العاهل السعودي بافتتاح أعمال مجلس الشورى.. توازن وخطى ثابتة داخليا وخارجيا
افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، يوم الأحد، عبر الاتصال المرئي أعمال السنة الثالثة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى.
حضر الافتتاح عبر الاتصال المرئي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
وفي خطابه الملكي الشامل أمام المجلس أوضح العاهل السعودي ملامح السياستين الداخلية والخارجية للمملكة.
وخلال خطابه الملكي السنوي عبر خاصية الاتصال المرئي، قال خادم الحرمين الشريفين إن "المملكة منذ توحيدها أرست ركائز السلم والاستقرار وتحقيق العدل".
وأضاف الملك سلمان في خطابه، أن المملكة تشهد حراكا تنمويا شاملا ومستداما وهي تسير الآن في المرحلة الثانية من رؤية 2030.
وأشار إلى أن النهج التنموي في المملكة يستهدف صنع نهضة شاملة ومستدامة محورها وهدفها الإنسان.
وقال: "إن من أهم المستهدفات التي توليها الدولة الاهتمام والمتابعة بصون الأمن وتعزيزه بمفهومه الشامل".
كما أكد على اهتمام المملكة بمكافحة الفساد والمضي بالتعاون في هذا الشأن على المستويين المحلي والدولي، "إدراكٌ تامٌ منّا بأن الفساد يمثل العدو الأول للتنمية والازدهار، إذ لا يمكن مكافحته دون تعاون دولي وثيق".
وأوضح بالقول: "نعمل في ذلك ضمن الاتفاقية العربية واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، لدرء مخاطره وآثاره المدمرة، بما يخدم المصالح المشتركة ويحد من الملاذات الآمنة للفاسدين".
وتابع العاهل السعودي أن: "المملكة تمضي بخطى متسارعة نحو مواجهة التحديات البيئية وفي مقدمتها التغيرّ المناخي مستهدفة الحياد الصفري للانبعاثات".
وشدد على أن بلاده تعمل جاهدة لضمان استراتيجيها للطاقة من أجل دعم استقرار وتوازن أسواق النفط العالمية.
وفي الشأن الخارجي أكد الملك سلمان بن عبدالعزيز على أن "أمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها يتطلب الإسراع لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية".
وضمن سياسة المملكة الخارجية خاصة الإنسانية قال خادم الحرمين: "نعمل جنبا إلى جنب مع شركائنا الدوليين لتخفيف وطأة الآثار السلبية للنزاعات المسلحة وانعكاساتها المؤلمة على الأمن الغذائي، وتعطيلها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، خاصة هدف القضاء على الجوع".
وتابع: تؤكد المملكة أهمية السعي لتسهيل تصدير الحبوب والمواد الغذائية؛ لأن استمرار ارتفاع أسعار الغذاء سيدفع الكثير إلى مواجهة خطر المجاعة ، ولبلادنا إسهامات كبيرة في هذا الجانب ، فقد بلغ إجمالي مساعدات المملكة في مجال الأمن الغذائي والزراعي ما يقارب مليارين و890 مليون دولار أمريكي.
واستطرد الملك سلمان في خطابه الملكي امام مجلس الشورى السعودي: كما أعلنت المملكة مع أشقائها بالمنطقة عن تخصيص 10 مليارات دولار لهذا الغرض عبر تنسيق وتوحيد جهود 10 صناديق تنموية وطنية وإقليمية.
وفي ملف السياسة الخارجية للملكة أيضا قال العاهل السعودي: تستشعر المملكة دورها بين دول وشعوب العالم، وتعمل من خلال علاقاتها الثنائية ومن خلال المنظمات والمجموعات الدولية على تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات في عالمنا، ودعم العمل الدولي متعدد الأطراف في إطار مبادئ الأمم المتحدة وصولا إلى عالم أكثر سلمية وعدالة، وتحقيق مستقبل واعد للشعوب والأجيال القادمة.
وتابع: في ظل ما يشهده العالم من حروب وصراعات تؤكد المملكة ضرورة العودة لصوت العقل والحكمة وتفعيل قنوات الحوار والتفاوض والحلول السلمية بما يوقف القتال ويحمي المدنيين ويوفر فرص السلام والأمن والنماء للجميع.
كما جدد العاهل السعودي في خطابه التأكيد على موقف المملكة الداعم لكافة الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي يؤدي إلى إنهاء الأزمة الروسية ـ الأوكرانية ، ووقف العمليات العسكرية بما يحقق حماية الأرواح والممتلكات ويحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وفي كلمته بالافتتاح أكد رئيس مجلس الشوري السعودي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ، أن "المملكة تشهد إنجازات فريدة في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز".
وقال إن "التنمية الشاملة التي تستهدف كل مناطق المنطقة عنوان لسياسة الملك سلمان الحكيمة".
وأكد على أن المستهدفات من رؤية المملكة (2030) تتواصل حيث توالت الخطط والمشروعات التنموية العملاقة التي أعلن عنها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
وأشار آل الشيخ إلى أن "مساهمات مجلس الشوري التي امتد أثرها للجانب الدبلوماسي عنصرا مهما في تعزيز علاقة المملكة مع مختلف الدول الصديقة".
وقال: "نلمس حجم التقدير والاحترام التي تحظي به المملكة".