح بالنسبة لها، حيث قرب اليمن الجغرافي يسهل لها التدخل السريع ويخفض تكاليف شحن الأفراد والمعدات للفصائل الانقلابية في اليمن، ويتيح لها أيضًا شحن بعض الموارد الطبيعية أو الأفراد الى طهران بأقل تكلفة ممكنة.
العامل الديني والطائفي:
وتشير الصحيفة إلى أن أحد أكثر الطرق التي تستعملها إيران في بسط نفوذها في المنطقة هو خلق الانشقاقات داخل البلدان ودعم أحد تلك الفصائل لبسط نفوذها وأحكام تدخلها في داخل تلك البلدان، على غرار حزب الله في لبنان وبعض المجموعات الشيعية في العراق.
ورغم مزاعم إيران أنها في صف المسلمين كافة، سنة كانوا أو شيعة، تشير الصحيفة إلى أن أجندتها الحقيقية تكمن في تغليب المذهب الشيعي على السني، كما حدث في العراق، وترى في اليمن فرصة ذهبية عن طريق الحوثيين لنشر المذهب الشيعي في اليمن لبسط السيطرة العقائدية لتكون تابعة لها دون منح اليمن سيادته واستقلاله الديني والسياسي والعقائدي.